التاريخ :   19 /  3 /  2012 
االمصدر :  حوز / الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
حقوق الشعوب في الأسلام
"من رأي سلطانا جائرا ولم يغير عليه بقول او فعل كان حقا على الله أن يدخله مدخله"

السيدات والسادة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
بعد التحية والسلام أحيطكم علما بأني قد قرأت رسالتكم الموقرة حول علاقة الدين بحقوق الشعوب حيث أكّد الدين ذلك و إنه لجدير بالذكر وهو ما قام عليه المذهب الشيعي لأهل البيت عليهم السلام لدعوته للحق في مقابل الباطل والعدل في مقابل الظلم وقد قال الإمام الحسين عليه السلام نقلا عن رسول الله (ص) في ثورته ضد الظلم والظالمين : (من رأي سلطانا جائرا ولم يغير عليه بقول او فعل كان حقا على الله أن يدخله مدخله ) كل ذلك خلافا لبقية المذاهب الإسلامية الأخرى التي راحت لدعوا الأمة الى الصبر على ظلم الولاة والحكّام مع مزيد من القول بأن ذلك هو ما قام عليه إجماع المسلمين مدعين على ذلك أيضا تواتر الروايات عن سيد المرسلين بأنه قد أمر بطاعة الحكام و لو كانوا فسقة ظالمين و هذا القول ليس بدعوى ندعيها في حق هؤلاء القوم فهاهي كتب أعلامهم قد ملئت بمثل هذه الروايات وقد راح منهجهم ليسوق هذه الأمة منذ قرون من الزمن الى يومنا هذا لتصبح أداة بأيدي الحكام.
الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقانيأجل الدفاع عن المظلومين هو شرع الله وهو ما قام عليه مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي كان الكفة المعارضة للظالمين طيلة هذه القرون وسأحاول بإذن الله تعالى القيام بما أشرتم إليه بما هو الواجب بأزاء الله و الشعب وذلك هو ما قمت به طيلة عقود من الزمن حيث تحملت على إثر ذلك أشد الأحكام قسوة من قضاة هم من وعاظ السلاطين وصبرت على الأذى والتهجير والإقامة الجبرية سبع سنوات حينما راح ليصدر الحكام في إيران علينا الأحكام كآل الخاقاني جميعا بالتبعيد من بلدة مسقط رأسنا المحمرة الى قم ثم كان إختيار الهجرة من إيران الى سوريا حينما أتيحت الفرص لكن وجدت نفسي مرة ثانية في القطر السوري اعيش اشد الضغوط من النظام حيث دعى بي ذلك الى الهجرة الى الكويت ومنها الى بريطانيا حيث أقيم فيها الآن, وهذا هو ثمن الدعوة الى الحق والعدل الذي استفدناه من مذهب أهل البيت عليهم السلام.
لكن يؤسفني أن أقول إن بعد هذا الجهد الجهيد والصبر المرير وتحمل الأخطار والصعاب من زمن الوالد رحمه الله الى يومنا هذا وما تحمله كذلك ابناء شعبنا العربي طيلة عقود من الزمن من الظلم والفقر والقتل والتشريد ان أرى بعد كل ذلك بعض أبناء شعبنا أداة بأيدي قوم يريدونهم ورقة ضغط لمصالح سياسية وهذا ما يخيب الآمال فإنه لو كان من خدعهم حقا يريد الخير لشعبنا العربي المظلوم لطرح قضيتهم على العالم والجامعة العربية بدون أن يعطيها بعدا طائفيا يُقسّم به وحدة هذا الشعب ويمزق صفوفه التي سعى الوالد لتوحيدها , كما و أني الفت نظر هؤلاء إلى أن هؤلاء الحكام الذين يحاولون أن يظهروا انفسهم مدافعين عن حق هذا الشعب المظلوم أين كانوا منذ عقود من الزمن حينما كانت روابطهم حسنة مع النظام البهلوي فلماذا ما سمعنا لأحد منهم كلاما فكيف أصبحوا اليوم غيارى على شعبنا وقد نسوه عقودا من الزمن فأقول إن ذلك يجب ان يكون مدعاة لكي ينتبه أبناء شعبنا على أن هؤلاء إنما يتصارعون مع إيران لمصالح سياسية أذكت نيرانها الأحقاد الطائفية.
كما وأني أقول إن هؤلاء الذين أصبحوا أداة لمقاصد سياسية سواء كان ذلك عن علم او غير علم قد أعطوا حكام إيران المبرر لقمع شعبنا بعدما يأس النظام من قمعه تحت عناوين لم يجد لطرحها اليوم مبررا كالشيوعية والبعثية و أقول إن من المؤسف أيضا أن تنطلي هذه الأمور على كثير من أبناء شعبنا في الداخل والخارج.
أجل إن هؤلاء قد قدموا لإيران على طبق من ذهب مبررا جديدا للقمع ولإضاعة الحقوق حينما جعلت الأذهان تنحرف أولا عن حق مسلم ليصبح ذلك الحق المسلم شأنا طائفيا وليعطي المبرر لإيران للقمع ثانية وإنه ليعرف كل عاقل إن ذلك يخدم مصالح قوم يتصارعون مع ايران كما قلنا على موضع قدم للضغط لمصالح سياسية لا ربط لها بدين الله ولا بحقوق الشعوب ولو توصل هؤلاء الحكام يوما الى مبتغاهم لوجد من اصبح اداة بأيدهم نفسه يباع بأبخس الأثمان.خارطة الأحواز
أجل أيها الإخوة والأخوات كان الوصول الى لندن بعد عقود من الزمن تحملّنا فيها الكثير من الأسى مدعاة لخيبة الآمال وهل يمكن ان ينكر أحد مهما غالط نفسه أن شعبنا العربي في إقليم الأحواز (الاهواز) هو شعب عربي شيعي بما له من علماء وشعراء وحكام حكموا هذه البلاد قرونا من الزمن وأقول ثانية كيف يأمل هؤلاء الذين ظنوا أن بلجوئهم الى حكام العرب سينالون حقهم وحكام العرب قد نسوا او تناسوا لمصالحهم وكراسيهم اول القبلتين بفلسطين المحتلة وشعب فلسطين شعب عربي لا شك في عروبيته وليس بمنظار احد من هؤلاء الحكام انه شعب رافضي كافر, فأقول هاهنا لهؤلاء باللغة العامية لا تخدعوا أنفسكم (المانصر غزة تريده ينصرك؟!!!).
فهذا ما دفع بي أن ابتعد بعد مشوار طويل عن كثير من الأمور وقد كنا نحن كآل الخاقاني اول من دافع عن هذا الشعب بعد الثورة في إيران ومن جملة ما كان مدعاة للإبتعاد أيضا هو أني حينما سكنت لندن شاهدت بنفسي بعض مجالس هؤلاء القوم الذين راحوا ليسخروا من دين آبائهم وأمهاتهم وحضارة بلدهم بكل ما تحمل من عمق في واقعها التاريخي و من عظيم كرامة ظانين أن بذلك سينصرهم من تخلف عن نصرة العرب الفلسطينيين السنة فيا عجبا كيف يأمل نصرة قوم تخلفوا عن الدفاع عن القدس ولم تحركهم الغيرة على العرب المسلمين السنة , داعيا الله تعالى ان يهديهم الى الصواب وأن يبعدهم عما هم عليه من تمزيق صفوف هذا الشعب وإعطاء المبررات لقمعه وسيأتيكم المزيد حول هذا الموضوع مفصلا بإذن الله تعالى ثبتنا الله وإياكم على منهج الحق و الدفاع عن المظلوم ومن توكل على الله كان حسبه فإنه أقدر القادرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محمد كاظم الخاقاني *
* عالم دين أحوازي من اسرة دينية وطنية معروفة وكبيرة الشأن في الأحواز

مواضيع ذات صلة :
Al-Ahwaz.com © 2012