التاريخ :   10 /  1 /  2012 
االمصدر :  الخاقاني
وطن سليب

الخاقانيقد حلّ في فنن الهوى الغربان **** وعَلا مرابع أنسها الثعبان
وسرى بها ليلا يدنس أرضها **** بعد الأحبة والهنا الجرذان
وترنمت طربا على أكواخها **** بوم يغازل ثغرها الجُعلان
فبكت على خلانها ليل الأسى **** أعجاز نخل ضامها الهجران
كانت تعيش بجنب أحباب لها **** نخلاً كأن ثمارها التيجان
من قبل أن يعلو مرابع عزها **** سحقا بأقدام له الطغيان
ويمزق العثق النقي لخسة **** زمرٌ هي الأحقاد والذئبان
فوقفت أنظر والمدامع أبحرٌ **** والقلب من كدر الأسى أشجانُ
والنفس من ألم الخطوب كأنما **** أذكى مشاعل حزنها بركان
حتى إذا ما صرت من لهب الردى **** جمراً يطوف بجنبه الخذلان
ودّعت ربعاً للأحبة سالكاً **** درباً هو الإعصار والاحزان
وسلكت في نفق الظلام لياليا **** أصبو الى صبح هو التبيان
صبح به عدل الأله لأمة **** قد نال من عليائها الصبيان
عاشت وما زالت تعيش مرارة *** من ظالم هو و الردى سيّان
لا يعرف الحق المبين ولا الهدى **** فهو الظلام وفعله الأضغان
نهب الديار و أورث الناس الشقى **** والفقر حتى ضجّت البلدان
حتى إذا ما أصبحت نهباً أتت **** تشكو إلى معبودها الأوطانُ
وهوت كأوراق الخريف على الثرى**** تبكي عظيم مصابها النسوانُ
تبكي الأحبةَ فوق أجداث الهوى**** والدمعُ من ألم النوى غِدرانُ
أنهى الشقاءُ لهم حياة كرامةٍ **** قتلاً يفسّر فعله العدوانُ
خارطة الأحواز والعلم الاحوازيوطنٌ سليب ما له من عاصمٍ **** من جور من هم للدجى رُبان
والفقر والبلد الحزين شواهدٌ **** للصدقِ فيما ندّعي وبيانُ
واليتم والأكواخ خيرُ معالمٍ **** يروي دجاها للورى القُضبانُ
قضبان جورٍ قد أقيم بناءها **** لضياع حقٍ خطّه الفرقان
فرقان أحمدَ ذي المكارمِ والندى**** ذاك الذي هو للعلا تبيانُ
قد جاء بالحق المبين وبالهدى**** صحفاً هي الأنوار والقرآن
نشكو إلى الله العظيم مصابنا **** فهو السميع القادر الديّانُ
وهو الإله البارئ الحق الذي**** تجري بفيض جماله الأكوانُ
وهو الذي بفناءه صرح العلا **** للوالهين وللشقا النيرانُ
نيران جبارٍ لكل شقاوةٍ **** أركانها في ذا الدنا الطغيان
وحصادها من بعد ذلة محشرٍ**** سخط الإله وسِفرُهَا الخسران
وندامة لذوي الضلالة ما لها **** من ذي المعارج والهدى غفران

محمد كاظم الخاقاني

مواضيع ذات صلة :
Al-Ahwaz.com © 2012