شبكة الأحواز – حركة التحرير الوطني الأحوازي :
بسم الله الرحمن الرحيم
‹ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖفَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖوَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ›
صدق الله العلي العظيم
ذكرى رحيل المناضل الأحوازي الكبير محمد حسين الزبيدي
يصادف اليوم 31-8 -2024 الذكرى السنوية الرابعة على رحيل المناضل الكبير محمد حسين علي خلف الزبيدي المستشار السياسي لحركة التحرير الوطني الأحوازي سابقا . والذي وافته المنية في العراق الشقيق .
وكان المناضل الراحل مشهود له بالوطنية والخلق الرفيع ومدافعا صلبا عن القضية الأحوازية وعدالتها في احلك ظروفها في تلك الفترة .
وهو من المناضلين الذين شاركوا في مجريات الاحداث في مدينة المحمرة الباسلة بعد سقوط النظام الشاهنشاهي البائد ومناهضا لنظام خميني المتغطرس في عام 1979 .
حيث ان المناضل الراحل كان من القيادات الاحوازية البارزة في رسم المواجهات ضد الاحتلال الايراني العنصري في الأحواز خاصة اثناء احداث المحمرة التي عرفت فيما بعد بمجزرة الاربعاء السوداء التي ارتكبها العدو الايراني بحق ابناء شعبنا الاحوازي الباسل الذي كان يطالب النظام الايراني الجديد بمنحه الحقوق الوطنية الاحوازية المغتصبة والتي لم يعترف العدو الايراني بهذه المطالب بل عمد على ارتكاب جرائم عديدة بحق شعبنا الاحوازي بهدف اسكات الاصوات المطالبة بالحقوق المغتصبة ولم يرق للعدو العنصري ان يرى هذا الحراك الوطني والمطالبات الوطنية الا بالوقوف امامها وبضربها بيد من حديد وقمع متناهي .
اليكم محطات موجزة من حياة المناضل الراحل محمد حسين الزبيدي :
الاسم : المناضل محمد حسين علي خلف الزبيدي
محمد الزبيدي ينتمي الى عشيرة زبيد آل بو سلطان من ناحية الاب والام ومتزوج وله أربعة ذكور و ستة بنات ؛
الابناء : مهدي و هادي و حميد و كرار .
نشأته :
ولد في في مدينة المحمرة ( كوت الشيخ ) عام 1932 من عشيرة زبيد المعروفة بتاريخها العربي الاصيل في الاحواز ومواقفها العربية يشهد لها تاريخ الاحواز ، ويعتبر بيت خلف الزبيدي عميد هذه الاسرة قد سجل التاريخ الاحوازي في مدينة الاحواز محطات بارزة في المدينة ومنها تميزت هذه العائلة ان اولاد خلف الزبيدي وهما ناصر وعبد الحسن خلف الزبيدي يعملان كمستشارين لدي المغفور له الشيخ خزعل .
اكمل دراسته الاعدادية في مدينة المحمرة مسقط رأسه .
حيث انه هناك خدمة إلزامية مدتها سنتين وبعد اكمال الخدمة الالزامية في الجيش الايراني منح رتبة ملازم اول سنة 1955 .
كان هدف محمد الزبيدي التطوع لخدمة تطلعاته العربية وخدمة شعبه الاحوازي .
فقد ابدى تقربا من المواطنيين الاحوازيين في منطقة كنانة اثناء تأدية خدمته العسكرية في هذه المنطقة مما ادى بقادته ان قرروا نقله الى قاطع البختيارية ، واستمر محمد الزبيدي بعلاقاته وتواصله مع ابناء وطنه اثناء خدمته العسكرية التي لم يرى فيها يوما انها تشكل حائلا يفصله عن شعبه وحينها قرر المسؤولين العسكريين الايرانيين في الاحواز انهاء خدمته تماما تخوفا من علاقاته بأبناء وطنه وهو ضابط برتبة ملازم اول .
وبعد اعفاءه من الجيش الايراني عين في وزارة التربية معلما في المرحلة الابتدائية في مدينة المحمرة ومن تلاميذه راضي درويش وحاجب رفرف الفيصلي واستمر في حقل التدريس لمدة عام وبعدها قرر ان يستكمل دراسته الجامعية في الخارج فذهب الى بريطانيا لدراسة التجارة وصيانة السفن النهرية وبقى في بريطانيا لمدة عشرة سنوات تعرف خلالها على شخصيات سياسية في الوطن العربي اثناء تواجدهم في لندن اثناء الدراسة الجامعية .
عاد من بريطانيا إلى مدينة المحمرة عام 1967 وعمل في التجارة النهرية والبحرية واقامة علاقات تجارية ووظفها في بناء علاقات سياسية لخدمة القضية الاحوازية .
صبيحة الثورة الايرانية الخمينية قام المناضل محمد الزبيدي ومعه ثله من رفاقه الوطنيين بأقتحام أحد قصور الشيخ خزعل في المحمرة القريبة من القنصلية البريطانية واتخذوا منه مقرا للمناضلين الاحوازيين .
قبل انطلاقة المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي جمع محمد الزبيدي عددا من الشباب بغرض السيطرة على معسكر الفرقة المدرعة الواقع على مشارف المحمرة وعلى اثر سيطرة الثوار الاحوازيين على هذا المعسكر استسلم الضباط الايرانيين المتواجدين في هذا المعسكر للثوار مقابل تهريبهم الى العراق كونهم موالين للشاه .
عندما تم الاستيلاء على المعسكر ذهب محمد الزبيدي الى الشيخ محمد طاهر الخاقاني وأخبره بالقضية وان المجموعة قررت توزيع السلاح على المواطنين .
رفض الشيخ محمد طاهر الخاقاني أحتلال المعسكر والاستيلاء على اسلحته معتبرا ان هذا الامر سوف يجرنا الى المواجهة العسكرية مع ايران واضاف الخاقاني لمحمد الزبيدي ( هل تريد تسوي دولة بطن دولة يا ابن حجي حسين ) ؛ وكلا من الشيخ الخاقاني ومحمد الزوبيدي منطلقاته الوطنية بلا شك ولكل من الرجلين له نظرته وتقديراته للوضع في الأحواز المحتلة ، واكثر توضيحا فكانت من منطلقات الشيخ الخاقاني منطلقات دينية تحرص على الحد من اراقة الدماء ؛ وكانت منطلقات المناضل محمد حسين الزبيدي تنطلق من البعد العسكري بصورة مهنية عسكرية بحكم انه ضابط عسكري يسعى لتأمين الحماية لابناء شعبنا وتأمين السلاح والقوة العسكرية للتصدي لاعتداءات المستوطنين الفرس المدعومين انذاك من البحرية الايرانية المتوجدة في كوت الشيخ في مدينة لمحمرة .
بعدها بدأت المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي بالعمل وتم انتخاب محمد الزبيدي لاداء مهمة أمن المحمرة والحدود .
بالاضافة الى ذلك كان محمد الزبيدي هو المسؤول عن اصدار الهويات للمنتسبين للمنظمة السياسية وكانت يختمها بختم المنظمة ويضيف عليها ختم محمد الزبيدي وذلك لتكون موثقة ورسمية .
و اول المهمات التي باشر فيها محمد الزبيدي بعد تقلده مهمة امن المحمرة قام بأعتقال قاتل الشهيد سيد صادق سيد طالب واقتاده الى مسجد الامام الصادق عليه السلام الذي كان الشيخ الخاقاني يتخذه مقرا له وهناك تم
احضار والد الشهيد سيد صادق الذي عفى عن قاتل ابنه وتم اخلاء سبيل القاتل على اثر هذا الاعفاء .
والجدير بالذكر ان محمد الزبيدي كان متمكن ماليا فقد كان يقوم بتصريف امور المنظمة السياسية ماليا من حسابه الخاص دعما للثورة الاحوازية .
وقد سعى محمد الزبيدي بالتواصل مع تجار مدينة المحمرة لمعرفته الشخصية بهم ودعاهم الى القيام بالتبرع للمنظمة السياسية وذلك لاسناد ثورة العرب في المحمرة ضد اي مواجهة مع ايران او مع المستوطنيين الذين كانوا يتلقون الدعم العسكري من البحرية الايرانية التي يقودها الادميرال احمد مدني انذاك .
وقد شارك محمد الزبيدي كعضو في الوفد الاحوازي الثلاثيني الذي شكله الشيخ محمد طاهر الخاقاني لبحث حقوق الشعب العربي الاحوازي مع حكومة خميني في طهران والذي قابل انذاك مهدي برزكان رئيس الوزراء المؤقت ومصطفى جمران ومقابلة خميني نفسه في قم واجريت هذه من قبل الوفد الثلاثيني عام 1979 .
ومن بطولات محمد الزبيدي ومجموعته اثناء قيام المنظمة السياسية بمظاهرات سلمية التي تعرضت الى اطلاق نار من الحرس الثوري الايراني ( حرس خميني انذاك ) الذين كانوا يتحصنون في القنصلية البريطانية في المحمرة مما ادى بالمناضل محمد الزبيدي بمباغة الحرس الثوري الايراني في القنصلية واقتحامها واسر عناصر الحرس الثوري واقتادوهم الى المنظمة السياسية وحبسهم فيها واجريت مفاوضات بين المنظمة السياسية والمسؤولين الايرانيين بتعهد الحكومة الايرانية بعدم تعرض حرس خميني لاي مظاهرات سلمية .
في ليلة الاربعاء السوداء اي الساعة 8 مساءا من يوم الثلاثاء طلب احمد مدني من مكي الفيصلي وسيد هادي الموسوي ومحمد الزبيدي بالاجتماع معهم على الانفراد وذلك بغرض تصفيتهم جسديا الا انهما رفضا الاجتماع معه وطلبوا منه بالاجتماع صباح يوم الاربعاء في مقر المنظمة السياسية الا ان مكي الفيصلي قال انه لا بد من الاجتماع مع احمد مدني حتى لا يعتقد بأننا خائفين منه الا ان محمد الزبيدي المسؤول عن امن المحمرة قال لمكي الفيصلي وسيد هادي ان الامر خطير وقد يقوم بتصفيتنا الا ان مكي استبعد هذا الامر وقرر الاجتماع مع احمد مدني وقد نصحه الزبيدي اذا كان لابد من الاجتماع فعليك ان تغيير الطريق الذي تريد ان تسلكه وفعلا تم تغيير الطريق الا ان ايضا لم يسلم من محاولة الاغتيال .
في اليوم التالي اي فجر يوم الابعاء الاسود شن احمد مدني هجومه المسلح على مقر المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي في المحمرة وواجه مقاومة احوازية شرسة ولكن في نهاية اليوم تم السيطرة على المنطقة التي فيها مقر المنظمة وانتقل الثوار الى منطقة كوت الشيخ في المحمرة وتحصنوا هناك واشتبك العدو الايراني بقيادة احمد مدني مع الثوار واستمرت المعارك لمدة ثلاث ايام متواصلة مع لياليها وبعدها استطاع العدو من السيطرة على كوت الشيخ وفر الثوار ومنهم المناضل محمد الزبيدي وانتقلوا الى العراق .
واصدرت محكمة الثورة الايرانية في الاحواز في يوم الخميس 6 /9/1979 المصادف 15 شوال 1399 هجري حكما على محمد الزبيدي غيابيا بالاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وسحب الجنسية الايرانية منه وذلك لحرمانه من اي مطالبات باي ملكية خاصة له في الاحواز المحتلة ونشرت جريدة كيهان المسائية الايرانية ونشرته ايضا نقلا عن كيهان جريدة الثورة والجمهورية العراقيتين في يوم الجمعة 7/9/1979 .
واستمر المناضل محمد حسين على خلف الزبيدي في مسيرته النضاليه مع اخوانه المناضلين الاحوازيين في العراق وقد تعرض الى محاولة اغتيال غير ناجحة في العراق على يد عميل احوازي يعمل لحساب المخابرات الايرانية اواخر عام 1979 .
وقد قدم المناضل محمد الزبيدي ابنه هادي محمد الزبيدي ليشارك في عملية احتلال السفارة الايراني في لندن وكان هادي هو فدائي احتياط في هذه العملية وهناك فدائي اخر كان احتياط لم نذكر اسمه حفاظا على حياته .
وعند اندلاع الحرب العراقية – الايرانية عام 1980 شارك محمد الزبيدي في تقديم الخدمات للاجئين الاحوازيين الذي نزحوا عن اراضيهم بسبب الحرب التي كانت تدور رحاها على ارضهم في الاحواز وتقديم الاكل والمشرب والمسكن والايواء وغيرها من خدمات التي يقدمها العراق لهم .
وفي 1/7/1981 عند الاعلان عن تأسيس جيش تحرير الاحواز الحق محمد الزبيدي ابنه اللواء مهدي الزبيدي ضابطا بجيش تحرير الاحواز والحق ابنه الاصغر نائب ضابط هادي الزبيدي كضابط صف في جيش تحرير الاحواز .
وفي 22/9/1982 عند انطلاقة الجبهة العربية لتحرير الأحواز لم يلتحق محمد الزبيدي كعضو قيادي في الجبهة العربية وذلك لملاحظاته حول طريقة المسؤوليين العراقيين في التحكم في مفاصل الجبهة العربية وعدم وجود الحرية السياسية الكافية في التعبيير عن قرارات السياسية المتعلقة بالقضية الاحوازية والتي كان المسؤوليين يمارسون سياسة الاملاءات وعدم وجود احترام القرار الوطني الاحوازي المستقل .
كان محمد الزبيدي موقفه من قضية قاطع البتيرة عام 1986 عندما طلب المسؤوليين الامنيين العراقيين منه التأييد على اعدام 12 احوازي عسكري حينها رفض التأييد قائلا هل 12 احوازي هم من المتعاونيين مع ايران قالولا قال هل انهم متعاونين مع جهات معادية للعراق مثل سوريا او اسرائيل قالوا له لا قال كيف تريدون مني ان أييد اعدامهم وهم غير متورطين بما هو مخل قالوا انهم يمارسون الغوغاء فرد عليهم وهل يستحقون الاعدام لانهم عصوا اوامركم .. انا لا استطيع التأييد هذا الاعدام لانني سأكون تحت السؤول من قبل شعبي والتاريخ لا يرحم .
ومن مواقف محمد الزبيدي الوطنية في العراق اثناء حضوره في اجتماع احوازي موسع في منطقة العمارة حضره المرحوم برزان ابراهيم التكريتي شقيق الرئيس المرحوم صدام حسين وطلب من برزان ان بتدريب جيش تحرير الاحواز على صنوف العسكرية مثل الدروع والمدفعية والاليات العسكرية وصنوف الجيش الاخرى وتسليح جيش تحرير الاحواز بالسلاح الثقيل ودخول الضباط الاحوازيين الى كلية الاركان ، وكان جواب برزان التكريتي عليه انه سوف يتدارس المقترح .
بعد صدور قرار من العراق بحل جيش تحرير الاحواز في ابريل عام 1992 ، استمر محمد الزبيدي مؤمنا بضرورة استمرار النضال الاحوازي ضد الاحتلال الايراني فقدم ابنه هادي ونسيبه ناصر على السعدون الزرقاني في عملية فدائية جرئية ولكن نتيجة الخيانة من بعض عناصر في المخابرات العراقية الذي كان يعمل عميلا للمخابرات الايرانية قدم تفاصيل هذه العملية التي على اثرها استشهد ناصر الزرقاني واثنان اخرين من مجموعته واصابة هادي وثلاثة اخرين معه بجروح خطيرة .
وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 نتيجة الاحتلال الامريكي للعراق ، تدارس اعضاء الجبهة العربية لتحرير الاحواز الوضع السياسي المتدهور في العراق ونتيجة وضع الجبهة العربية لتحرير الأحواز على قائمة الارهاب عندها اجتمع اعضاء قيادة الجبهة العربية لتحرير الاحواز في منزل سيد على سيد هادي الموسوي الامين العام للجبهة العربية لتحرير الاحواز وتقرر اندماج الجبهة العربية لتحرير الاحواز في جسم حركة التحرير الوطني الأحوازي وصدر بيان من قيادة الجبهة بتاريخ 8-2-2004 بهذا الخصوص وتم تشكيل قيادة مشتركة تضم القيادتين وكان محمد الزبيدي يحمل اسم حركي ( الحر الاحوازي الساعدي ) وكان يتقلد منصب مستشار ثاني علما ان محمد الزبيدي غير اسمه الحركي فيما بعد الى ابن المحمرة الزبيدي في تشكيل قيادة حركة التحرير الوطني الأحوازي لعام 2005 وتولى رئاسة مفوضية العشائر ومازال في الحركة في مهام قيادية وكان سيد علي سيد هادي الموسوي ويحمل اسم حركي ( صقر الهاشمي ) المستشار السياسي الاول اما سبب اختيارهم للاسماء الحركية وذلك للظروف الامنية التي كانوا يعيشون في ظل في العراق وكان اللواء فيصل عبد الكريم النعمة الطرفي والذي يحمل اسم حركي ( اللواء ابو يعرب الطرفي الطائي ) يشغل منصب رئيس مفوضية الدفاع ، وكان اللواء مهدي محمد الزبيدي ويحمل الاسم الحركي ( اللواء ابن الزبيدي ) وكان يشغل منصب مفوضية الامن ، والاخ نصار احمد الشيخ خزعل يشغل منصب رئيس مفوضية الخارجية .
وقد اصدرت حركة التحرير الوطني الاحوازي بيانا منها مؤرخا في 27-2-2004 تضم اسماء اول قيادة تجمع فيها قيادة الجبهة العربية لتحرير الاحواز في قيادة حركة التحرير الوطني الاحوازي .
واستمر الأخ محمد الزبيدي عضوا قياديا حتى رحيله الى ربه (وفاته) في القيادة المركزية لحركة التحرير الوطني الأحوازي .
مفوضية الأعلام لحركة التحرير الوطني الأحوازي
صدر في 31/8/2024
:. الذكرى السنوية الرابعة على رحيل المناضل الأحوازي الكبير محمد حسين الزبيدي | PDF