هيمنت الحرب الإسرائيلية على غزة على اهتمامات الصحف الأميركية والبريطانية، وقال بعضها إن الحل ليس عسكريا، لكن فك الحصار هو ما يجلب السلام، وانتقدت أخرى استهداف إسرائيل المدنيين في غزة بالقصف العشوائي، وأشارت إلى أن قصف الأطفال الفلسطينيين يعتبر أمرا مخزيا.
فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للنائب الأميركي كيث إيليسون قال فيه إن الحل ليس عسكريا في غزة، بل هو في رفع الحصار الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أغلب المجتمع الفلسطيني في غزة من النساء والأطفال، وأن إسرائيل تستهدف هذه الشريحة الكبرى بالرغم من أنها ليست من يطلق الصواريخ.
وأضاف النائب الأميركي أنه سبق أن زار غزة، واطلع على معاناة أهلها عن قرب، وقال إنهم يعيشون في حصار خانق، ودعا إسرائيل إلى وقف الحرب ورفع الحصار.
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب إيشان ثارور أشار فيه إلى أن إسرائيل لعبت دورا في نشوء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وانطلاقها في غزة عام 1988، بعد أن كانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إبان عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هي العدو الأول لإسرائيل.
قصف عشوائي
وأشار الكاتب إلى أن حماس تتبنى إستراتيجية وفكرا غارقين في روح المواجهة والمقاومة، وأنها تشكل تهديدا كبيرا على الأمن الإسرائيلي.
من جانبها، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية مقالا للكاتب دويل مكمناص تساءل فيه: هل الفوضى العالمية الجديدة تعتبر أمرا طبيعيا عاديا؟ مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة تعتبر أحد مظاهر هذه الفوضى.
وفي سياق الحرب على غزة، نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية مقالا للكاتب جونثان شانزر قال فيه إن إسرائيل تقصف أهدافا مدنية في غزة، وتستهدف المدنيين بشكل عشوائي في منطقة مكتظة بالسكان، وإن عدوها الحقيقي غير مرئي.
وأوضح الكاتب أن حماس لا تسمح للصحفيين بمرافقة مقاتليها، وأنها لا تبث تقارير فيديو على شبكة الإنترنت ليتسنى للآخرين معرفة مواقعها، وأن إسرائيل تقصف غزة على غير هدى دون معرفتها أي هدف عسكري.
من جانبها، أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى أن نتيجة الحرب على غزة تعتبر غير مؤكدة، موضحة أنه عندما يكون العداء مستحكما فإنه يُصار إلى استخدام أقصى طاقة من القوة.
وأوضحت أن إسرائيل تشن حربا اختيارية على غزة، وتسعى إلى “شيطنة” أعدائها، وتصر على إلحاق الهزيمة بهم، ولكنها تقترف في الوقت نفسه خطأ إستراتيجيا جسيما.
وأضافت أن سبب الأزمة الحالية يعود إلى تعرض ثلاثة مستوطنين للاختطاف، وأن إسرائيل زعمت أنها وجدتهم مقتولين، ولكنها لم تسمح لوسائل الإعلام بمعاينة الجثث، وسرعان ما اتهمت حماس وشنت حربها الثالثة على غزة.
عزل إسرائيل
من جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية رسالة تلقتها من الطبيب روهيني جاي هار الذي يعمل في مستشفى القديس لوقس-روزفلت بالولايات المتحدة، أشار فيها إلى أنه من غير المعقول أن تقوم إسرائيل باستهداف المستشفيات والمواقع الطبية في غزة حتى لو كانت حماس تستخدمها لأغراض عسكرية، وذلك لأن الأمر يزيد المشكلة سوءا.
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا للكاتبة يارا هواري دعت فيه المجتمع الدولي إلى مقاطعة إسرائيل وعزلها، وذلك من أجل محاولة إنقاذ أهالي غزة من الموت.
وأوضحت الكاتبة الفلسطينية أن المقاطعة هي الطريق الوحيد لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وخاصة في أعقاب فشل الدبلوماسية في هذا المسعى.
من جانبها، انتقدت صحيفة ذي ديلي تليغراف البريطانية القصف الإسرائيلي على أطفال غزة، وقالت إنه “لا شيء أكثر خزيا من استهداف أطفال نائمين”.
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة ذي غارديان البريطانية مقالا للكاتب باتريك كينغسلي انتقد فيه وقوف مصر إلى جانب إسرائيل، وقال إن صلابة موقف القاهرة من حماس وتشديدها الحصار على غزة كلف الفلسطينيين الكثير.
———–
المصدر : الجزيرة