شبكة الأحـواز للانترنت

 

الأسبوع المصرية :

عفوا سقطوا عمدا
عرب الأحواز بين مطرقة الاحتلال الإيراني وسندان النسيان العربي

 16 / 1 / 2005
  • سمير عمر
    في الأسبوع الماضي فتحت جامعة الدول العربية أبوابها أمام وفد من عرب الأحواز يتقدمهم رئيس المجلس الوطني الأحوازي العربي 'البرلمان' خزعل الهاشمي. والهدف من الزيارة كما قال سيد طاهر آل نعمة عضو المجلس كان هو إلقاء الضوء علي قضية عرب الأحواز وتقديم طلب للجامعة بأن يكون لهم تمثيل في الجامعة العربية بصفة مراقب حتي يتمكنوا من حضور اجتماعاتها .. هذه هي المرة الأولي التي يطرق فيها عرب الأحواز باب بيت العرب، لكنها ليست الأولي التي يحاول فيها قادة الأحواز إلقاء الضوء علي قضيتهم وتسويقها عربيا عساهم يجدون من يقف بجانبهم، ولكن يبدو أن هذا لن يحدث علي الأقل في هذه الفترة وهو ما أكده دبلوماسي عربي رفيع المستوي مستبعدا قبول الجامعة 'للطلب الأحوازي' حتي ولو كان في صورة مراقب وهي صيغة غير موجودة أصلا في الجامعة. كلام الدبلوماسي العربي ليس جديدا علي الموقف العربي الرسمي الذي تجاهل لسنوات طويلة قضية الأحواز إما بسبب العلاقات الخاصة بين بعض الدول العربية وبين إيران في عهد النظام البهلوي أو حتي في عهد الجمهورية الإسلامية، أو بسبب عدم ملاءمة الوضع العربي للحرب في أكثر من جبهة، علي اعتبار أن الجبهة الفلسطينية أولي بالرعاية عربيا حتي بعد أن ركب الجميع أو كادوا قطار الاستسلام!!!، وقد أدي هذا التجاهل الرسمي إلي خلق حالة من الجهل الشعبي بهذه القضية العربية لذا نري أنه من الضروري إلقاء الضوء أولا علي هذه القضية المنسية التي كتبت كلمة البداية فيها في الليلة العشرين من شهر إبريل 1925 وصادفت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وكان ذلك داخل اليخت الخاص للشيخ خزعل أمير الأحواز، حيث داهمته مجموعة من جنود الفرس أثناء حفل كان قد أقامه الشيخ خزعل للجنرال زاهدي قائد جيش الفرس، وانتهي الحفل بخطف الشيخ خزعل وترحيله إلي إيران، وبعدها أصدرت حكومة طهران بيانا قالت إنه صادر عن الشيخ خزعل ذكر فيه:
    1 يتنازل أمير عربستان الشيخ خزعل المحيسن عن الحكم إلي ابنه جاسب المحيسن.
    2 يحق للدولة الإيرانية أن تشرف علي الحكم الداخلي في عربستان.
    3 تقطع عربستان علاقاتها الخارجية مع الدول الأخري التي كانت قد عقدت معها معاهدات تجارية أو أقامت معها علاقات سياسية.
    وبصدور هذا البيان المنسوب كذبا للشيخ خزعل تكون الأحواز أو عبرستان قد فقدت سيادتها نهائيا لتبدأ صفحة احتلالها من قبل إيران التي تمتد حتي الآن، وإن كان التاريخ يؤكد أن فكرة السيطرة علي عربستان من قبل 'فارس' كانت تحلق في فضاء طهران ففي مذكرات الشاه رضا بهلوي نقرأ 'من الضروري القضاء علي أمير عربستان الذي استمر اعواما طويلة يعيش أميرا مستقلا داخل حدود إمارته ويسانده الاجانب مساندة تامة في اعماله وليس لحكومة طهران أي سلطة عليه'. ولكن ثوار الأحواز سطروا بأحرف من دم صفحات المواجهة علي طريق التحرير والعودة مرة أخري للصف العربي، كان أبرز تلك الصفحات ثورة عام 1963 التي قادها ثوار جبهة تحرير عربستان التي تأسست عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي علي مصر، وعلي الرغم من أن مصر في هذه الفترة لم تقدم الدعم الذي كان ينتظره منها عرب الأحواز إلا أنهم وجدوا في زعامة جمال عبد الناصر ملاذا وبدأوا في حشد الشباب العربي تجهيزا لثورة شاملة، وبالفعل كانت هناك اتصالات سرية بين مصر وقيادات الجبهة إلا أنهم وفي مرحلة التجهيز للثورة تمكنت المخابرات الإيرانية من القاء القبض علي قادة الجبهة في مدينة عبادان في 25/11/1963 قبل تنفيذ الثورة وقدمتهم إلي المحاكم العسكرية الصورية، حيث تم اعدام قادتها في الساعة الخامسة من صباح يوم 13/6/1964، وهم كل من:
    الشهيد محيي الدين حميدان آل نصر.
    الشهيد دهراب شميل.
    الشهيد عيسي المذخور.
    غير أن جذوة الثورة لم تخب وبقيت مشتعلة علي مدار السنوات، وعندما تمكن 'آيات الله' من الوصول إلي سدة الحكم في طهران استبشر ثوار الأحواز خيرا لكن رياح الخميني جاءت بما لا تشتهي سفنهم إذ واصلت الجمهورية الإسلامية تعاملها بنفس الطريقة مع قضية الأحواز، ضاربة عرض الحائط بمبادئ الحرية والعدالة التي رفعتها وتصاعدت وتائر 'التفريس' في منطقة الأحواز وجرت عمليات تهجير واسعة للعرب إلي داخل العمق الإيراني، وفي المقابل حركة تهجير عكسية لنقل الفرس إلي منطقة الأحواز لتغييرها ديموجرافيا لصالح حكام طهران 'المعممين'.
    ودفع عرب الأحواز ثمن انتمائهم القومي في مرحلة الحرب العراقية الإيرانية علي اعتبار أنهم من 'المنافقين' الذين يدعمون أو من الممكن أن يدعموا العراق في الحرب ضد إيران، الغريب أن الرئيس العراقي صدام حسين كان قد سبق أن وقع مع شاه إيران في العام 1976 اتفاقية اقتسام شط العرب التي أعطت لطهران أكثر مما كانت تحلم به، وبعدها وكما تقول مصادر من عرب الأحواز سلم بعض الطلبة من عرب الأحواز إلي حكومة طهران كدليل علي حسن نية بغداد في التعاون مع حكومة الشاه، المهم ان الحكومات العربية ذات التوجه القومي بل والأحزاب القومية العربية لم تبذل مجهودا في ميدان الدفاع عن عروبة الأحواز واستردادها من تحت يد 'الاحتلال الإيراني' ونحن هنا لا ننصب المشانق لأحد لكننا فقط نرصد تاريخ هذه القضية التي سقطت عمدا من ذاكرة العرب.
    والسؤال الآن هل الوقت مناسب لطرح قضية عرب الأحواز؟ البعض يري في إثارة هذه القضية الآن شبهة دعم الخطة الأمريكية لحصار إيران .. ويقولون ان طرح القضية ربما يفهم خطأ علي أنه جزء من الخطة الأمريكية .. اعتراضات لها وجاهتها .. وربما يكون هناك عدد من الفصائل الأحوازية تنظر إلي الولايات المتحدة الأمريكية علي أنها المخلص الذي يمكن ان يحقق لهم حلم الاستقلال القديم، ولكن هذا لا يعني اننا مطالبون بنسيان القضية برمتها خوفا من أن نحسب علي الخندق الأمريكي فهذا أشبه بمن يعالج آلام الصداع بقطع الرأس .. وقد يقول قائل ان من مصلحة العرب الآن الاصطفاف بجانب إيران لبناء جبهة واسعة في مواجهة الغطرسة الأمريكية والصهيونية .. وهو أيضا رأي له وجاهته وأنا ممن يرون أهمية قصوي للتقارب بين العرب بشكل عام ومصر بشكل خاص وإيران .. ولكن هذا أيضا لا يعني ان يكون ذلك علي حساب قضية عرب الأحواز .. وإلا لماذا يساند العرب الإمارات العربية المتحدة في حربها الدبلوماسية من أجل استرداد الجزر الثلاث من إيران؟!
    لا شك ان القضية شائكة وتحتاج إلي معالجة خاصة وتحتاج إلي التزام الهدوء وإدارة حرب دبلوماسية طويلة النفس، لكن علي الأقل لا يجب ان ننسي أن عرب الأحواز كانوا ومازالوا جزءا من الأمة العربية، وان وقوعهم تحت السيادة الإيرانية لا يجب ان يقودنا إلي التسليم بأنهم أصبحوا إيرانيين فنحو ثمانين عاما من سياسة 'التفريس' فشلت في اقتلاع الشعور بالانتماء للعرب من قلب نحو ثمانية ملايين من عرب الاحواز يسكنون واحدة من أكثر المناطق ثراء بالبترول والثروات الطبيعية في العالم إلا أنهم يعيشون علي حد الكفاف، ومن يطالبنا بنسيانهم كمن يطالبنا بنسيان الحق السوري في لواء الاسكندرونة الذي سقط في يد الأتراك بعد سقوط الأحواز في يد الإيرانيين بأحد عشر عاما .. فقط لا يجب ان ننسي.

شبكة الأحـواز للانترنت
الموقع الرسمي للأحـواز والثورة الأحـوازية

This website is:            www.al-ahwaz.com
The Official Site of Ahwaz and Ahwazi Arabic Revolution (Arabistan)
Ahwaz, Arabistan Online Network, The Ahwazi Arabic Info. Center,
website address:
www.al-ahwaz.com | e-mail: al-ahwaz@al-ahwaz.com ,
 arabistan@yahoo.com| Fax: 1-530-678-5231

© جميع الحقوق محفوظة لدي شبكة الاحواز للانترنت
Ahwaz-Arabistan Online Network - AAON
www.al-ahwaz.com
© 1998-2005

افضل مشاهـدة لموقع الأحـواز ان تكون الشاشة بقـياس
1024 by 768 pixels

We recommend using IE5.0 or later 1024 by 768 Pixels mode to browse this site for best performance

 

 

Email Button

Print screen button

 

عودة »»
اخبار الأحواز | الصفحة الرئيسية