الكفاح الوطني المسلح
بين الأرهاب والنضال المشروع
بقلم
سيد طاهر آل سيد نعمة
نائب الامين العام
حركة التحرير الوطني الأحوازي
ان ما تشهده الأحواز المحتلة هذه الايام يؤكد رغبة الشعب
العربي الأحوازي في الخلاص من الاستعمار الايراني ، ورفض كل ما يتعلق بهذا
المستعمر الغازي والغاشم المتغطرس الذي احال بين ابناء الأحواز ومستقبلهم من
المفترض ان يكون مستقبلا مشرقا ، خصوصا ان ارض الأحواز تزخر بالنفط والثروات
الاخرى ، لو كانت الأحواز دولة مستقلة لما كان حال شعبها الان بهذه الصورة ،
ولاصبحت الأحواز حالها حال شقيقاتها الدول العربية والصديقة ، ولاصبح حال الشعب
الأحوازي على افضل حال بل سيكون شعب الأحواز لا يقل عن شأن اشقاءه في دول
الخليج العربي حالا ، الا ان الاحتلال الفارسي منع نعمة الله ان تأخذ طريقها في
المشيئة وسرق الفرس هذه النعمة من افواه ابناء الأحواز واطفالهم وشيوخهم
ونساءهم ، وترك شعب الأحواز يواجه مصيره بظلام وظلم وتعسف وكبت وقهر وتعسف
واضطهاد وعوز ، بل اصبح هذا الشعب يلتحف السماء غطاءا ترحمه السماء من هذه
الويلات التي يكيلها المتغطرسون الفرس ، وهاج من هاج من شباب الأحواز في شوارع
الأحواز بطالة ، ومنهم من يكون احسن حالا تسلق الصعاب وركب البحر مهاجرا
لاشقائه في دول الخليج ليعمل اما حارسا في عمارة سكنية او غسالا لسيارات او اذا
حضه حسن وحالفه الحظ يشتغل في شركة بمائة دينار في حين تكون في رقبته في جميع
الاحوال عائلة لا تقل عن عشرة افراد !
السؤال ، لماذا نحن الأحوازيون الذين نمتلك اغنى بقاع الارض ثروة يكون حالنا
بهذه الصورة وحكام الفرس يتلذذون بخيراتنا ؟ هنا السؤال يحتاج الى انصاف وعدالة
، ومن هنا وجد شعب الأحواز بل وجد شباب الأحواز لا خيار غير المواجهة مواجهة
المستعمر الفارسي بنفس السلاح الذي يواجهنا به منذ اكثر من 80 عاما خلت ، هم
يواجهوننا بالسلاح والقمع والاعدامات والتشريد والتهجير والمصادرة والاستيطان
والتفريس ونحن نواجههم بالثورة والعصيان والانتفاضات والعمل الفدائي ولكن على
ارضنا ، بل هم يستعمروننا ، فأرضنا تقع تحت الاستعمار والاحتلال المباشر من قبل
ايران ، وتحتم علينا المسؤولية الوطنية والتاريخية ان نحرم ارضنا عليهم ،
وعلينا ملاحقتهم حيثما وجدوا في ارض الأحواز ، وعلينا ان لا نجعل احوازنا
مستقرا لجنودهم ومصانعهم وشركاتهم التي تسرق خيراتنا وتصادر اراضينا وتنشأ
مستوطنات لمستوطنيهم الفرس ، علينا مواجهة العدو بكل ما اوتينا من قوة ؟ وحتى
ايضا نحرم عليهم من اقامة مفاعلاتهم النووية على اراضينا ، وحتى نبعد شبح
المخاطر الكبيرة من المشاريع النووية ونفاياتها على شعبنا وارضنا وامتنا وآثار
اشعاعاتها على مستقبل منطقتنا واجيالنا العربية والاسلامية القادمة .
فقد اجاز الله والشرع بل اجاز القانون الدولي للشعوب
الواقع عليها الاستعمار الاجنبي حق الكفاح الوطني بكل اشكاله المدنية والعسكرية
في ازالة هذا الاستعمار والاحتلال ، ولكن على الثوار والاحرار ان يزاولوا
النضال الوطني البعيد عن العنف والارهاب في استعادة وطنهم وطرد الاجنبي من
ارضهم .
فأننا نناشد اخواننا في ارض الأحواز الثائرة ان لا يستهدفوا الاسواق والاماكن
الاهلة بالابرياء حتى ولو كانوا مستوطنيين فرس ، ونحن نقدر ان ثوارنا على درجة
من الوعي الكافي في اختيار الاهداف المنتخبة ، ولا نستبعد تلك الاعمال
الارهابية هي من صنيعة المخابرات الايرانية نفسها بهدف تشوية سمعة الثورة
الأحوازية والصاق تهم الارهاب بها ، فشيمنا العربية تمنعنا من ارتكاب اي اعمال
تستهدف الابرياء وانسانيتنا تحرم علينا ان ننسخ من ادميتنا بالرغم ان حكام
طهران والأستعمار الفارسي وازلامه انسلخوا من تلك القيم البشرية والانسانية منذ
عام 1925 اي منذ اكثر من ثمانين عاما وهم يمارسون وحشيتهم وبكل قسوى في ظلم
شعبنا العربي الأحوازي الاعزل ، هنا تحتم علينا قيمنا العربية والانسانية ان
نتحلى بضبط النفس والصبر والتعقل في اختيار الاهداف الممكنة وحصرها في كل ما
يتعلق بمؤسسات سلطات الاحتلال الايراني بما فيها معسكرات الجيش الايراني وجنوده
وحرس البسيج واجهزة المواصلات العسكرية والتموين العسكري وادارات الحكم العسكري
الايراني من مراتب وخبراء وغيرهم واستهداف اجهزة الامن الايراني والمخابرات
الايرانية وضباطها وعملاءها وضرب منصات التشويش الفضائي والاعلامي التابعة
لتلفزيون الاحتلال الايراني في الأحواز .
اما المسؤولية الملقات على شعب الأحواز اليوم تكمن بأن تشارك الجماهير
الأحوازية شباب الأحواز في ضرب القاعدة الاقتصادية الايرانية للمستوطنيين
والعدو على سواء بمقاطعة عمليات الشراء والبيع من التجار الايرانيين والشركات
الايرانية التابعة للمستعمر او المستوطنيين مقاطعة تامة ، ومساندة التجار العرب
في الشراء وعمليات البيع دعما لانتفاضة شعبنا من اجل تشكيل زخم وطني كبير يشكل
ضغط على المستوطنيين والمستعمر بأن يرحلوا من ارضنا ، وحتى نجرهم الى المواجهة
والمنازلة العربية الكبرى في اثارة قضية الأحواز دوليا ينتج عنها تدخل دولي
لانقاذ شعب الأحواز واقصاء الاحتلال الايراني عن احوازنا الثائر ونقل القضية
الأحوازية الى المحافل الدولية وبقوة الشعب الأحوازي الرافض للاحتلال الايراني
والاستفتاء واعلان الاستقلال انشاء الله .
وعلى هذا الاساس فالكفاح الوطني المسلح حق مشروع مادام لا يستهدف المدنيين
والابرياء ، ومادام يستهدف سلطات الاحتلال الايراني ومؤسساته الجاثمة على تراب
وطننا . اما الارهاب هو من ينتخب الاهداف ذات الطابع المدني كما هو الحال الذي
تمارسه سلطات الحتلال الايراني بأستهداف المدنيين الأحوازيين واعتقال
المواطنيين العرب اثناء تعبيرهم السلمي عن غضبهم لممارسات ترتكبها ايران في
حربها على شعبنا من خلال حرب الارزاق فقد اصدرت حكومة طهران المجرمة بمنع العرب
من الحصول على البذور والكيماويات ووسائل الفلاحة الزراعية وقطع المياه ومصادرة
اراضيهم وممتلكاتهم بالاضافة انها منحت المزارعين العرب مؤخرا بذور فاسدة تضر
الارض وتأخر الانتاج الزراعي عن مواسمه المقررة في حين الفلاح المستوطن الفارسي
تمنحه الارض والبذور الصالحة والمياه ووسائل الزراعة وغيرها من تسهيلات ، وحين
حلول المواسم يكون الفلاح والتاجر الفارسي يروج زراعته وتبور زراعة
الفلاح العربي ويخسر التاجر العربي ! اليس هذا ارهاب في لقمة العيش والرزق !!!
وحين شعب الأحواز يخرج الى الشوارع يعبر عن غضبه تقمه حكومة اللأ اسلامية ، هذه
حكومة فاسدة ليس لها في الاسلام لا ناقة ولا بعير ، حكومة فصل عنصري قائمة على
العنصرية الفارسية ، وعلينا اقتلاعها وانجاز استقلالنا ورفض كل مشاريع ونداءات
التعايش السلمي او القومي مع ايران ، بل علي شعبنا ان يبقى على انتفاضته وكفاحه
الوطني حتى تحقيق استقلال الأحواز فقد اعلنا الطلاق القومي مع الفرس ولا تعايش
بعد اليوم مع الظلمة الارهابيين المستعمرين الفرس الغزاة !
نصر من الله وفتح قريب ..
◄ |