أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 106 فلسطينيين في تواصل القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي على مختلف مناطق قطاع غزة، بالرغم من إعلان الجانب الإسرائيلي عن تهدئة لأربع ساعات من طرف واحد، وهو ما رفضته حركة حماس.
وارتفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ بدء العمليات في الثامن الشهر الجاري إلى 1336 و7500 جريح بيما قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة 27 في غزة الأربعاء، ليرتفع عدد قتلى الجانب الإسرائيلي إلى 56 جنديا ومدنيين اثنين.
وكان منسق العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة يوآف موردخاي أعلن في وقت سابق في اتصال هاتفي مع بي بي سي عن وقف إطلاق نار “إنساني” في بعض مناطق قطاع غزة لأربع ساعات يبدأ في 12 ظهر اليوم بتوقيت غرينتش.
” استهلاك إعلامي”
وبعد الإعلان قصفت المدفعية الإسرائيلية بناية سكنية في بلدة جباليا، فاشتعلت النيران فيها، وقتل 4 أشخاص انتشلتهم الطواقم الطبية بعد سيطرة فرق الدفاع المدني على الحريق.
وقتل 4 آخرون في قصف مدفعي لمجموعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة إن “التهدئة المعلنة إسرائيليا هي للاستهلاك الإعلامي، وليس لها أي قيمة، لأنها تستثني المناطق الساخنة على حدود القطاع، ولن نستطيع الاستفادة منها في إخلاء المصابين في تلك المناطق”.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية برجا سكنيا وسط مدينة غزة بالقرب من مكتب هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، في المدينة، وأدى هذا إلى حدوث عدة إصابات، وإخلاء سكان البرج، الذين يقدر عددهم بالمئات، البناية على الفور وهروبهم الى الشوارع القريبة.
من ناحية أخرى قال متحدث عسكري إسرائيلي لبي بي سي إن ما بقي من صورايخ لدى حركة حماس لا يتجاوز نصف ترسانتها الأصلية، بعد إطلاقها عددا منها وتدمير عدد آخر في الهجمات الإسرائيلية.
وقد دمر جزء كبير من الصواريخ القصيرة المدى التي تصنع في ورشات محلية، حسب المتحدث.
وتملك حماس ومنظمات أخرى تقاتل إلى جانبها، غضافة إلى الصواريخ، أسلحة صغيرة متطورة، يعتقد خبراء أنها هربت إلى قطاع غزة من ليبيا ولبنان.
مدرسة جباليا
وأدان البيت الأبيض قصف المدرسة، وورد في بيان صادر عنه أن “الولايات المتحدة تدين قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة، حيث أفادت تقارير أن ذلك أدى لقتل وجرح فلسطينيين أبرياء بينهم أطفال وأفراد طواقم إغاثة تابعين للأمم المتحدة”.
وكانت الأمم المتحدة اتهمت إسرائيل بشن هجوم دموي على مدرسة للمنظمة الدولية تؤوي لاجئين في غزة، بالرغم من التحذيرات المتكررة بأن بها مدنيين يحتمون فيها.
وقال كريس غينيس المتحدث باسم الأمم المتحدة إن “العالم يقف مهانا” بعد هذا الهجوم، الذي قتل فيه – بحسب تقارير – 15 شخصا.
وقالت إسرائيل، التي تتهم حركة حماس باستخدام المدارس قواعد لشن صواريخها، إنها تحقق في التقارير الواردة بهذا الشأن.
وأضاف الجيش أنه تعرض لإطلاق نيران من جانب نشطاء يستخدمون صواريخ مضادة للدبابات بجوار منطقة المدرسة.
وأضاف غينيس الذي يعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لبي بي سي أن إسرائيل أبلغت 17 مرة بأن المدرسة الواقعة في مخيم اللاجئين في جباليا تؤوي نازحين.
وقال “كان آخر تحذير قبل ساعات من الهجوم القاتل. وتشير تقديراتنا الأولية إلى أن مدفعية إسرائيلية قصفت مدرستنا”.
وأشار إلى أن هناك “ضحايا عدة” من بينهم نساء وأطفال، مضيفا أن الهجوم سبب “عارا عالميا”.
ويقول شهود عيان في مدرسة أبو حسين التي تديرها المنظمة الدولية، حيث لجأ الآلاف، إن جدران المدرسة دمرت
وتقول حركة حماس، التي تسيطر على غزة، إنها لن توقف القتال حتى ينتهي الحصار، الذي تبقي عليه إسرائيل ومصر.
ويعد القتال الدائر حاليا هو أطول المواجهات التي يشهدها قطاع غزة حتى الآن.
وكان الهجوم الإسرائيلي على غزة في عام 2012 قد استمر ثمانية أيام، وتواصل القتال في عام 2008 لمدة 22 يوما.
ويشير استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب على نحو 600 إسرائيلي يهودي إلى أن 97 في المئة يؤيدون الهجوم العسكري الحالي.
وقال بوب ترنر الذي يعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لبي بي سي إن الهجوم على المدرسة في مخيم اللاجئين في جباليا وقع دون أي سابق إنذار.
وقال إن الفسطينيين أبلغوا باللجوء إلى المدرسة للاحتماء، باعتبارها منطقة آمنة من القتال.
وقال صحفي من وكالة أسوشيتيد برس إن القصف أدى إلى حدوث حفرة كبيرة في سقف أحد الفصول المدرسية، وأخرى في دورة المياة.
وفي فصل مدرسي آخر أدى القصف إلى انهيار حائطه الأمامي، بحسب ما ذكره الصحفي.
وقال ترنر إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن المدرسة ضربت بواسطة “قذائف متفجرة متعددة”.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، الإسرائيليين بمهاجمة المدرسة، متحدثا عن عدد أكبر من الضحايا.
————–
المصدر : بي بي سي العربي