بغداد كانت
بداية خارطة الطريق ..!
ان اثارة امريكا قضية جديدة في الوطن العربي من خلال ادعاءات تهدف توريط سوريا
بالقضية العراقية ، نجد ان ادارة بوش تتطلع الى تحقيق الهدف الثاني من خارطة الطريق
، وهدف توريط سوريا بالقضية العراقية من خلال ادعاءاتها بأن سوريا تأوي مسؤوليين
عراقيين يمثلون نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي اطاحت به جيوش التحالف
الامريكية - البريطانية ، هذا الهدف الامريكي ذو حدين :
الحد الاول : تعويم القضية العراقية وتذويبها بقضية اخرى تشغل وتبعد انظار العالم
عن العراق من خلال تأزيم الامور مع سوريا بهدف ترسيخ قواعدها في العراق وتمكين
سيطرتها عليه ، لذا نجد ان ادارة بوش لغاية اليوم تصر على ان الحرب على العراق لم
تنتهي رسميا فيها بقصد عدم تشكيل حكومة عراقية وطنية وتطويل المدة الزمنية لبقاء
قواتها واحتلالها للعراق ونهب خيرات هذا البلد واستعماره من جميع النواحي ، وحتى
عندما ستسمح بتشكيل حكومة عراقية في المستقبل ستكون هذه الحكومة منقوصة السيادة على
ترابها الوطني وستحجب الادارة الامريكية بأستيلاءها على وزارات السيادة اي لا تسمح
للحكومة العراقية الجديدة ان تمارس سلطاتها على وزارة الدفاع والخارجية والمالية ،
بل ستكون من اختصاص الحاكم العسكري الامريكي اي انها ستكون حكومة عراقية تحت
الوصاية الامريكية .
الحد الثاني :
ان استهداف سوريا واسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد والسيطرة علي بلده ومد
نفوذ امريكا على سوريا وتصفية المقاومة الوطنية هناك وانهاء دور حزب البعث العربي
الاشتراكي في هذا القطر وتدمير الجبهات والتنظيمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق
مقرا لها وقطع شريان الترابط المصيري مع لبنان وانهاء دور حزب الله فيه .
وبالتالي انهاء دور دول الطوق التي تحيط بأسرائيل والتي تشكل تهديدا لهذا الكيان
حسب زعم حكام اسرائيل تحت دعوى ( أمن اسرائيل ) .
ان مخطط الادارة الامريكية يصب في مشروعها الشهير ( مشروع خارطة الطريق ) ، من هنا
ندرك ان هذا المشروع كان بدايته في بغداد وسيمتد الى سوريا لاحقا في المرحلة
القادمة ، يليها القاهرة ، وستكون نهايته في المكة المكرمة ، وسنرى اجلا او عاجلا
كيف نجبر على ترك قراءة القرآن الكريم ونتلو الانجيل ونتوضأ لنصلي صلاة مسيحية !
فلا عجب .. لقد اصبح زمننا هذا .. كل ما هو مستحيل .. ممكن .
ولا عجب ايضا .. ان الاذلال الذي يعيش فيه حكامنا ونحن معهم هو الذي اوصل امتنا
لهذا الحال ولهذا الواقع المرير .
ونحن مقبلون على استعمار وانتداب من محيطنا الى خليجنا ينظمه مشروع خارطة الطريق
الاستعماري ..!
انتهى تعليقنا
15/4/2003 |