أضحى شبه إجماع عند معظم أبناء الشعب في الوطن
العربي بان إيران دولة عدوة متلبسة و مختفية وراء
شعاراتها الفارغة التي اصبحت مكشوفه و مفضوحة لدى
القاصي و الداني. و لها مشروع توسعي يستهدف الأمة
العربية و ثرواتها و أمنها و استقرارها من خلال
أدوات و محاور سياسية , أمنية , عسكرية , خدماتية
و مذهبية.
الدولة الفارسية الدولة الوحيدة في العالم التي
توسعت خارطتها و مازلت تتوسع على حساب الشعوب غير
الفارسية في المنطقة و سيادتها حيث أصبحت و بفعل
نهجها التوسعي تشكل خارطتها السياسية من ثماني
قوميات و شعوب مختلفة تزرح للإحتلال و الهيمنة
الفارسية و قمعها. و تتطلع معظم تلك القوميات و
الشعوب إلى التحرر و التخلص من إيران و هم: العرب
الأحوازيون, البلوش, الترك الاذربايجان, التركمان,
الكرد, الارمن, اللور او البختياريين, الكيلك و
الفرس, التي تحكم الأخيرة بقوة القمع و البطش و
الديكتاتورية و هم يشكلون الأقلية مقارنة مع مجموع
تلك الشعوب. و كما تتشكل خارطة إيران السياسية من
أديان و طوائف شتى مثل المسلمين( شيعة و سنة) و
الصائبة و المسيحيين و اليهود و الزرادشتيين و
البهايين.
السياسية العنصرية الفارسية الممنهجة و المطبقة
على أرض الواقع بغرض التطهير العرقي لكل ما هو غير
فارسي و نضال الشعوب غير الفارسية للدفاع عن النفس
و التطلع الى الحرية, جعلتا من إيران دولة في مهب
الريح و غير مستقرة سياسيا و أمنيا و هي من أكثر
الدول مرشحة للتفتت على غرار الإتحاد اليوغسلافي
السابق. و ما جعل تفتت إيران أمرا محتوما هو إصرار
الشعوب على حقوقها القومية و تصاعد وتيرة نضالها
القومي رغم مرور ما يقارب التسعة عقود من عمل
الدولة الفارسية لذوبان تلك الشعوب و إنصهارها في
البوتقة الفارسية. فشل الدولة الفارسية من جعل
إيران دولة من شعب واحد و ثقافة و لغة واحدة رغم
كل ما فعلت من بطش رهيب و عمل دؤوب على كل
المستويات الثقافية و السياسية و الإعلامية و
الدعائية و غيرها, فهذا يعني إن الدولة الفارسية
على أبواب الإنهيار. و لا تحميها الديكتاتورية
المستبدة و لا الديمقراطية الحقيقية حيث
الديكتاتورية المستبدة ستفجر الوضع و تخرج النار
من تحت الرماد و الديمقراطية إن وجدت في ايران
ستخرج الشعوب غير الفارسية بكامل إرادتها و في ظهر
النهار من الخارطة الإيرانية التي قد ضُمت اليها
بقوة السلاح و الحروب, تطبيقا لحق تقرير المصير
الذي يشكل العمود الفقري للديمقراطية و لحرية
الشعوب و المجتمعات.
و على الساحة الخارجية دفعت و مازلت تدفع الدول
العربية ثمنا باهظا نتيجة السياسية الإيرانية التي
أستخدمت كل الأدوات لإخضاع تلك الدول لإرادتها
السياسية و بالتالي إلى هيمنتها الكاملة على غرار
ما حصل في الأحواز و العراق و الجزر في الخليج
العربي. و نتيجة لتلك السياسية الإيرانية المبنية
على العدوان و التجاوز على الدول العربية من جهة و
نهج بعض الدول العربية إستراتيجية الدفاع عن النفس
في مقابل السياسية التوسعية الفارسية من جهة ثانية
أوصل الأمر إلى التصادم و صراع الإرادات من أجل
البقاء. و الفائز في ذلك الصراع هو نصيب صاحب
الإستراتيجية الدفاعية المحكمة و كشف النقاط الضعف
القاتلة للخصم و إستغلالها. استخدمت الدولة
الفارسية كل أوراقها و أدوات السياسية و العسكرية
و المذهبية و الإعلامية و غيرها لبسط نفوذها و في
المقابل أستخدمت بعض الدول العربية جزء يسير من
إمكانياتها و أوراقها للدفاع عن النفس.
إذا ما قارنا إمكانيات العرب من جهة و إيران من
جهة أخرى, و ما يمتلكون من أدوات و أوراق ضغط, نرى
أن العرب لديهم من المقومات و الأدوات الهائلة
للدفاع عن النفس و ردع الخطر الإيراني, منها القوى
البشرية و الإقتصادية و الأدوات السياسية و يتفوق
العرب عشرات المرات من حيث الإمكانيات المادية و
البشرية على إيران بكل المقاييس. و بالمقابل تعاني
إيران داخليا من ضعف وتشتت بنيوي و عرقي و طائفي و
ديني و سياسي خطير للغاية, ناهيك عن صراعها مع
المجتمع الدولي حول ملفها النووي و سياستها
الارهابية و التوسعية في المنطقة و الذي أدى إلى
عزلتها بشكل كبير في العالم. و أهم من ذلك
العقوبات الإقتصادية التي فرضت عليها بدءت تدك
بقوة في مضاجع الدولة الفارسية و إقصادها الذي
يعتمد بشكل كبير على البترول و الغاز الأحوازي و
الذي ينتظر خطة إستراتيجية لوقفه بشكل كامل لتنهار
أعمدة الدولة الفارسية الخاوية.
إذا وظفت الدول اللعربية بعض إمكانياتها الهائلة
لصد المشروع الفارسي لتجد تجوابا كبيرا من قبل
الشعوب غير الفارسية و الذي يشكلون أكثر من 70% من
سكان خارطة إيران السياسية. يصل هذا التجواب إلى
التطابق الكامل بالروئية و الأهداف و الإدوات
للتخلص من المشروع التوسعي للدولة الفارسية المبني
على العنصرية و الكراهية لكل شعوب المنطقة.
تمر الدولة الفارسية في هذه الفترة بأضعف ايامها
من حيث مكانتها الدولية و الإقليمية و الداخلية, و
تشكل قضايا الشعوب غير الفارسية أهم نقاط ضعف
الدولة الفارسية و نضالها الذي وصل إلى مرحلة
النضوج و سيكون اللاعب الرئيس في تحطيم حلم الدولة
الفارسية و مشروعها التوسعي بعد ما إستطاعت تلك
الشعوب من الصمود بوجه المشروع الفارسي و ثم فضح
جرائمه و تعريته عنصريته أمام العالم. قد بدء العد
التنازلي لسقوط الدولة الفارسية و مشروعها التوسعي
على يد الشعوب غير الفارسية في إيران و سيسرع ذلك
السقوط و يجعله دراماتيكيا إذا تحركت بعض دول
المنطقة بمشروع عربي إسلامي جريئ يدعم نضال الشعوب
و في مقدمتها القضية العربية الأحوازية التي تشكل
العازل الثالوثي (الخليج العربي و جبال زاغروس و
الشعب الأحوازي بملايينه العشرة) بين الدولة
الفارسية و الوطن العربي. دعم القضية الأحوازية و
مساندها بإعتبارها دولة عربية وقعت تحت الإحتلال
الفارسي, لا يعتبر تدخلا بالشؤون الإيرانية فحسب,
بل يعتبر أمرا واجبا إنسانيا و قانونيا على جميع
الدول, حسب ميثاق الأمم المتحدة و قراراتها في دعم
حركات التحرر الوطني من أجل التخلص من الإحتلال
الأجنبي ( وفق قرار الجمعية العامة رقم (3070)
لعام 1973 في البند الثاني والثالث).
30-03-2012
Ahwazi5@hotmail.com
|