.

سنين ثلاث لاحياء التراث !!!
بقلم الشاعر / ابو رساله الاحوازي

بسم الله الرحمن الرحيم
ارسل لي احد الاخوة رسالة الكترونية ( ايميل ) من الداخل ولم اعرفه من هو لكنني عرفته بانه من المهتمين بقضيتهم الاحوازية ومن المتحمسين الوطنيين الذين يحسون باوجاع شعبهم حيث انه كتب لي : ارجوا منكم ان تهتموا بالكتابة عن المستوطنات التي ما انفك عدونا يشيد الكثير منها فوق ارضنا المغتصبة ليجلب اليها الوافدين من غير العرب ليسكنوها اضافة الى اعطائهم الكثير من الامتيازات على حساب اصحاب الارض الشرعيين نحن ابناء الاحواز العربية وما مستوطنة ( شيرين شهر ) في مدينة الاحواز الا نموذجا من هذه المستوطنات الكثيرة ، لذا يجب عليكم انتم في الخارج الذين تتمتعون بحرية التحرك بشكل واسع ان تعروا هذا النظام على مايقوم به من بطش وتنكيل لابناء شعبنا العربي الاحوازي .
ان المستوطنين من غير العرب في الاقليم تم تجهيزهم من قبل النظام بكافة الوسائل لمساعدته على ضرب الشعب العربي الاحوازي في عقر داره واخذ يشجع الكثير الكثير منهم باعطائه الامتيازات العالية لهم للتوجه الى الاقليم لتغيير ديمغرافيته وطابعه العربي لذا يجب علينا ان يتكاتف الاحوازي في الداخل والاحوازي في الخارج ونطرق كل الابواب من اجل ايقاف بناء هذه المستوطنات التي اصبحت شغلنا الشاغل في الداخل . تعالوا وانظروا في الوقت الذي نحن ابناء الارض الاصليين ورغم اننا جالسون فوق بحر من النفط نعيش في اتعس الظروف واحلكها ، يعيش الوافدين الى الاحواز عيشة هانئة مرموقة واصبحوا هم اهل الدار واهل الدار غرباء فيها ، تعالوا معا هذا بمقالته ، وهذا بقصته وذاك بقصيدته وشعره واخرون بمقاومتهم وبفضحهم ممارسات العدو اللا انسانية بين شعبهم لنجعل شيرين شهر ( المدينة الحلوة ) تلخ شهر ( المدينة المرة ) عليهم وكذلك بقية المستوطنات .
هنا تذكرت ماحدثني به احد الاخوة في المهجر عن احد ابناء شعبنا الاحوازي في الداخل الذي عرفناه وطنيا ، مناضلا وشاع صيته بين الناس خاصة ايام ثورة المحمرة وانتفاضتها الخالدة ( الاربعاء السوداء ) ويمكنه بقلمه السيال الذي نعرفه من اقوى الاقلام وامهرها اذا ما اراد ان يكتب ، ان يفضح ويعري المحتلون لكن تعالوا معي واسمعوا ماذا قال هذا الاخ عن اخونا في الداخل واحكموا انتم بانفسكم هل هذا مايريده صاحب الايميل ومن خلال شعبنا العربي الاحوازي من الوطنيين ؟
يقول الرجل : قمت وبمعيتي عدد من الاخوة في الداخل الى زيادة الشخص المؤما اليه في الاحواز لانني اعرفه جيدا ولا اشك في وطنيته قيد انملة وكنت احسب انه مازال ذاك الشخص الذي رسمت شخصيته الوطنية في ذاكرتي ومخيلتي . بعد تبادل التحايا معنا والسؤال عن الاحوال وبعد احتساء الشاي العربي الاحوازي عنده ساله احد الاخوة الزائرين قائلا له : ماذا تفعل وكيف تقضي وقتك وماهي حصة شعبك ووطنك من وقتك ؟ قال لنا : والله انا مشغول منذ ثلاث سنوات في تاليف كتاب لاحياء مفردة من تراثنا اريد ان اقدمه للاجيال القادمة عسى ان اكون قد اسهمت في بعض من واجباتي تجاه تراثنا الجميل .

صدقوني وانا اسمع من هذا الرجل هذه القصة تخيلت بان صاحب هذا الكتاب سوف يقدم من خلال حديثه الى المكتبة الوطنية الاحوازية كتابا قيما يتصل بشؤون وطننا وشعبنا العربي الاحوازي ليعرف به الاجيال القادمة وهذا ما املى مخيلتي ولاغير ذلك ، وجدير بالذكر بان الراوي نفسه وقبل ان يكمل حديثه قال لي : والله تخيلنا بانه سيقدم لنا كتابا وطنيا يتحدث عن الاحواز وتراثه وتاريخه او يتحدث عن نضال شعبنا الاحوازي بوجه المحتل منذ الاحتلال والى يومنا هذا وهذا ماكان يدور في مخيلة الجميع الذين كانوا معي في الجلسة حسب مانقلوا لي بعد الخروج من بيت هذا الشخص ، ولكن ماذا قدم لنا وللقضية الاحوازية هذا الوطني المعروف ؟ وماذا كتب قلمه خلال هذه السنوات الثلاث والتي سميناها احياءا لتراثنا ؟ ذهب وجاء بكتاب يمسكه بيمينه وقال لنا : هذا الكتاب هو شرح مفصل يعتمد على المصادر الصحيحة والموثوقة عن ( المتعه ) . عندما سمعنا هذه الكلمة صعقنا حقا واخذ كل منا ينظر الى الاخر بنظرة محيرة وفيها اسئلة كثيرة ومنها : هل حقا هذا هو الشخص الذي عرفناه من قبل وطنيا ويدافع عن شعبه ووطنه ؟
وهل مايقوله او مايفعله صحيح في هذا الوقت الذي يحتاجه فيه شعبه الثائر الذي يقدم القرابين تلو القرابين من اجل الخلاص من الهيمنه الاستعمارية الايرانية هل هذا هو المرجو من اناس مثقفون وطنيون يعتمد عليهم وشاع صيتهم بين الناس وخبروا الساحة بما فيها وعرفوا ماذا يريد شعبهم اليوم ؟ تفاجأنا كلنا بعد ان ايقنا بان مايقوله صحيح ولاغير و ( المتعه ) فعلا كانت عنوانا لكتابه و قلنا : اما كان الاجدر به ان يكتب خلال هذه السنوات الثلاثة ماشاء الله من الكتب عن تاريخ ونضال شعبه العربي الاحوازي كي يتم توزيعها على الاخوة العرب الذين مازالوا في سباتهم ولم يستيقظوا بعد كي يعرفوا بان هناك ارضا وشعبا عربيا محتلين من قبل ايران وان الاحواز عربية اسوة بفلسطين وشعب الاحواز عربي كما هو الحال بشعب فلسطين ويجب عليهم الوقوف الى جانبنا كما يقفون الى جانب فلسطين ويكفوا عن مدح ايران التي خذلتهم بشعاراتها حسبما يدعون بانها المنقذ الوحيد لفلسطين والسد المنيع بوجه امريكا والصهاينة و العكس هو الصحيح ؟ او ان يكتب مقالات ويرسلها الى الوطنيين والمواقع الاحوازية في الخارج بشتى الطرق حتى ولو تحت اسم حركي كي يستفيد منها ابناء شعبه الذين هم بحاجة الى من يكتب لهم ويروج لقضيتهم العادلة ؟.

نعم انا مع الذين يقولون لكل ظرفه الخاص ، لكن صدقوني لمن يريد مقاومة الاحتلال توجد طرق شتى ومختلفة ولا يمكن لاحد ان يغلقها باجمعها اذا ما اراد المناضل ان ينفد منها ليخدم بها قضيته والوطني مهما كانت ظروفه لايمكن ان ينسى قضيته في يوم من الايام مهما طال الزمن لان العمل الوطني النضالي ليس عملا اداريا تؤديه خلال ثلاثون عاما او اكثر او اقل ومن ثم تتقاعد عنه . العمل النضالي الوطني باق مع الانسان الوطني الى اخر لحظة من حياته ، لذا يجب على الاخ صاحب الكتاب المذكور وامثاله وجميع الاخوة الكتاب ان يعطون الاولوية في كتاباتهم لقضيتهم وتكون شغلهم الشاغل ليكتبوا مايفيد شعبهم وقضيتهم العادلة مثلا : هذا يكتب عن المستوطنات مثل ( شيرين شهر ) وغيرها التي كثرت في البلاد وسبت العباد وذاك يكتب عن الحرمان الذي يمارس ضد شعبنا من قبل عدونا المحتل والاخر يكتب عن المقاومة الوطنية الباسلة ويشد من ازرها كي نخرج بكتاب وطني كبير فيه ( المتعه ) والخير والفائدة لابناء شعبنا لا ان نشغل بالنا ونضيع وقتنا بكتاب يشرح ويفصل لنا ( المتعه ) مع احترامي لكل من يعتقد بها .
انا لست مشرعا دينيا ولست اهلا للحديث عن هذه المسائل الدينية وانني اقل من ان اخوضها لكنني اتحدث من الناحية النفسية والاجتماعية واقول اذا كانت هذه المسألة
( المتعه ) تتداول في صدر الاسلام بسبب الغزوات الطويلة وعدم توفر وسائل النقل وصعوبة اصطحاب الزوجات مع المقاتلين وكانت مسموح بها لفترة ما فما هو المبرر في تطبيقها وتداولها والاستمرار بها الان في زمن الطائرات وجميع وسائل النقل السريعه التي يمكن للانسان من ان يذهب الى بلد اخر ويرجع الى بلده في نفس اليوم او بساعات قليلة ؟ وهنا استحلف بالله ابتداء من مؤلف كتاب المتعه هذا ومن يعتقد بها اذا كان عربيا اصيلا وصاحب غيرة عربية هل يسمح لاخته او ابنته او امه او ابنة عمه او ابنةخاله اواي من اقاربه من النساء اللواتي فقدن ازواجهن ان يمارسن هذه الوسيلة من اجل لقمة العيش كما يدعون ؟ او هل توجد امراة عربية اصيلة ان تسمح لنفسها ان تقوم بممارسة هذا العمل مع اشخاص عديدون خلال فترة ما ؟ والله لم اجد هذه العملية موجودة في البلاد العربية عند العرب الشيعة ابدا سوى انها توجد عند ( الفرس ) او يمارسها الفرس فيما بينهم في البلاد العربية التي يقيمون بها او اولئك الذين هم بالاصل فرس ويدعون بانهم عرب ويسكنون الاماكن المقدسة في البلاد الاسلامية و لا غير ذلك ابدا. والله لاتوجد هذه عند الشيعة الاصليين من العرب في زماننا هذا الا عند شيعة اسماعيل الصفوي .
وهنا ارجوا من بعض الاخوة الكتاب الذين يتطرقون الى موضوع الشيعه في كتاباتهم ان يفرقوا بين شيعة اهل البيت الاصليين الذين لاهم لهم سوى حبهم لال بيت رسول الله ( ص) اسوة باخوانهم ابناء السنة الذين لايفرقون بين هذا او ذاك من الخلفاء الراشدين كي لاتختلط الاوراق على القاري رجاء .

وفي الختام اقول للاخ صاحب الرسالة الالكترونية ( الايميل ) : اخي و عزيزي
كن على ثقة بان اخوتك الوطنيين هنا ويدركون واجبهم وسيقومون بفضح هذه الممارسات الاجرامية واللا انسانية والحرب المعلنه على شعبنا من قبل الاحتلال الفارسي وسيجعلون باقلامهم الشريفة شيرين شهر ( المدينة الحلوة ) تلخ شهر ( مدينة مرة ) انشاء الله على ساكنيها وعلى من اسكنهم فيها ، وان اخوانك في كل مكان جنبا الى جنب مع ابنائهم في الداخل لن ينسون قضيتهم ابدا وماضاع حق وراءه مطالب ، وحتما ياتي اليوم الذي سيمكث فيه اخونا الوطني الكبير الذي نعرفه حق المعرفة ولانشك بوطنيته ثلاث سنين اخرى ليؤلف لنا كتابا قيما يخدم به شعبه ووطنه المحتل انشاء الله ليكون بحق كتابا وطنيا فيه ( المتعه ) وليس تلك ( المتعه ) التي اكل الدهر عليها وشرب ليكون هذا الكتاب الوطني بحق ( سنين ثلاث لاحياء التراث ) .
والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تنويه هام
شبكة الأحواز غير مسؤولة اطلاقا عن مقالات ومواد الاخرين ، فقط مسؤولة عن موادها ومواد حركة التحرير الوطني الأحوازي حصرا .

© جميع الحقوق محفوظة لدي شبكة الاحواز للانترنت
Ahwaz-Arabistan Online Network - AAON
www.al-ahwaz.com™
© 1998-2007