شبكة الأحـواز للانترنت

 

التمرة الحمراء
قصة قصيرة

 

27 / 7 / 2005
المصدر: شبكة الأحواز - أمل الأحوازي
  • كان ناصر قد ذهب مع الهيئة التي ارسلها شيخ محمد طاهر الخاقاني من المحمرة الي طهران لمطالبة الحقوق الاحوازية. و رأي ناصر مماطلة النظام الخميناوي في إعطاء الحقوق العربية الاحوازية . فحين رجع و سئله ثمة من رفاقه عن المحادثات التي اُجريت مع حكام ايران قال ناصر : يا رفاقي الحق لا يُعطي , الحقُ يُوخذ , فينبغي ان نتحد جميعا" و نأخذ حقنا من الفرس . فكان ناصر يشترك في الاحتجاجات و المسيرات التي تنطلق من مسجد شيخ محمد طاهر نهارا" و يدرب الشباب او قد يحضر المسجد ليلا" . فكان لم ينم إلّا ساعات قليلات لم يتجاوزن الخمس فانه مكافح و مناضل حقا" . و لمّا رفض الفرس اعطاء العرب حقوقهم , و عندما إمرت الحكومة احمد مدني المجرم قتل اللذين يعارضون الحكومة الايرانية الخمينية , دافع ناصر عن القيم الاحوازية , فأشتبك مع الحرس الايرانيين و اوصل خمسة من الحرس إلي الجحيم يوم الاربعاء السوداء , فكان يري الفرس كيف قتلوا كلا" من كان في الشارع يوم الاربعاء السوداء . فلجأ المناضلون العرب في كوت الشيخ و كانوا يناضلون من هناك . و لقد حاربوا الاعداء ببسالة و شجاعة حيث اضطرّ الفرس لطلب قوات تعينهم علي مواجهة العرب الابطال . فجائت الطائرات العمودية حاملة الحرس الذين قد جئ بهم من دزفول و طهران و بوشهر لإبادة ابناء شعبنا المضطهدين , فهاجم هؤلاء الحرس المناضلين العرب الذين جائوا من الفلاحية لمناصرة اخوانهم في المحمرة . فصار اشتباك بين العرب و الفرس يوم الخميس و كان يهتف العرب ( الما يطلع يلبس شيله ) فأستشهد كثير من العرب و أُعتقل من بقي حيا" سوي ناصر. فكان احد الفرس العنصريين و هو ( محمد جهان آرا ) يعرف ناصر جيدا" , كان يري فعالياته في جبهة التحرير و نشاطاته قبل الثورة الايرانية فبحث محمد جهان آرا بين الشهداء ثم بين المعتقلين عن ناصر فلم يجده , فقال لزمرته :تبقّي عنصر فعال جدا" من العرب يجب قتله . ثم ركبوا سياراتهم و عبروا الجسر و دخلوا المحرزي ليلا" باحثين عن ناصر , فكان جهان آرا يعرف عنوان بيت مناضلنا جيدا" . فسرعان ما وصلوا البيت و حاصروا المنـزل و دخلوا الغرف بسرعة فوجدوا زوجة ناصر نائمة مع اطفالها , لزمها جهان آرا من مظافرها و سئلها :أين ناصر ؟– لا ادري .

    ثم دفعها علي اطفالها الذين يتباكون من الخوف فطاحت فوقهم , ثم صوب البندقية نحوها و قال :إنْ لن تدلينا مكان ناصر فسوف اقتلك مع اطفالك .

    قالت حدهن : لا ادري اين يمكث ناصر.

    ثم ذهب القاتلون و عيونهم تقذف حمما" صوب المرأة العربية و اطفالها . و خرجت حدهن لتبلغ ناصر مما حدث فسعت نحوه متعثرة لا تميز الحرث من النهر , فرمت حجارة نحو البرميل المعلق بنخلة القنطار , و رفع ناصر رأسه بعد قليل من داخل البرميل , ثم نزل من الأعلي , فحدثته زوجته , ثم صعد نخلة ثانية كي يرتاح في البرميل المعلق بنخلة السعمران .كان مناضلنا ناصر قد رفع خمسة براميل و علقهم بالنخيل , فكان يناضل نهارا" ببندقيته و يفجر بعض الاماكن الحكومية و يختبئ بالبراميل المعلقة بالنخيل بعض الليالي ليستريح و يجدد قواه للنضال ليوم غد فحين رأي الاوضاع قد تأزمت أعطي زوجته حدهن بندقية كلاشينكوف بعد أنْ علّمها الرماية و قال لها : قد تحتاجينها يا حدهن . مضي من الاربعاء السوداء اسبوع كامل و ما زال محمد جهان آرا يبحث عن مناضلنا ناصر كي يقتله . و في إحدي الليالي , حوصر منزل ناصر , و خرجت حدهن حين سمعت الهمس خارج الغرفة و قلبها يخفق خوفا" . فرأت عشرات من الفرس محتشدين جنب منزلها , فرجعت و جهّزت بندقيتها و جلست جنب اطفالها النائمين . و الفرس يحومون كالخفافيش يحاولون دخول البيت . أطلقت حدهن النار حين قفز أحدهم في الغرفة و اوقعته ميتا" .فظن الحرس أنّ ناصر مختبئ في الغرفة . و ناصر فزّ من نوم البرميل حين سمع صوت الرصاص ,و لماّ رفع رأسه رأي الحرس و هم يدخلون في بيته , فرفع الرشاش و أطلق الرصاص نحوهم و أسقط ثلاثا" منهم , فكان يمرجحه البرميل كالمرجوحة حين يطلق الرصاص . فصاح جهان آرا إحضروا ال ( ار بي جي 7 ) إنه فوق النخيل . فتبادل الطرفان النار و جُرح ناصر , و لكنه كان يرمي صوبهم الي أنْ أتي علي آخر رصاصة فرماها . مضت لحظات و لم يسمع الحرس صوت رشاش ناصر . فاستيقنوا أنّ رصاصه قد نفد . فأمر جهان آرا : إضربوه بال ( ار بي جي 7 ) . فتصدي له احد الدزفوليين و رمي نحوه طلقة بال ( ار بي جي 7 ) فأصابت الطلقة البرميل فشقته ! و أصابت مناضلنا ناصر ! ثم أصابت النخلة فذبحتها و سقط رأسها مع رطبه و تمره علي الأرض! ثم هجم الشرسون صوب بيت ناصر , فقابلتهم حدهن بالرصاص و لكن أطفالها شدهوها , فقفز أحد الحرس داخل الغرفة و أطلق الرصاص فقتل حدهن و أطفالها بالفور . ثم تنهد جهان آرا في عمق و أومأ برأسه لزمرته : هيا بنا .فحمل العنصريون قتلاهم الثمانية و غادروا . أطلّ الصباح و خرج الجيران , فوجدوا حدهن و أطفالها غارقين بالدماء و صدورهم ممزقة بالرصاص , و كلما بحثوا عن جثمان ناصر فأنهم لم يجدوه ! فشيعوا جثمان المرأة المناضلة و أطفالها و سحب الهموم تظلل ملامحهم . و هناك اجتمع الأطفال حول رأس النخلة المذبوحة و هم يأكلون الرطب و التمر . فكانوا فرحين جدا" لأنهم لماّ يروا نخلة تقدم لهم عثاكل رطب القنطار و التمر اللذيذ بطبق رأسها و مائدة سعفها ! فبينما كان الأطفال يتمتعون برطب القنطار , وجد أحدهم تمرة حمراء , فأخبر أصدقائه مفتخر" و كأنه عثر علي كنز ثمين ! عندها اشتبك الأطفال و تعاركوا للحصول علي هذه التمرة الغريبة ! فكان يقول كلٌ منهم :( أريدها لي ) ( أريدها لي ) .

    أمل الأحوازي

شبكة الأحـواز للانترنت
الموقع الرسمي للأحـواز والثورة الأحـوازية

This website is:            www.al-ahwaz.com
The Official Site of Ahwaz and Ahwazi Arabic Revolution (Arabistan)
Ahwaz, Arabistan Online Network, The Ahwazi Arabic Info. Center,
website address:
www.al-ahwaz.com | e-mail: al-ahwaz@al-ahwaz.com ,
 arabistan@yahoo.com| Fax: 1-530-678-5231

© جميع الحقوق محفوظة لدي شبكة الاحواز للانترنت
Ahwaz-Arabistan Online Network - AAON
www.al-ahwaz.com
© 1998-2005

افضل مشاهـدة لموقع الأحـواز ان تكون الشاشة بقـياس
1024 by 768 pixels

We recommend using IE5.0 or later 1024 by 768 Pixels mode to browse this site for best performance

 

 

Email Button

Print screen button

 

عودة »»
اخبار الأحواز | الصفحة الرئيسية