ايها الأحـوازي أعـرف قـضـية وطـنـك

ثورة الغـلمان
1925 م - 1344 هـ

بعـد اقل من ستة أشهر تقريبا من القرصنة الايرانية وفي اليوم السابع من محرم الحرام سنة 1344 هجرية أواخر تشرين الثاني 1925 وبينما كانت عائلة الشيخ خزعل رحمه الله تقيم مجلس العـزاء لابي الشهداء الامام الحسين بن علي ابن ابي طالب عليهما السلام ، رأى الحرس الخاص ( الحماية الخاصة - الفدائيين ) للشيخ خزعل ان اميرهم خلا المجلس منه حيث كان يجلس في مدخله كما تعـود في السنوات المنصرمة فانفجرت دموعهم وتأثروا للمنظر الموحش ، ونتيجة لذلك تجمع اعضاء حمايته الخاصه وحرسه وجردوا اسلحتهم واعلنوها ثورة سميت بثورة الغـلمان نسبة لهم ، وكان يقود هذه الثورة ( شلش ) و ( سلطان ) ، واستولى الثوار الاحرار على مدينة المحمرة لفترة وجيزة ، وهرب عدد من افراد الجيش الايراني .

وقد اضطربت سلطات الاحتلال الفارسي في الاحواز المحتلة لذلك فتقدمت القطعات العسكرية الفارسية ( الايرانية ) نحو الثوار الاحرار وأمطروهم بوابل من الرصاص وصوبوا عليهم المدافع والمدرعات عبر قصف المدينة البطلة بالمدفعية الثقيلة . وقد استطاع الثوار بأسلحتهم البسيطة مقاومة الجيش الايراني ، واستمر ت المعركة بتبادل اطلاق النار حتى نفذت ذخيرة الثوار فتمكن الجيش الفارسي بعد ذلك من اخماد الثورة والقاء القبض على عدد كبير منهم حيث تم اعدامهم بكل وحشية وهرب الآخرون بجلدهم الى العراق والكويت ، وقد بطش العدو الفارسي المحتل بالشعب العربي الاحوازي بكل ما لديها من وحشية وحقد .

وفي جزيرة ( شلحة ) في شط العـرب تجمع الاحوازيين ثانية بهدف الهجوم على القوات الفارسية الغازية للاحواز ، الا ان القوات البريطانية هاجمت الجزيرة وقضت على العرب هناك ، وتشير التقارير البريطانية الى ان الهجوم تم تلبية لطلب الحاكم العـسكري الايراني لعـربستان .

وبعد اخماد الثورة فرضت الحكومة الايرانية ( الاحتلال الفارسي في الاحواز المحتلة ) على الشيخ خزعل المعتقل لديها في طهران مع ابنه غرامة قدرها خمسة ملايين باون مدعية بأنه - وهو الاسير لديها - حرض غلمانه على الثورة والعـصيان والمقاومة ، كما ألقت القبض على عبدالله ابن الشيخ خزعل وقادته أسيرا كأبيه وأخيه الى طهران افرج عنه بعد ذلك .

وكان عدد الثوار لا يتجاوز العـشرات ، الا ان هلع ايران كان كبيرا وخوفها كثيرا ، وقد نتج عن هذه الثورة :

1. خروج أفراد الاسرة الخزعلية من مدينة المحمرة الى العراق والكويت فرارا من البطش والاضطهاد الفارسي .

2. فرض مبلغ خمسة ملايين باون كغـرامة ( والتي تقدم ذكرها ) .

وكان هدف العدو الفارسي المتمثل بالحكومة الايرانية من الغرامة استنزاف ثروة الشيخ خزعل ، وقد صرف المبلغ للترفيه عن الشعب الفارسي الذي يعاني الفقر والفاقة ، وقد تمكنت ايران من سلب جميع ثروة الشيخ خزعل ولما ايقـنت انها لم تترك لديه ما يقوم أمره عمدت الى سمه او قتله خنقا .

وقد كانت العائلة الخزعلية غير راضية عن تلك الثورة للاسباب الآتية :

1. كانت الاسرة الخزعلية تخطط مع القبائل المصاهرة لها والتي تلتقي معها بالقربى لثورة شاملة تطيح بالاستعباد الفارسي الايراني الاجنبي المستعـمر وتحرير قطر الاحواز من سيطرة الاحتلال الفارسي . ولما اندلعـت الثورة تحسس الايرانيون بالامر واستعـدوا لكل الطوارىء ، ثم ان البطش الذي اعـقب الثورة كان شديدا وقاسيا بحيث أرهب العرب وأخافهم .

2. نتيجة لما أعقب الثورة هربت كثير من العناصر العربية الاحوازية الى العراق والكويت الشقيقتين مما جعل عنصر المقاومة يضعف ويقل كثيرا .

3. لم تكن الثورة منظمة ومؤقتة بصورة دقيقة ، ولم تعلم بها العشائر الاحوازية العربية لتستعد لها ولتشارك فيها لتكون ثورة شاملة حيث ستعجز قوات الاحتلال الفارسي عن اخمادها والسيطرة عليها ، وكانت تنهي عبودية القطر ، سيما وان العشائر الاحوازية كانت وما تزال نادمة لعدم مناصرتها الشيخ خزعل ( طبعا لها ظروفها واسبابها ومنها سؤ ادارة الحكم من قبل الشيخ خزعل رحمه الله تجاه تلك العشائر - والنتيجة تلك يتحملها الطرفين تاريخيا ) وقت محنته والتي ثبتت انها ليست محنته كفرد او مواطن بل محنة الشعب الاحوازي في القطر كله والامة العربية بأجمعها ( ومازال الشعب يعاني منها ) ، وكانت مشاركة العشائر كلها بالثورة يحقق لهذا الشعب العربي حريته وللقطر استقلاله للاسباب الآتية :

1. ان معـنوية الجيش الفارسي ( الايراني ) يومها ضعـيفة جدا . لان الجنود الايرانيين يعرفون جيدا بأنهم يقاتلون خصما عنيدا يفوقهم شجاعة ومقدرة على الحرب وبالتالي ان العرب هم اصحاب الارض الشرعيين .

2. قلة القطعات العسكرية الايرانية ( الفارسية ) ومعداتها وقتها ، وما لدي الاحوازيين من عتاد وسلاح يفوق ما تملكه القوات الايرانية الاستعمارية من أسلحة خفيفة ، حيث كانت العشائر الاحوازية قادرة على شل حركة القطعات العسكرية الفارسية وايقافها و بالتالي القضاء عليها .

3. كان الملك فيصل الاول ( ملك العراق ) ينظر بعين العطف الى الشعب الاحوازي فكان العراق مفتوحا امام الثوار . وكان بالامكان ان يكون خط تموين لهم . كما ان الملك فيصل الاول كان مستعدا لارسال قوات عراقية لمساعدة الشعب العربي الاحوازي الثائر في ثورته وطرد الغزاة الفرس .

4. شعور شعب الاحواز العربي بالمذلة لسيطرة ايران عليهم وهم الذين كانوا يأنفون من معاملة ومصاهرة الايرانيين وما زالوا كذلك ، واذا بهم اليوم يستعبدونهم ويصلون ظهورهم بالسياط وشتى انواع والوان العذاب و والشتائم والاهانات للعرب والتحقير لهم ، لذلك كان جميع الاحوازيين تواقين للثورة ، وان الاجماع الشعبي كان سيحقق نوعا من الحكم الذاتي ان لم نقل الاستقلال التام الناجز عن ايران .

5. دعم عسكري بريطاني للجيش الفارسي لمواجهة الثورة الاحوازية ( ثورة الغـلمان ) ومساندة الاحتلال الفارسي في اخمادها وتمكين الغـزاة الفرس من السيطرة على الاحواز بشكل كامل .

وهكذا ضاعت ثورة الغـلمان التي كان من الممكن استغلالها لتكون نهاية الاستعباد لولا ان عاملين مهمين افتقدت لهما وهما :

1. التوقيت : أختيار الوقت المناسب والمتوافق مع استكمال حشد قوى الشعب الاحوازي في مقاومة وطنية شاملة ضد العدو الفارسي .

2. الاجماع : تجميع العشائر الاحوازية في توجه واحد وتنظيم الصفوف الوطنية ورصها والاستعداد بأعلان الثورة الشاملة وطرد الاحتلال الفارسي من القطر الاحوازي واستعادة السيادة الوطنية الناجزة عن الاستقلال الوطني التام .

لذا جاءت بنتائج في غير صالح الشعب العربي الاحوازي كما رأينا .

وهكذا ايضا تعد ثورة الغـلمان هي اولى ثورات الشعب العربي الاحوازي بوجه الاحتلال الفارسي ودليلا ماديا صريحا على عمق رفض هذا الشعب العربي للاستعمار الفارسي العنصري الاجنبي المتغـطرس .

ماذا نتعـلم من ثورة الغـلمان :

1. يجب على كل احوازي ان ينخرط في صفوف الثورة الاحوازية لحشد طاقات الشعب الاحوازي لتقوية الثورة الاحوازية جماهيريا لمواجهة العدو الفارسي ونحن متوحدين القوى والطاقات لننتصر .

2. توحيد الصفوف بين فصائل الثورة الاحوازية وخلق قيادة سياسية جماعية مشتركة وتنسيق المواقف السياسية والوطنية خدمة لتحرير الاحواز .

3. حماية مؤسسات الثورة الاحوازية بما فيه المجلس الوطني الاحوازي ( بأعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الاحوازي وبرلمانه في المنفى والقاعدة القانونية الصحيحة للثورة الاحوازية ومطالب الشعب الاحوازي ) .

4. صيانة المبادىء والاهداف الاساسية للثورة الاحوازية الداعية الى تحرير الاحواز وطرد الاحتلال الفارسي واجلاءه عن القطر .

5. الاعداد والتأهيل الحضاري بشتى مرافقه الاساسية ومنها التنظيمية والسياسية والثقافية والاعلامية واعداد و بناء الانسان الاحوازي بمستوى يرتقي به لممارسة دوره الوطني والقومي للاضطلاع بمسؤولياته التاريخية في تخليص الاحواز من الاحتلال الفارسي واقامة السيادة الوطنية الاحوازية المتمثلة باقامة دولة الاحواز المستقلة والتي هي جزء من الامة العربية وفيها يتحقق العـدل والمساواة والحرية والعـمل والسعادة والعزة والكرامة واقامة المجتمع الاحوازي العربي القومي المسلم وتحقيق الكرامة الانسانية للشعب الاحوازي وتوفير الحياة الكريمة والسعيدة التي سلبت منه منذ عام 1925 ليومنا هذا والتي تكفل له حقوقه المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والتعليمية والحضارية وغيرها .

6. على كل احوازي ان يربي ابناءه على حب الاحواز وشعب الاحواز وتغـذيته بالثورة ومبادئها وتشريبه مبادىء الوطنية والقومية وتعليمه على حب التضحية والفداء من اجل الاحواز وحريتها وتحريرها ، وتعليمه وتثقيقفه على تاريخ الاحواز وادخاله المدارس العربية وتعليمه على قراءة القرآن الكريم وحثه على النضال والكفاح الوطني بكل ما يملك من غال ونفيس ماديا ومعنويا من اجل تحرير الاحواز ، وزرع مبدأ في نفسه : ان في تحرير الاحواز كرامة وعزة وحرية وسيادة الانسان الاحوازي ليكون سيدا على نفسه ، منه حاكمه ومنه دولته ومنه حكومته حاله حال اي شعب من شعوب الارض .

7. توجيه ابناءنا بالابتعاد عن الانخراط في سياسات ومخططات الانجرار و تجنيدهم واستخدامهم من قبل المخابرات الايرانية عملاء وجواسيس على شعبهم ومناضليهم وثورتهم وبالتالي يكونوا ادوات رخيصة بيد العدو الفارسي ليذبح بهم الشرفاء والجماهير الاحوازية المناضلة التي تكافح من اجل حرية الانسان الاحوازي وتحرير ارض الاحواز من رجس الاحتلال الفارسي .

8. حث ابناءنا بالزواج من العربيات والابتعاد عن الزواج من الفارسيات ولذلك لنؤمن ان الاجيال الاحوازية القادمة من شعبنا تكون محمله بالفكر العربي الوطني القومي الاسلامي وليس بالفكر والثقافة الفارسية والميلان الى التعايش تحت رحمة الفرس وحكمهم الظالم وهذه مرحلة استثنائية بسبب وجودنا تحت الاحتلال الفارسي وستنجلى بعد التحرير وهي ركيزة اساسية من ركائز النضال الوطني في ظل حكم المحتلين الفرس نهدف منه اعداد النشىء الاحوازي الجديد اعدادا يتوافق ومستلزمات ومقومات الانتصار للثورة الاحوازية وهو حق مشروع لحماية المصير الاحوازي من سياسات الطمس والتفريس الفارسين التي تنتهجها الحكومة الايرانية تجاه شعبنا بهدف ذوبانه في المجتمع الفارسي والخضوع لحكمهم العنصري المستبد المتنافي مع حقيقة الاسلام وشرائعه ومخالف لكل الديانات السماوية وهو سلوك فارسي عنصري بحت خطير يستهدف صميم وعمق الهوية والشخصية العربية للانسان الاحوازي .

9. تربية اولادنا على الاعتزاز بقوميتنا العربية كهوية شخصية لحـقيقـتـنا كشعـب ونسب و مصير لا تتعارض مع عقيدتنا وديننا الاسلامي كما يروج لها الفرس الذين يدعون ان القومية تتعارض مع الاسلام ، في حين ان القومية هي متماشية مع الاسلام تماما وفق منطق علاقة الشعوب بدياناتها وهذه حقيقة لكل شعب هويته ولكل شعب دينه ، وهنا يجب ان نكون واضحين للسياسات الفرس وتضليلهم لنا بهدف تكريس احتلالهم وسيطرتهم على وطننا وقطرنا بأسم الاسلام .

10. تعـميم الثقافة السياسية والتاريخية ومتابعة توجيهات شبكة الاحواز للانترنت بشكل دائم ومتواصل ومستمر لتلقى الارشادات والتوعية الوطنية والتثقيف السياسي المنظم والذي يهدف الى خلق جيل احوازي فاهم واعي مدرك لحقيقته وهويته ونضاله وثورته وتلقي التوجية السياسي والتنظيمي الهادف والمعـد بعـناية ، ولان شبكة الاحواز للانترنت هي الموقع الرسمي للشعب العربي الاحوازي والثورة الاحوازية وان مناضليها هم من القيادات الاحوازية التاريخية والشرعية ولهم تاريخهم النضالي الطويل المرتبط بقضية الاحواز منذ ايامها الاولي الى اليوم ، فالهذا فهي المنبع الصافي الذي ننهل منه وهي منارة معرفة واعلام تمثل حقيقة الاحواز وحاملة لواء حقوق الاحواز سياسيا واعلاميا رسميا بقرار من المجلس الوطني الاحوازي و بتأييد من كبرى حركات ومنظمات الثورة الاحوازية وفي طليعـتها الجبهة العـربية لتحرير الاحواز وحركة التحرير الوطني الاحوازي .

وانه لجهاد وكفاح ونضال وثورة حتى النصر والتحرير

-------------------------------------------------------------

موضوعات ذات صلة :

• تاريح الأحواز

• الأحواز بين السؤال والجواب

• الأحواز والتحديات

• عـربستان : الحاضرة الغائبة في معادلة الشرق الاوسط

• الوضع القانوني للأحواز في ظل القواعـد الدولية