مؤتمر الدنمارك .. المحطة المفقودة ..!
مؤتمر الدنمارك او ما عرف عنه بمؤتمر
البرلمان الدنماركي للقوميات والشعوب الايرانية ، اننا هنا لا نريد ان
نشكك بأي جهد احوازي يبذل يستهدف تحريك القضية الأحوازية .. وهذا ليس
بمربط الفرس كما يقوله المثل الشعبي ، انما نريد ان نسلط الاضواء على
الحقائق ليدرك المواطن الأحوازي - صاحب الشأن الاول - حقيقة الامور ..
واين قضيته ؟ .. وكيف تتعامل معها تنظيمات حديثة العهد فرضتها الظروف على
الساحة الأحوازية ، تلك التنظيمات منها من ينادي بالتعايش القومي ، ومنها
من ينادي بتقرير المصير المجرد الغامض بدون ان يحدد حقيقة نواياه ويخفي
حقيقته الشيوعية التي يعشقها حتى النخاع ولكنه يتخوف الغضب الجماهيري (
كسائق الحمار يخجل من ...! ، اجلكم الله
) بهدف مخادعة الشعب والجماهير ، ومنهم من ينادي بأننا عرب ولكننا
ايرانيون ، ومنهم من ينادي بدعوات اسلامية متطرفة ، ومنهم من هو متطفل قوميا
ووطنيا غوغائي ارعن مفلس ، ومنهم من هو مراهق سياسيا ، ولكن للأحواز ربا
حافظها من هذه الوجوه الملونه التي اهدافها لا تغني ولا تسمن القضية
الأحوازية بل تضرها وتنفع العدو الفارسي وربما هو الذي خلقها عبر قنوات
اوقع شبابا لا يدرك من يحركه في الخفاء وهو اسلوب مخابراتي متقدم في
اختراق اي ثورة في العالم عبر عفوية وشفافية روح الشرفاء البسطاء ، وانني
اراهم جميعا كالقوم الذين ركبوا سفينة وعندما بلغوا عرض البحر اخذ كل منهم
يثقب المكان الذي يجلس عليه ..! ، كان هذا استعراض سريع للواقع الأحوازي ،
فالندخل بالموضوع .
ليس المهم الدخول او الحضور الى
مؤتمر او اجتماع اعلامي او سياسي بقدر ما هو اهم ان ندخل المؤتمر او
الاجتماع في اطار وحدوي وطني يلبي ويحقق مطالب القضية الأحوازية ، لا ان
ندخل وفدين احوازيين وكلاهما يحمل مطالب متباينة ومختلفة عن الآخر
ناسبينها للقضية الأحوازية والقضية منها براء ، وكلا الوفدين يدعان تمثيل
الشعب الأحوازي ، في حين ان الشرعية الأحوازية لا تتفق بكلاهما ولا تنطبق
عليهما ابدا
ومطلقا ، لان التمثيل له اساسياته القانونية الشكلية والموضوعية والمرجعية
التاريخية النضالية ، وهذا ما
لا ينطبق على تلك التنظيمات ولا على زعماؤها المعروفة بتاريخها المعادي
للقضية الأحوازية ، هذا اذا صحة مقولة صحوتها الوطنية من عمالتها للحكومات
الايرانية المتعاقبة ، وتاريخ الأحواز يشهد على ذلك بمواطن عديدة ، ونحن
لا نريد ان نتكلم نيابة عن التاريخ ، فالتاريخ ناطق لمن يقصده ، اما جاهل
الشىء فحسبه الله .
لقد ناشدة حركة التحرير الوطني الأحوازي في بيانها المؤرخ في 6 / 12 /
2003 عبر مبادرتها التي تضمنها البيان والداعية الى توحيد الصفوف .
حتى يمكننا الظهور الى العالم ضمن وفد احوازي وطني موحد وضمن ورقة عمل
واحدة تحمل حقيقة مطالب الشعب العربي الأحوازي وتمثل جوهر القضية
الأحوازية تتجسد فيها استراتيجية مبنية على مبدأ التمسك بالحق الأحوازي ولا
مساومة عليه وصلابة المفاوض الأحوازي في محاورة الطرف المقابل في انتزاع
ذلك الحق المغتصب ، وهذا يتطلب رؤية سياسية واضحة بأبعادها التكتيكية
والاستراتيجية وبناء برنامج يوفق بينهما بما يحقق تلك المطالب تسنده ارادة الاجماع الأحوازي وهنا لا نقصد ارادة جبهوية
بل ارادة وطنية واسعة ، على
ان تكون هذه الارادة تأخذ بعين الاعتبار قضية اجيالنا الأحوازية القادمة
واعتماد مبدأ مصلحة الأحواز فوق اي اعتبار جبهوي او حزبي او شخصي .
فمهما فعلت التنظيمات الأحوازية بجهودها المتفرقة فلا تحصد الا بقدر وزنها
، فتبقى مثلا المائة ( 100 ) على حالها مائة ، وتبقى المائة المقسمة على 20 وزنها 5
، وهكذا تكون نتائج المحصلة .
وعلى هذا الاساس نحن نرى ، كلما كنا متوحدين
كلما كان الجهد مثمر ، وكلما كنا متفرقين كلما كان الجهد متفرق ويساوي
صفرا ، ومهما بلغ الصفر يبقى صفرا لا قيمة له وتهينه الارقام الاخرى لصفره .
فمن يرفض الوحدة الوطنية يكون همه اما ان يعمل لتنظيمه بأسم القضية
الأحوازية ( اي يتحرك ضمن سياسة جبهوية او حزبية صرفة قاتلة ) ، واما انه
يعمل بأسم تنظيم احوازي يهدف ايقاع الضرر المادي والمعنوي بالقضية
الأحوازية ، وكلا الحالتين لها نتائج سلبية وخطيرة تصب في مصلحة العدو
الفارسي ، فمن يريد ان يغرد خارج السرب الأحوازي بأسم الأحواز فهذا هو
الخطر بعينه لا يقل خطورة عن مخططات عدونا الفارسي التي يحيكها في الظلام ضد ثورتنا
، لان نتائج عمله في المحصلة النهائية تضر القضية ، فكل عمل له نتائج
عكسية مضرة بالقضية فهو ضد قضية شعبنا .
فالوحدة الوطنية ايها الاخوة
الأحوازيون هي سبيلنا الوحيد الى انقاذ قضية شعبنا في هذه الظروف الدولية
الحاضرة وعلينا اغتنام الفرص بشكل صحيح ودقيق نتحمله بشكل مشترك ليخرج
بأرادة الاجماع الأحوازي والا فلا قيمة له سياسيا .
نريد ان نطمئن اخواننا في تلك
التنظيمات المتخوفة من الوحدة الوطنية ، ان الوحدة لا تلغي دور تنظيماتها بل تعمل على تثبيتها واضفاء
الشرعية عليها ، وان الوحدة هي مظلة صحية تجتمع التنظيمات تحت مظلتها يناقشون
شأنهم الأحوازي الذي هو شأن كل الأحواز وهو شأن لا يتعلق بتنظيم معين ، ولم
تعد القضية قضية فصيل دون الاخر ، فالقضية قضية شعب عربي تعداده 8 ملايين
لا يمكن ان نحصر القضية بفئة سياسية معينة ولكن يصح ان تكون ضمن الاجماع
الأحوازي وضمن قرار وطني احوازي موحد ومستقل نتشاور به مع شعبنا عبر
المؤسسات الشرعية للثورة الأحوازية ، عندئذ سوف يخرج الجميع بأنطباعات تخدم القضية الأحوازية ، هذا
اذا كانت تلك التنظيمات فعلا يهمها مصلحة قضيتها الأحوازية .
كما ان الاختلافات الايدولوجية او
السياسية الجبهوية او الحزبية او حتى الخلافات الشخصية لا تمنع علينا ان
نجلس ونتحاور ، لان جلوسنا سوف يكون من اجل القضية وليس من اجل نقاش
الايدولوجيات ، ولان الايدولوجيات شأن داخلي خاص بالتنظيمات لا يحق لاي
تنظيم ان يتدخل في شؤون التنظيم الاخر ، فالشيوعي
مثلا شيوعي لنفسه ولتنظيمه والقومي قومي لتنظيمه وهكذا ،
ولكن نحن نجلس ونتحاور ونتوحد تحت اطار وطني من اجل الأحواز ، والأحواز
للجميع ، والأحواز هي قضية شعب مستعمر حتمت علينا المسؤولية التاريخية ان
نستمر في ديمومة الثورة حتى استعادة الحق الاحوازي السليب .
فنحن نتعجب كيف هرولت تلك التنظيمات واجتمعت مع التنظيمات الفارسية وغير
الفارسية في الدنمارك ، والكل يريد ان يظهر تنظيمه على حساب القضية وليس من
اجل القضية ، فكيف الحال اذا ارادت ايران ان تلعب معكم لعبة الاشارة
بأصبعها تغازلكم سياسيا ، فماذا سيكون حالكم هل سوف تقاتلون بعضكم من اجل
ان تجلسوا في احضان مؤتمر ملغوم تديره ايران بهدف ايقاع الاقتتال فيما
بينكم ، هنا نتبين الحنكة السياسية ، ان السياسة فن في ادارة قضية معينة ،
ليس كل من عرف حرفا قال انا لها ، فالذي يمارسها يجب ان يكون خيالها ،
وهكذا القيادة لها مواصفاتها والقيادي ايضا له مواصفاته ومنها ان يكون
مؤمنا بالعمل الوحدوي وحريص على مصلحة الوطن ويرجح هذه المصلحة العليا على
اي مصالح اخرى ، وانه قادر على التمييز بين ما هو مصلحة وطنية متعلقة
بوطن ، وبين ما هو مصلحة جبهوية متعلقة بتنظيم ما ، لان كلا الحالتين لها
الياتها ومتطلباتها .
نعم تعجبنا من تلك الهرولات اللاهثة ،
في حين تلك التنظيمات ذاتها رفضت فكرة مبادرة توحيد الصفوف التي تبنتها حركة التحرير الوطني الأحوازي
في المرتين ، مما يدل
على ان تلك
التنظيمات لا تريد العمل من اجل القضية ، وانما تسخر القضية من اجل مصالحا
الخاصة الشخصية وربما المدفوعه من اجل ضرب الاسفين في جسم العمل الوطني
الأحوازي وشرذمته .
فمن العار ان نطلب من الاخرين بالاعتراف بنا في حين اننا لا نعترف ببعضنا
.
نحن لسنا بصدد تفنيد التحرك السياسي
لتلك التنظيمات المؤمنة بمبدأ التعايش القومي المفلس ، وهذه هي القاعدة
المشتركة التي جمعت الوفدين الأحوازيين في الدنمارك ، فقد جمعهم شعار
التعايش القومي السلمي واختلفوا في رغباتهم ومصالحهم الشخصية ، وضاعت
القضية بينهم ، والتي لنا ملاحظات كثيرة عليها ، واذا
اردنا ان نتكلم سنضعهم في زاوية يصعب عليهم الخروج منها ، وسيدرك الشعب
الأحوازي وجماهيرنا المناضلة والخيرين من ابناء الأحواز حقيقة الامور ، ولكن دائما لا نريد ان ندخل
من هذا الباب حتى لا نفسح المجال للمخابرات الايرانية من استغلاله ، حفاضا
على القضية والثورة ، والله يشهد على ما نقول .
دائما نسأل الله ان يوفقكم ايها الأحوازيون في نشاطاتكم السياسية
والاعلامية ، ودائما نذكركم بما هو الاهم وهي قضية الوحدة التي هي سر
نجاحكم في سعيكم الوطني ، ونحثكم من قلوب صادقة ان تدرسوا موضوع الوحدة الوطنية
التنسيقية ، لاننا اليوم امام التاريخ وامام فرصة لا يصح ان نتركها تذهب
بدون ان نغتنمها ، وهذه الفرصة تتطلب منا ان نتحد او نتوحد على عمل تنسيقي
مشترك ، وما احلى الوحدة يا اخواني ، فيها العزة والحرية والاستقلال
لشعبكم ، وستجدون التنظيمات الفارسية هي التي تلهث وراءكم لا انتم ،
وعندئذ ستجدون العالم كله يحترم نضالكم المستقيم .
فالتحيا الأحـواز حرة عربية
والتحيا امة العرب حرة مجيدة
سيد طاهر آل سيد
نعـمـة
المستشار السياسي
لشبكة الأحواز للانترنت
انتهى تعليقنا
1/ 2 /
2004
|