هؤلاء معارضة ايرانية
..! وليسوا طلاب حقوق تاريخية..
على هامش مؤتمر الدنمارك .. الحلقة
المفقودة
الجزء الثاني
ردا على من لا يستحق الرد .. لكن جاء الرد لتوضيح الامور لجماهيرنا
بقلم: سيد طاهر آل سيد
نعمة
بناء على ما جاء في تعليقنا السياسي : مؤتمر الدنمارك -
الجزء الاول ، وردا على من لا يستحق الرد ( صاحب مقالة : رد لائق على ردود غير
لائقة ) ، فنود ان نضع تصوراتنا حول بعض الامور ، فبناء على ما سبق ، فأن
الوفدين الأحوازيين تنتفي عنهما الصفة التمثيلية للشعب العربي الأحوازي ، و في بداية دحض هذه الصفة عنهما ، هو ان
احد الوفدين
تنازل عن اسم الوطن الاصلي للشعب العربي الأحوازي الا وهو الأحواز،
وابدلوه بالتسمية التي يطرب لها المستعمر الفارسي الا وهو الأهواز وهذا هو
الاسفين الاول في صدر التاريخ العربي الأحوازي ، اما الفئة
الباقية فهي تنازلت عن النضال من اجل الاستقلال الوطني للشعب العربي الأحوازي ،
واكتفت هذه الفئة بالنضال من اجل حق تقرير المصير المبهم ، وهذا الاسفين الثاني
في طعن مشروعية الكفاح الوطني من استعادة السيادة الأحوازية .
فالوفدين كلاهما يفتقد للمرجعية التاريخية و النضالية في الثورة الأحوازية
وهذا واقع ملموس تقره الحقيقة الزمنية لوجودهم الفعلي ، بالاضافة الى
فقدان عدم تمتع الفئتين بالثقة والتزكية نتيجة تاريخها وعلاقتها بالمستعمر
الفارسي المرتبطة بأحداث انكشاف جبهة تحرير عربستان عام 1963 وما لحق بالثورة
الأحوازية من انتكاسة كبيرة اضرت بالقضية الأحوازية عقد من الزمن .
كما ننبه الفئتين ان القضية الأحوازية لم تصل الى هذا الحد من فراغ ولم تصل
اليهم بدون نضال وجهد من سبقهم ، بل ان
القضية لها اهلها الذين اوصلوها الى هذا الحد بالرغم من كل ظروف العجز وملاحقات
الاجهزة الامنية الايرانية ومضايقات المخابرات العربية لنضال ابناء الأحواز على
اراضيها والحد من مسيرة كفاح شعب الأحواز التي كانت
تواجهها الثورة الأحوازية ومازالت ، اما الذين يتشدقون بالثورية والنضال ويذمون
مناضليهم القدامى ، والذين نراهم في الساحة الأحوازية اليوم ، الاجدر بهم ان
ينضموا الى صفوف الثورة الأحوازية ملتحمين بجسم واحد ، او على اضعف الايمان ان
تلتئم بخطة عمل وحدوية تنسيقية تلزم الجميع ، ويتحرك الكل ضمن سياسة احوازية
واحدة ترسمها قيادة احوازية مشتركة مكونة من جميع فصائل الثورة الاحوازية تمنح
لكل فصيل حقه في ممارسة نشاطاته الجبهوية وسياساته التعبوية وفق توجهاته الجبهوية
والايدولجية بأعتبار هذا الامر شأن داخلي خاص بالتنظيمات ليس من اختصاص اي فصيل
التدخل فيه ، والوحدة التنسيقية هي مظلة احوازية تجمع تنظيماتنا سياسيا وبذلك
سيحترمنا العالم ، والا فلن نستطيع ونحن متفرقين ان نحقق
نصرا واحدا على عدونا الفارسي المتوحد بقدراته كدولة وكنظام وقوة عسكرية
وكمستعمر جاثم على صدر الأحواز ، لكن بدى لنا كل شيء واضحا وجليا واصبحت تلك
الفصائل ترى في الوحدة مقبرتها ولكن ليس هذا بصحيح ، ان الوحدة التنسيقية تضفي
الصفة الشرعية على تلك التنظيمات وتزيدها قوة قانونية تكتسبها من الاجماع
الأحوازي ، وهذه حقيقة عليهم ادراكها .
كما ان الوفدين يمثلان شريحة جزء من المعارضة الايرانية وهي تسير ضمن اطياف
فارسية تعمل على عدم تهديد وحدة ايران الجغرافية والسياسية ، فمن يسير
بهذا الاتجاه فهو ليس بوطنيا احوازيا ولكن احوازيا مواليا لايران في ظل هذا
النظام او ذلك النظام الفارسي الاخر ، فنضالنا ليس متعلقا بما يجرى من اصلاحات
في ايران ، قضيتنا نتطلع لها بالاستقلال الوطني ، فأن كانوا حكام ايران
اصلاحيون فهم خيرا لشعبهم وان كانوا على عكس ذلك فهذا شأن لا يخصنا ، فنحن قوما
وقع علينا الاحتلال والاستعمار ووجب علينا رفع هذا الظلم المادي والمعنوي
بالمطالبة بالاستقلال الوطني عن ايران وعودة الأحواز الى الوطن العربي وشعبها
الى امته العربية .
وقضية الأحواز ليست قضية ايرانية انما هي قضية عربية تاريخية مرتبطة بأمة عربية
، خضعت الأحواز للاحتلال الاجنبي بدون ارادتها ، فالمناضل من يناضل
لقضيته واضحا لا مهادنا للعدو ، فمن يكون مهزوزا بنضاله فالاجدر به ان يجلس في
بيته ويدع المناضلين المؤمنين بالاستمرار بالمسيرة بدون تشويش وبدون تضليل
الجماهير .
وعندما تكون هذه العناصر بهذه الحالة فهي عناصر مذبذبة ومتمايله في ولائها الوطني ومرتعشة الارادة
ومهزومة من الداخل ومستسلمة للواقع غير الطبيعي الذي فرضه الاحتلال الفارسي
علينا واوجدها على ساحتنا الأحوازية ودفعها بغرض طرح او دفع الثورة الأحوازية
وتوجيهها لتأخذ منحى مغاير لمسارها الوطني الحقيقي المتجسد بالاستقلال والتحرير
والسيادة ، بل هذه العناصر تتعهد بسلخ الأحواز عن عروبتها وهويتها القومية وشخصيتها الوطنية ، فمن يريد ان
يكذبنا فليشاهد تحركات واهداف تلك العناصر وليراجع بيانات تلك التنظيمات كيف
تدعو المواطن الأحوازي الى ترك اسمه العربي واقناعه ببطلانه وبصحة الأسم الذي
تعتمده ايران ، ويستغلون بساطة الانسان الأحوازي ويدخلونه في دوامة ذكية تعرف باسم ازمة هوية .
اما الذي يبعدك عن حقوقك الوطنية التاريخية بحجة انه يطالب بحق تقرير المصير
المجرد بدون ان يحدد تنظيمه ما حقيقة مطالبه ، فهو يسعى الى تعبئة الجماهير
بشعارات خطيرة تغذيها بأفكار خاطئة وبالتالي جرها الى الاصطدام مع الجماهير
المؤمنة بحقها في تقرير مصيرها على اساس التطلع الى الاستقلال الوطني والتحرير
.
نعم يبقى حق تقرير المصير حقا
فيه خيارات غامضة ، منها ان هذا المبدأ يعطي الخيارات ان يبقى الشعب
الأحوازي تحت السيادة الايرانية ، فمن يعتمده على غموضه وعلى علته عندئذ ندرك
ان تلك الجهة او التنظيم يخفي حقيقته على الجماهير ويعمل على تضليلها ويترك
الامور الى التأويل والاعتقادات الساذجة التي لا تنطلي الا على عامة الناس
الذين لهم ظاهر الامور ، ولكن لا تنطلي على الساسة والمراقبين .
لهذا فالعناصر التي نعنيها ليست جديرة بأن تمثل شعب مستعمر يناضل من اجل
استقلاله منذ عام 1925 ، لانها تفتقد الى الصفة التمثيلية النضالية بالاساس تاريخيا ،
فلا يحق لكل من هب ودب ان يكون ممثلا لشعب الأحواز ، فأن قبلنا
بهذا الامر فمعنى هذا انه ستغدو القضية متعرضة للسطو الفارسي بأسم التباكي على
الأحواز لضربها من الداخل بأيدي عملاء مرتزقة تحركهم المخابرات الايرانية لهذا
الغرض ،
وهذا الامر لا يصعب على ايران ان تمارسه ، فهناك امثلة كثيرة منها وهو الاقرب
الينا في الثورة الفلسطينية كيف ان الخونة يبيعون المناضلين الشرفاء الحقيقيون
للعدو الاسرائيلي مقابل مبالغا لشراء الذمم ، كما حدث مع قادة جبهة تحرير
عربستان عام 1963 .
واني ارى ان التاريخ يعود بنا الى الوراء ليذكرنا بما سيحصل في
المستقبل .
فمن يتنازل عن اي شبرا من ارض الأحواز او يتنازل عن حقوقه التاريخية او يتنازل
عن هويته هو انسان عليه علامة استفهام ؟ فكيف تطمئن قلوبنا له ؟
وكيف يثق الشعب والجماهير المناضله والاحرار به ؟
ان مراقبتنا للساحة الأحوازية لهذه الوجوه الجديدة الطارئة والمتطفلة ، وهنا لا
نقصد الاهانة بل نقصد ان الوطني عندما يجد اهله يناضلون عليه ان ينضم اليهم
ليقوي المسيرة ، لان كثرة التنظيمات تضعف جهودنا وتجعلها مبعثرة عديمة الفائدة
.
وهكذا نتبين ان تلك العناصر هي عناصر
جزء من معارضة ايرانية وليسوا طلاب حقوق تاريخية تعود بملكيتها للشعب العربي
الأحوازي المجاهد .
ومن هنا يحتم على الخيرين من ابناء شعبنا الأحوازي بالتصدي لها وفضحها وعدم
الالتفاف حولها وعدم تقديم اي دعم مادي او جماهيري والذي يستجدونه بأسم الأحواز
، والأحواز منهم براء لان نواياهم معاكسه للمسيرة ولا يقصدون الخير للاحواز ، ويسعون الى
ضرب الوحدة الوطنية ، فمن لا يفرح لهذه الوحدة فأعلموا انهم ذمم قابلة للشراء
والبيع وما اخطرهم على الثورة ، فنحن لمسنا عن قرب كيف يتآمرون علينا مع
الاجنبي بهدف ازاحتنا عن طريقهم ، ونقسم بالله العلي العظيم على ذلك ، فقد تقدموا بتقريرا خسيسا لمخابرات اجنبية يتهموننا اننا اجتمعنا
مع جماعة اسامة ابن لادن وطالبان الافغانية في شهر يناير من عام 2004 ، وكأنما
نحن ارقام سهلة يسهل تصفيرها ، فمن يكون بهذه النفسية المريضة ، ماذا تكون نواياهم تجاه قضية الأحواز ،
هؤلاء يستخدمون القضية لمصالحهم الشخصية والتجارة بأسمها ، ونقسم بدماء الشهداء
انهم متآمرين على القضية ولم يكونوا يوما مناضلين من اجلها بل يسخرونها من اجل
مصالحهم .
مازلنا لم نتكلم بكل وضوح ولا نريد نهاجم بل اننا نوضح الامور ونفندها بغرض وضع
النقاط على الحروف لتوعية الانسان الأحوازي بحقيقة الامور ، وماذا يدور حوله ؟
وماذا يحاك لمستقبله ؟ وحتى نوضح الطريق الى اخواننا في تلك الوفود ان التحرك
السياسي ليس بهذا المسار ، وليس بهذا الاتجاه ولا بهذه الشكلية تحمل رسالة
القضية .
كما اننا ننتقدها على فعل مشين متعلق بقضية عليا مشتركة هي قضية الشعب الأحوازي
، ولم تكن لنا الرغبة في حضور ذلك المؤتمر لاننا ندرك انه لا يحمل ثقلا سياسيا
ولا نحبذ ان ندخل محفلا فيه وفود احوازية بل ندخله على اساس وفدا احوازيا واحدا
ونحن اقوياء بوحدتنا ، ومن هنا يأتي حقنا في الانتقاد وتوجيه الجماهير للالتفاف حول حقوقها الوطنية
والتاريخية الثابتة والتمسك بشرعيتها وعدم التفريط بها من اجل
" سراب " تقدمه تلك
العناصر على انه " ماء " حقيقي وتجرنا الى وهم فارسي يحرفنا عن مسيرتنا .
نحن قوة لو اتحدنا لتجاوزنا المستحيل وعبرنا الى الواقع الطبيعي ، وبأتحادكم
ايها الأحوازيون قوة لكم ونصرا لحقوقكم وتحقيقا لمطالبكم العادلة وانجازا وطنيا
يقهر العدو ويسعد شعبكم .
فالثورة العربية الأحوازية في حقيقتها لا تناضل من اجل تعديل او الغاء فقرة او
مادة دستورية في الدستوري الفارسي او اصلاح الحال ضمن فكرة التعايش القومي ذلك
التعايش الذي يعد الاستسلام للامر الذي فرضه علينا المستعمر الايراني ويعد
المشنقة الذي يذبح ويصلب بأسمه الشعب الأحوازي ، انما الثورة الأحوازية تناضل
بقيادة الشعب الأحوازي لاستعادة حقوقنا كامله كما سلبت كامله ، فنحن طلاب
حقوق تاريخية ولسنا معارضة ايرانية !
فيا ثوارنا الابطال في الأحواز المحتلة انتم تاج الثورة الأحوازية وعنوان عزتها
فلا تنخدعوا بدعوات هذه الافكار الهدامة ولا تنجروا وراء تلك المشاريع
الاستسلامية الملبية لرغبات العدو والاحتلال الفارسي والتي تكرس سيطرته على
ارضنا ، فالحقوق تبقى حقوق حتى
تتم استعادتها لاصحابها الشرعيين ، وانتم اصحابها الشرعيين ، اما العدو هو
الاستعمار الجاثم على تراب وطنكم والمتمكن من رقابكم ، وهو الذي يعيق تقدمكم
الى الامام نحو الرقي والاستقرار والازدهار الحضاري والتقدم العلمي والنمو
الاقتصادي وبلوغ وضعكم الاجتماعي الطبيعي الذي تتكفله سيادتكم الوطنية لا سيادة
المستعمر الفارسي الغاصب لبلادكم .
ولا تيأسوا ايها الأحوازيون ابدا ومطلقا ، واعلموا كم فئة قليلة غلبت فئة كبيرة
، اذا كانت هذه الفئة القليلة مؤمنة بحقوقها صامدة على استرجاعها ، وتذكروا
دائما انكم على الحق واينما تلتفوا فالحق معكم ولكم ، وان الحق لمنتصر في نهاية
المطاف ، وان كان للباطل جولات فأن للحق صولة اذا حلت تلاشى الباطل وزهق وعم
الحق وانتصر .
فالتحيا الأحواز حرة عربية للابد
وليخسأ من اراد الشر بالقضية والثورة والمناضلين
اخوكم سيد طاهر آل سيد نعـمة
|