من ذاكرة حسن الهلالي .. مناضل .. قائد .. ثائر
شبكة الأحواز – بقلم حسن الهلالي *
المقدمة
الحمدلله عاد الى الحياة وكانت يد الطبيب تلامسني حيث نبضات القلب ، الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الخميس المصادف 1981/10/15 ، و نهضت رغم جراحي الذي لم تندمل وعلى اكتافي هموم وطني وأمتي المثقلة بالجراح اكثر مني – لاني أؤمن بان “خلف كل ثورة عظيمة توجد جريمة” وتسامحت مع من كان خلفي وتصافحت مع من كان ينتظرني ، بداية الجسر لان أمي نذرتني روحاً وجسدا وان حبل الذاكرة متين لا ينقطع مادام القلب يفيض حباً للوطن٠
قصتي مليئة بالاشتياق الى وطني وهل يجوز حب الارض بلا شعب؟٠
“الوطن ، هو لي ارض ، شعب ، سماء و كلها في قفص كبير ( يسمى احتلال) حيث جاثم على الرقاب “فيا مرحبا بالطعنات التي تعيد الانسان مرة بعد مرة و من بعد كل عثرة.
و كيف لا يكون قلبي الجميل و المرهف بحب الارض و الانسان ان لا يتسامح و لشهداء صناديد وطني موقف مشهود و خالد في ساحات الحرب ، حيث العلا و وسجدت لهم ارض الكنانة وبلاد الشام وفلسطين ونهري الرافدين دجلة و الفرات .
الليل هو موتي و سريري و في صباح مبكرا أولد من جديد ، في الشتات بأمل ان لا ينقضي النهار حتى ابدأ رحلتي مجددا الى المجهول من حيث للزمن كلمة هادئة تعاتبني على ما حل بنا ظلما و جورا – في “مقبرة الدورق و معي من هو حي محمد و حسن.
ونوقف الدبابات الشقيقة من الزحف نحو كارون” لتغير مسيرها وتدخل من سهل مهران الى جبال زاجرس حيث حدود الاحواز و الى ماتشاء .
التاريخ لم يتكرر و لكن الاخطاء ربما تعود ، مات حسن وظل يلاحق من تسبب بموته.
محمد (شهيد)
و نحن الاحياء نبحث في الماضي لنكتب للاجيال “ان الوطن فوق الجميع” و نقطة نظام – حتى لا يموت حسن ويعدم في طهران محمد مجيد و الأرض فيها ثمر لأن كل فلاح في وطني يعرف انواع الشجر – ونعيد الذكريات بان مجاميع الثوار ثم جيش التحرير قاتلت العدو ببسالة واستشهد منهم او تأسر الأخر ، مثلت فيه اولاد الاعاجم لم يكن لها مثيل
ومن مات غدراً و اعدادهم كثيرة منهم بدر معتوق و حسين ماضي الشهيد٠
حذاري من جاهل لايعترف بالقلم ..
ثم اسأل الخال حافظ لماذا أتيت راكضً الى الوطن! بعد معاناة وغياب طويل ؟ هل أوسمة الجروح في معارك التحرير العربية ليس لها بريق عندما يأتي التكليف؟
و أطلب السماح من ابن جلدتي صدام الذي أنقذني بكلمة من الموت بعد الخصام٠
و رحلت هارباً بلهفة قومية نكهتها الانسان و صوت الادريس الحزين – من المحمرة مودعاً نخيل عبادان مروراً بأزقة العامري لاستريح في أرض السوس تعرفت على سيد علي بياع المازوت وكيف زوجة الشهيد حنوش أرادت تلقي بنفسها ومعها طفلها الرضيع في مياه شاوور٠
ياشباب الوطن رغم كل ماحدث وسيحدث وكما عاد الخال حافظ اننا سنعود ونغرز في أرضنا الورود لمن مات بلاكفن ولأجل من ضحى بحياته خلف القضبان ٠
حذاري ، حذاري ، من اليأس – نعم اليأس ، لكن – انا لم و لن أخذل نفسي و لن أيأس حيث عدو الجبناء و المهزومين .
و حذاري من جاهل لايعترف بالقلم ..
و للحديث بقية …
حسن ابووليدالهلالي 2019/7/16
(*) تعريف :
حسن الهلالي ابو وليد نائب رئيس حركة النضال العربي في عهد الشهيد القائد احمد مولى ، وتولى رئاسة حركة النضال بعد استشهاد القائد احمد مولى .