التاريخ الأحـواز السياسي

مدن الأحواز

العاصمة
 

عـودة لصفحة التاريخ

 

مدينة الأحواز
عاصمة القطر

يلفظها الفرس ( الأهواز ) لأنه ليس في كلامهم حرف يماثل حرف ( الحاء ) العربي فيلفظونه ( هاء ) ، ويقسم نهر كارون مدينة الأحواز ( الذى يمر في المدينة ) الى ضفتين هما الناصرية والأمنية ، وهي عاصمة الأحواز ( عربستان ) وتقع الى الشمال الشرقي من مدينة المحمرة تبتعد عنها تقريبا 120 كيلومتر ، ونسبة العرب فيها 90 % . والأحواز جمع كلمة ( حوز ) وهي من مصد ر الفعل حاز يحوز بمعنى تملك يتملك ، وكان العرب يستعملون هذا اللفظ دلالة على تملك الأرض حصرا دون سواها من أنواع التملك الأخرى ، ويشيرون به الى الأرض التي يتخذها أي شخص ويرسم حدودها فيستحقها د ون منازع .

وهي موطن لعشائر عربية عديدة ابرزها عشائر وقبائل آل سيد نعمه ( وهم من بني هاشم - هاشميين النسب  )

وقد أضاع المستعمر الفارسي معالم هذه المدينة العربية  وأخفى حقيقتها عن الانظار .. حيث أطلق عليها اسم الأهواز بطريقته المعهودة وصلفه المعروف .. وسكت الكتاب والباحثون العرب ومن ورائهم غير العرب سكوتا مريبا على هذه الجريمة النكراء ولم يتطرقوا لها لا من بعيد ولا من قريب وكأنها لم تكن .
و الناصرية أي - الأحواز - عاصمة القطر تلك المدينة العربية التي تغفو على ضفة نهر كارون الشرقية وعلى بعد عشرة أميال من سوق الأحواز القديم أو الأحواز القديمة وظل المستعمر الفارسي يروج بطريقته المعهودة ولهجته الأعجمية حتى صدق الناس بأنها الأهواز وكأنها جزء من خوزستان الفارسي .

والحقيقة : أن مدينة الأحواز - الناصرية - بقسميها هي العاصمة ولا علاقة لها بالخوز ولا بالخوزستانيين ، والناصرية هي المدينة العربية التى شيدها ناصر بن محمد أمير كعب كانت المركز الرئيسي لقبائل الاحواز .

وهناك ادعاء فارسي باطل حيث يقول امام شوشتري أن الناصرية هي نسبة الى ناصر الدين شاه الملك القاجاري المعـروف .. ورغم هذا الادعاء الباطل والمغالطة التاريخية الواضحة اذ أن مدينة الناصرية كانت موجودة قبل أن يولد ناصر الدين شاه لا بل قبل أن يستلم القاجاريون زمام الأمور في فارس ، وان هذه التسمية اي ( الناصرية ) تسمية عربية وليست تسمية فارسية وهي غير متواجدة في قاموس اسماء المدن الفارسية ، الا ان نجد تسمية ( الناصرية ) موجودة في العراق كما هي ايضا موجودة في فلسطين وتسمى ( الناصرة ) ....بالتالي نجد هذه التسمية عربية و تطلق على مدن عربية في الاقطار الوطن العربي الكبير .

قال المغيرة بن سلمان واصفا الاحواز ومقارنها مع البصرة بقوله : أرض الاحواز نحاس تنبت الذهب ، وارض البصرة ذهب تنبت النحاس .

ووصف المقدسي هذه المدينة بأنها عانت كثيرا من أذى الزنج أدبان ثورتهم في المئة ( الثالثة ) واتخذها زعيمهم وقتا مقرا له ، وفي المئة التالية أعاد الأمير عضد الدولة البويهي بناء قسم منها .

قال ابن حوقل : ... والغالب على أخلاقهم الشراسة والمنافسة فيما بينهم في اليسير من الامور ، والشدة ، والامساك ، والغالب على خلقهم صفرة الالوان والنحافة ، وخفة اللحى ، ووفرة الشعر فيهم أقل مما في غيرهم من المدن ، وهذه صفة عامة لديهم ، وأما ما ينتحلونه من الديانات والمذاهب ، والغالب عليهم الاعتزال والغلبة لاهله دون سائر النحل ، والقول بالوعد والوعيد فيهم أكثر منه في جميع الخلق أظهر على الحقيقة وصدق النية ، وفي عوامهم وأهل مهنهم من الرياضة بالكلام والعلم به وبوجهه ما يضاهون به الخواص من أرباب البلدان وعلمائهم ، ولقد رأيت حمالا عبر وعلى رأسه وقر ثقيل او على ظهره وهو يساير حمالا آخر على حاله وهما يتنازعان في الأويل وحقائق الكلام غير مكترثين بما عليهما في جنب ما خطر لهما . (1)

قال بطليموس عن طالعها : بلد الأحواز طوله أربع وثمانون درجة ، وعرضه خمس وثلاثون درجة واربع دقائق ، تحت احدى عشرة درجة من السرطان ، وست وخمسون درجة يقابلها مثلها من الجدى ، وبين عاقبتها مثلها من الميزان ، لها جزء من الشعري القميضاء ، ولها سبع عشرة دقيقة من النور من أول درجة منه .

نسب الى مدينة الاحواز كثير من العلماء والادباء والشعراء ، أمثال : عبدالله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي الأحوازي القاضي المعروف ( بعبدان ) وهو أحد الحفاظ المجودين ، ولد في عسكر مكرم سنة 210 هجـ وسافر الى دمشق ، ثم عاد بعد أن كان يتردد كثيرا على البصرة ، توفي في أول سنة 306 هجـ  .
ومنها ايضا الحسن بن هانىء الشهير بأبي نؤاس ، وابن السكيت ، وأبو الغناء صاحب النوادر والشعر والأدب ، المتوفي سنة 273 هجـ . (2)

أما أهم مزروعاتها فهي : النخيل والحنطة والشعير والرز وقصب السكر .

-------------------------------------------------------

(1)  صورة الارض - ص 230
(2) المعجم - ص 18 - محمد أمين يوسف

 

 

شبكة الأحـواز- حـوز

©Al-Ahwaz.com