Print screen button

الصفحة الرئيسية

مركز الاخبار

المجالس المحلية الإيرانية في الأحواز
بقلم : عادل العابر

18 / 12 / 2006
المصدر: شبكة الأحواز (حوز) - عادل العابر
 
تقول المادة المئة من الدستور الإيراني, أن مجالس البلدية إنما وجدت لإنجاز المشاريع الإجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمشاريع الرفاهية الأخرى.
وينتخب اعضاء مجالس كل قرية أو مدينة أو محافظة, الناس الذين يقطنون في نفس القرية أو المدينة أو المحافظة.
 
وفي الأحواز المحتلة بدأ التسجيل للمرشحين منذ فترة وقد تأيدت صلاحية (الحاشي والماشي) سوى الذين قد يشك النظام بنزاهة ولائهم لولي الفقيه.
ومن شرائط الترشيح أن يكون المرشح مؤمناً بقضايا الخميني والنظام الإيراني الإسلامي وباستقلال إيران.
 
وقبل اسبوع من الانتخابات بدأت الحملات الانتخابية وشرع المرشحون العرب وغير العرب بلصق صورهم على حيطان الاسواق ومنازل الناس وحتى على الابواب والشبابيك وصيروا المدن والقرى إلى معارض صور ملونة وعليها انواع واقسام الشعارات التي سمح النظام بكتابتها في فترة الحملات الانتخابية لا غيرها!
 
فعلى سبيل المثال يمكنك أن ترى أسماء المدن العربية مثل الفلاحية والمحمرة والخلفية وغيرها من أسماء مدننا العربية (التي غيرها النظام الإيراني إلى الفارسية ومنع استخدام أسماءها العربية منعاً باتاً) على لافتات الدعايات وباللون الأحمر الذي يجلب أنظار المارين! أسماء لو كتبها أحوازي قبل وبعد الحملات الانتخابية لتعرض للتحقيق في مراكز الاستخبارات ثم السجن والتعذيب. فمن أجل إسترجاع هكذا أسماء سجن المهندس محسن الباوي وإخوانه الأربعة لمدد تتراوح بين الستة عشر والثلاثين عاماً, ومن أجل إعادتها استشهد على عودة العفراوي ومهدي حنتوش السواري.
 
ولو أنك تمشيت مساءاً في شوارع الأحواز وقت المعارك الانتخابية لرأيت الدبكة الأحوازية التي نسميها (الهوسة) ولسمعت الأهازيج والقصائد الحماسية التي تطالب بحق العرب الأحوازيين من الحكومة الفارسية! ولرأيت الشباب وهم يشمرون كوفياتهم الحمر في الهواء والموسيقى العربية تعزف بجانبهم! ثم لقلت أن الأحزاب الأحوازية في الخارج عبثاً تحاول أن تخدش صورة النظام الإسلامي الإيراني لإعطائه كل هذه الحريات للأحوازيين في الداخل, ولحكمت على كفاح المجاهدين الذين مازالوا يعذبون في السجون الإيرانية كـ(سعيد حميدان وسعيد الصاكي والدكتور عودة العفراوي وغيرهم) بالعمل الارهابي ولسميتهم بالخوارج الذين خرجوا ضد الثورة الإسلامية الإيرانية.
 
والحقيقة ليست كذلك وأن النظام الإيراني يجيد العزف على الاوتار التي رنينها يغش المستمع الأحوازي البسيط. ولهذا سمح للمرشحين أن يفعلوا ما يشاؤون وأن يقولوا ما يشاؤون وأن يطالبوا بما يشاء الشعب، شرط أن يجذبوا الناس نحو الصناديق في يوم 14 ديسمبر 2006 وقد يكون النظام نفسه أوصاهم بدغدغة أحاسيس الناس القومية والهدف استقطابهم إلى صناديق الانتخابات.
 فإنها ديمقراطية حقاً ولكنها لمدة اسبوع لا اكثر! وبعدها تغلق الديمقراطية أبوابها ويكون كل مطلب عربي محظوراً كما كان منذ عام 1925 وحتى يومنا هذا.
 
ولا استبعد أن النظام الإيراني  أخر اعدام الأحوازيين الذين بث اعترافاتهم المفبركة قبل اسابيع إلى بعد الانتخابات كي لا يغيض الشعب الأحوازي فيمتنع عن التصويت.
 
وقد لا يصدق القارئ العربي لو أني تكلمت عن إرغام بعض الشعب الأحوازي على التصويت، حيث أن النظام الحاكم قد بث الذعر في قلوب التلامذة والطلاب فيقول لهم لو إنكم امتنعتم عن التصويت سوف لن تحصلوا على عمل في المستقبل! وبالفعل لو أن شاباً عربياً أراد أن يتوظف في دائرة ما، أول ما يطلب منه هو إحضار سجله والإستفهام عن اشتراكه في الانتخابات. وقد حصل أن أحدهم فحص سجل أحد الشباب المتقدمين للتوظيف وبعد أن تأكد أنه كان قد اشترك في الانتخابات سأله: صحيح أنك اشتركت في التصويت لكن هل صوتت لهاشمي رفسنجاني أو لأحمدي نجاد؟!
 
وقول من الخميني يخوف الشباب الذين يؤمنون بما يقول وهو: أن التصويت في الانتخابات عمل واجب وتركه معصية!
 
فيصوت بعض خوفاً من معصية الله كما قال الخميني!
وبعض خوفاً من اكتشافهم أنهم قد عصوا الله وذلك عند التوظيف!
وطائفة ليفوز ابن عمهم وابن خالهم ليفيدهم مستقبلاً! 
وطائفة أخرى يغشها النظام بشعاراته الكذابة و(على حس الطبل خفن يا رجليه)!
ولا شك أن الكثيرين من الأحوازيين الأحرار حرموا الانتخابات ولا يشتركون فيها لأنهم يرونها انتخابات تؤيد شرعية الاحتلال وتقوي أسسه في الأحواز.
 
وعلى كل حال، في وجهة نظر الحكومة الإيرانية، مادام أعضاء المجالس المحلية لا يتدخلون في السياسة فليكن من يكن!
حرامياً كان أم أميناً، فإن لم يكن أميناً ليسرق أموال بلدية محافظته! وما الضرر لإستقرار النظام الإسلامي؟ والمهم يا سادتي, أنهم يريدون جمع عدد هائل من الأصوات كي يصرخوا به بوجه العالم، أن الشعب الأحوازي يؤيدنا. 
 
أما بالنسبة لمجالس الخبراء الذين سوف يواظبون أعمال المرشد الأعلى على الخامنائي وأنهم سوف يعزلونه إن قصر بتأدية واجبه الديني، فهذه نكتة مضحكة جداً، لأنهم لو تجرأوا وقالوا له ( اُف)، لنفخهم نفخة (پيكاچو لعصابة الرداء الابيض في نهاية حلقات المسلسل الكارتوني بوكيمون) ولما وجدت لهم أثراً في العالم كله.
 
عادل العابر-الأحواز

 

 
مواضيع ذات صلة :

© جميع الحقوق محفوظة لدي شبكة الاحواز للانترنت
Ahwaz-Arabistan Online Network - AAON
www.al-ahwaz.com
© 1998-2006