.

 

Print screen button

 

الرئيسية

 الاخبار

.

من شعراء الأحواز
الشاعر وداعة البريهي (1)
8 / 1 / 2007
المصدر: شبكة الأحواز - حوز - وكالة الانباء الأحوازية - عادل العابر

 كنت متردداً هل اكتب عن شعراء الأحواز الشعبيين أم لا؟

الشاعر الأحوازي وداعة البريهي

 وهل سيعرف الشارع العربي معنى شعرنا الشعبي أم سوف يصعب عليه ما يحتويه هذا النوع من الشعر من احساس رهيف، كونه ليس فصيحاً؟

وهل نترك قصائد شعراءنا الشعبيين تنسى بمرور الزمان ونكتفي بما يكتب من شعر فصيح؟

 

لا شك أن الشعر الفصيح هو تلك الهوية العربية التي ميزتنا من بين شعوب العالم أدبياً.

فهولاء شعراء المعلقات خلدت قصائدهم وأي شعب لديه امرء القيس الذي قال:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

وأي شعب لديه طرفة بن العبد أو زهير بن أبي سلمى أو لبيد بن ربيعة أو من الشعراء الذين أتوا بعدهم كأبي الطيب المتنبي وأبونواس الأحوازي وأبو فراس الحمداني أو حتى من شعراء عصرنا هذا، ألم نفخر بـأحمد شوقي ونزار قباني ومحمود درويش؟

 

ولكن اكثر شعراء الأحواز كتبوا شعرهم باللغة الدارجة، والدليل أنهم لم يجيدوا اللغة الفصحى حيث لم يفسح المجال لهم لقراءتها، ورب قارئ يسأل عن الدليل فأقول: الدلائل كلها سياسية فارسية، عنصرية، قمعية!

فمنذ اكثر من ثمانين عاماً والشعب العربي الأحوازي لم تفتح في وطنه العربي مدرسة عربية أبوابها كي تحتضنه بضادها ثم تعلمه لغة الإسلام التي حاربها البهلويون ثم الخمينيون الذين لبسوا لباس الإسلام كذباً ونفاقاً ولم يسمحوا للأحوازيين حتى التكلم بلغتهم العربية!

فبقى هذا الشعب ينشد أشعاره بلغته الدارجة التي لم تتجاوز حدود الأحواز، ولم يدعم الإحتلال الشعراء لينشروا دواوينهم وما أكثرهم الذين ماتوا وماتت قصائدهم الجميلة معهم.

 

فلهذا سوف اكتب عن شعراء هذا الشعب وادري أن القارئ العربي سوف يفهم ما قاله هؤلاء الشعراء. ألم يغن عبدالحليم حافظ معظم أغانيه باللغة الشعبية؟ ألم تغن أم كلثوم باللغة الدارجة؟

أو ألم يغن المطربون الجدد اكثر أغانيهم باللغة الشعبية ويفهمهم المواطن العربي في جميع أنحاء العالم؟

فلغتنا الأحوازية الشعبية وإن حاول النظام الفارسي أن يمحوها ولكنها بقت عربية ولا تختلف كثيراً عن لغة العراق ومصر ولبنان وكل الدول العربية إلا اللهم في بعض المفردات والمصطلحات.

 

وأما الشاعر الذي اخترته لكي اكتب عنه هو (وداعة البريهي).

هو وداعة قاسم البريهي ولد في قرية (العويفي) من قرى الأحواز وتبعد عن العاصمة الأحوازية 80 كيلومتراً.  توفي أبوه قاسم وتركهم أطفالاً هو وأخاه (عبد) وأخت لهم، تعول بهم أمهم (ميبورة) ولهذا عرفوا باسم أمهم، فيقال (وداعة الميبورة).

لم يدخل (وداعة) المدارس التي لم تكن موجودة في القرى أصلاً، ولهذا بقى حتى أن نالته المنية بعد ستين عاماً من عمره تقريباً، لا يكتب ولا يقرأ.

وقد عاش حياة كلها فقر ومعاناة سأحاول أشرح بعض معاناته من خلال أشعاره، كما أني سأشرح

نفس الأشعار إن تسنى لي ذلك.

 

فيقول في أحدى أبوذياته:

من مثلي ابتلى يا ناس بالهم

على احبابي السروا ما رجع بالهم

اشمريد اصبر يزود الشيب بالهم

من امر والگه منازلهم خلية

 

لا شك أن فراق الأحباب لأمر صعب، فهناك من يعبر عن حزنه إن غاب عنه حبيب، بالبكاء. وهناك من يلبس الأسود ولا يحلق شعر رأسه ولحيته، وغيرهم قد يختار العزلة والسكوت ولا يختلط بالناس. وأما الشاعر فيبين ما في قلبه بكلمات رقيقات يعبر من خلالها عن حزنه وألمه حيث تترك هذه الكلمات على المستمعين أثراً بالغاً قد تبكيهم أو تجعلهم يتعاطفون مع الشاعر.

 

من مثلي ابتلى يا ناس بالهم معنى هذا المصراع واضح : من الذي ابتلى بالهم والأذي كما ابتليت؟

 

على احبابي السروا ما رجع بالهم وأساس بليتي الأحباب الذين ظعن إبلهم أي جملهم ولم يرجع.

وكان العرب من عزم للسفر يستخدم الهودج الذي يوضع على الإبل أو قد يستخدم الإبل دون هودجه، ولهذا استخدم الشاعر الإبل في الرحيل. وقد يقصد من السير السفر ثم يحدث للمسافر ضير ولا يرجع، أو قد يراد بالسير الهجرة من مكان إلى مكان دون رجعة, أو قد يعني الموت ومن سار بإبل الموت لا يرجع طبعاً، وأظن ما يقصده الشاعر في بيته هذا هو المعنى الأخير للسير.

 

اشمريد اصبر يزود الشيب بالهم والهام هنا يعني الهامة التي تقع في أعلى الرأس. ويقول الشاعر كلما صبرت ازددت شيباً بان في شعر رأسي.

 

من امر والگه منازلهم خلية  يزداد شيبي كلما مررت بمنازلهم ووجدتها خالية. و(الگه) من (القى) ويقلب الأحوازيون القاف في بعض الكلمات إلى (گ) التی هی لیست من الحروف العربیة. فهناك حروف يستخدمها الفرس ولا يتلفظها العرب في لغتهم الفصيحة وهي (پ - ژ – گ – چ) وقد ادخلها الأحوازيون في محاوراتهم الدارجة وهذا ليس بأمر غريب فهناك المصريون يقلبون القاف إلى الهمزة وفي الصعيد يقلبونها إلى (گ) وکذلك في دول الخلیج.

 

فجاءت قافية بالهم في ثلاث معان مختلفة 1- بـ(الهم) أي الغم.   2- إبل لهم أي جمل لهم. 

3- بـ(الهامة) أي أعلى الرأس. وهذا شطر من أشعار الأحوازيين يسمى (الأبوذية).

 

عادل العابر-الأحواز  

 

تنويه هام
شبكة الأحواز غير مسؤولة اطلاقا عن مقالات ومواد الاخرين ، فقط مسؤولة عن موادها ومواد حركة التحرير الوطني الأحوازي حصرا .

 
مواضيع ذات صلة :

© جميع الحقوق محفوظة لدي شبكة الاحواز للانترنت
Ahwaz-Arabistan Online Network - AAON
www.al-ahwaz.com
© 1998-2007