على الرغم من رفعها لشعار ” الجمهورية الإسلامية ” لكننا نجد إن إيران قد خالفت هذا الشعار ومن نواحٍ عدة ، فالإسلام دين يدعو للسلم والسلام ، وإيران خالفت هذا الخط والنهج الإسلامي العام ، حيث أسست لأكبر مذابح في الوطن العربي شهدها هذا القرن ، ففي سوريا كان موقفها داعما لنظام بشار الأسد الدموي والذي ارتكب أبشع وأقبح الجرائم بحق الشعب السوري الرافض لدكتاتورية وطغيان الأسد ، وبسبب موقف إيران الداعم لهذا النظام الدموي اللاإسلامي وعلى مدى أكثر من أربعة سنوات ، خالفت الدعوة الإسلامية للسلام.
وكذا الحال في العراق فقد دعمت إيران حكومة المالكي التي مثلت أبشع نظام دكتاتوري فاشي في العراق وبشكل كبير الأمر الذي أدى إلى موت العراقيين بالجملة سواء كانت عن طريق العمليات الإرهابية أو عن طريق المجازر العلنية أو من خلال فسحها المجال لدخول الإرهاب للعراق ، وكذا الحال بالنسبة لموقفها في اليمن والبحرين ولبنان ، فقد كان موقفها موقفا يحرض على القتل والقتال وسفك الدماء.
أما المحور الأخر الذي خالفت به إيران شعارها, هو دعمها للمشاريع الطائفية وفي كل البلدان التي امتدت اذرعها فيها, فالإسلام دعا إلى الوحدة والتوافق ورص الصف المسلم أما إيران فقد دعت للفرقة وأسست لها من خلال مشاريعها الطائفية والتقسيمية خصوصا في العراق.
كما إن بسب سياسة إيران في المنطقة العربية وكما أوضحنا جعلت من الدول العربية خصوصاً سوريا والعراق عبارة عن مقبرتين لشعوبها ، حتى اضطر الناس إلى الهجرة وترك بلادهم وأوطانهم بسبب التدخلات الإيرانية غير المشروعة إسلامياً و قانونياً وإنسانياً ، كونها خالفت مبدأ ما يسمى ” ولاية الفقيه ” كونها تفتقر لشروطه ومقوماته وكما يقول المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير في تعليق له على حقيقة ولاية الفقيه الإيرانية ..
{{… أنّ ولاية الفقيه في إيران غير مستوفية لشرط الأعلمية فضلاً عن الاجتهاد فتكون باطلة ، لأنها تدور مدار الأعلمية، وكل المجازر التي حصلت بسبب ولاية الفقيه هي نتيجة للتطبيقات الخاطئة لها وعدم تطبيقها على المجتهد الأعلم…}}.
فبسبب مخالفتها لشروط احد مبادئ الإسلام صنعت وأسست مجازر بحق المسلمين قبل غيرهم ، هجرت وروعت المسلمين قبل غيرهم, فخالفت القاعدة الأساسية والشعار الأساسي للإسلام وهو السلام والوحدة الذي يمثل المنهج العام لدين الإسلام.
وهنا نقول إن السلام لا يمكن تحقيقه في البلاد العربية المنكوبة بسبب تدخلات إيران ولا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من هذه البلدان وقطع كل العلاقات والصلات بها ، فهي دولة حملت شعار ” الإسلام ” من أجل مصالحها وخدمة مشروعها التوسعي الإمبراطوري ، فلا سلام إلا بخروج إيران من اللعبة في العراق وسوريا واليمن وباقي البلدان العربية وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في حواره مع صحيفة “بوابة العاصمة” بتاريخ 18-07-2015 حيث أشار إلي أن إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي ، مؤكدا أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ .
فلا إسلام ولا سلم موجود في أجندة دولة فارس الكسروية, وإنما أجندتها هي عبارة عن خلق الأزمات وصناعة الموت وارتكاب المجازر وتهجير الناس وترويعهم, فإيران و ” الإسلام والسلام ” أضداد لا تجتمع إلا في الشعارات من أجل تحقيق أهدافها الإمبراطورية التوسعية على حساب السلم العالمي وعلى الدين الإسلامي وعلى حساب الشعوب خصوصاً تلك التي ابتليت بأن تكون جارة لها.
بقلم :: احمد الملا