نداء لأجل طفلة عراقية

من :

الدكتور محمد عبود سلمان

اختصاصي أمراض وجراحة العيون

بغداد-العراق

هاتف 4153334 فاكس 7196559

الى الوكالة الدولية للوقاية من العمى

الى الزملاء اطباء العالم في جميع الاختصاصات

الى المنظمات الانسانية غير الحكومية في العالم كافة

الى جميع الشرفاء في العالم ممن تهمهم القضايا الانسانية والحق والعدل

الى اؤلئك الذين في صدورهم قلوب لا تعرف القسوة والحقد

السلام عليكم أينما كنتم

بنين : طفلة لطيفة ، جميلة ، في الشهر الرابع من العمر ، صغيرة لم تفتح عينيها منذ ولاتها ، لكن دموعها تسيل بغزارة عندما تبكي. صورتها أمامكم، تأملوا وجهها البريء.

جاء بها والداها الى عيادتي الخاصة في بغداد.

في الفحص السريري: أجفان كلتا عينيها قصيرة ، رقيقة ومقعرة الى الداخل وأهدابها موجودة.. فتحة عينيها عبارة عن شق صغير اختصر في قطره العمودي والأفقي.. الغدد الدمعية موجودة بدليل غزارة دموعها عند البكاء.

فحص محاجر العينيين كان صعباً، ولكن عند فتحهما بساحبات الأجفان كانت الدهشة كبيرة: كلا المحجرين كانا سطحيين غير عميقين في البعد الأمامي-الخلفي، تجويف صغير مغلف بغشاء الملتحمة وعدم وجود الاحداق في كلتا العينين.
لم أجد تشوهات خلقية أخرى، سألت الأم عن التاريخ الصحي خلال الحمل فأجابت: انه لم تكن مريضة، ولم تتعاط الأدوية أبداً، ولكنها ذكرت ان زوجها كان جندياً في قوات الدروع العراقية التي تعرضت للهجمات الصاروخية الأمريكية المضادة للدروع سنة 1991، كما ان صاروخاً أمريكيا من نوع كروز قد انفجر قرب دارها قبل الحمل بفترة قصيرة سنة 1998، مما يعزز احتمال تعرضها للاشعاع من اليورانيوم المنضب الذي ثبت استخدامه من قبل الجيش الأمريكي ضد العراق في السنين 1991-ولحد الآن. لا يوجد علاج مقترح عدا احداق صناعية تجميلية يجب ان توضع في السنة الأولى من عمرها ، لكي لا تصاب بتقلص الأجفان والمحجر، والأمر الذي يسبب مشكلة يتطلب علاجها مداخلات جراحية عديدة.

سيداتي وسادتي:

يعرف الاطباء جيداً ان مثل هذه الحالة نادرة جداً، وقد سجلت حالات نادرة وقليلة، (عدم وجود عين واحدة فقط) مذكورة في المراجع الطبية.
إنني طبيب عيون أكملت دراستي الطبية عام 1974 ولم أر مثل هذه الحالة سريرياً وقرأتها في الكتب فقط.
ومما يثير العجب في هذا الموضوع إني رأيت (3) حالات خلال سنة 1999-2000، وعندما سألت زملائي اطباء العيون العراقيين وجدت ان كل واحد منهم قد مرت به 1-4 حالات في هذه الفترة.
إنها واحدة من آلاف المشكلات الطبية التي يعاني منها شعب العراق منذ سنة 1991 ولحد الآن.

ما هو السبب برأيكم؟

لم أجد تفسيراً سوى التعرض للاشعاع من اليورانيوم المنضب، وأظنني مصيب جداً.. ساعدوا بنبن وكل اطفال العراق بالوقوف معهم ضد العدوان الأمريكي البربري المستمر.
دعوا صوت الحق والعدل يعلوا على صوت القوة الغاشمة الظالمة.
لا تتركوا صوت القوة الغاشمة ليكون وصمة سوداء في تاريخ الانسانية.
ساعدوا بالطريقة التي ترونها لايقاف هذا الظلم.
ساعدوا اطباء العراق لكسر الحصار العلمي من أجل التحري عن الأمراض والتشوهات الخلقية التي تصيب الاطفال ومعالجتها.
أننا نعاني مرتين ، مرة كبقية المواطنين ، وأخرى كأطباء منعنا من مواكبة حركة عجلة الفنون والعلوم السريعة بسبب الحصار العلمي الظالم.

مع تحياتي واستغاثة بنين

وبالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنهي رسالتي لكم جميعاً.

الدكتور محمد عبود سلمان

اختصاصي أمراض وجراحة العيون

بغداد-العراق

هاتف 4153334 فاكس 7196559

11/ أيار / 2000