شبكة الأحواز / بي بي سي عربي :
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته التي طال انتظارها للسلام في الشرق الأوسط، متعهدا بأن تظل القدس عاصمة “غير مقسمة” لإسرائيل.
واقترح حل دولتين، وقال إنه لن يجبر أي إسرائيلي أو فلسطيني على ترك منزله.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض وإلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن خطته “قد تكون الفرصة الأخيرة” للفلسطينيين.
لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الخطة المقترحة قائلا: “رفضنا خطة ترامب منذ البداية ولن نقبل بدولة دون القدس”.
وأكد عباس أن خطة ترامب “لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ”.
وأعربت إسرائيل عن شكرها للولايات المتحدة بشأن مقترحاتها.
ووضعت الخطة، التي وصفها البعض بـ “صفقة القرن”، تحت إشراف جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب.
وتهدف الخطة لتسوية أحد أطول الصراعات في العالم.
وأعربت مصر عن تقديرها للجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية “من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية”.
وحثت مصر “الطرفين المعنيين على الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية”، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وتظاهر الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في وقت سابق يوم الثلاثاء، بينما نشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة.
ماذا قال الرئيس ترامب؟
قال ترامب للمسؤولين والمراسلين في البيت الأبيض: “تتخذ إسرائيل اليوم خطوة كبيرة نحو السلام”.
وأضاف: “يعاني الفلسطينيون من فقر وعنف، ويستغلهم أولئك الذين يسعون إلى استخدامهم كبيادق لتعزيز الإرهاب والتطرف. إنهم يستحقون حياة أفضل بكثير”.
وقال إنها المرة الأولى التي سمحت فيها إسرائيل “بطرح خارطة نظرية توضح التسويات الإقليمية التي ترغب في تقديمها من أجل قضية السلام”.
وأضاف ترامب: “قطعوا شوطا طويلا. وسنشكل لجنة مشتركة مع إسرائيل لترجمة الخارطة النظرية بشكل مفصل ومحكم، حتى يكون الاعتراف فوريا”.
وأشار ترامب إلى أن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل لن تُقسم بموجب الخطة.
ما خلفية الخطة المقترحة؟
أشاد نتنياهو، بعد إجراء محادثات مع ترامب في واشنطن يوم الاثنين، بالرئيس الأمريكي ووصفه بأنه “أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض”.
وقال: “صفقة القرن هي فرصة قرن، ولن نفوتها”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو سيتوجه إلى موسكو يوم الأربعاء لمناقشة المقترحات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانتز، الذي التقى ترامب يوم الاثنين، الخطة بأنها “لحظة تاريخية فاصلة”.
وكان الزعماء الفلسطينيون قد رفضوا الخطة مقدما، وقالوا إنها تسعى إلى فرض حكم إسرائيلي دائم على الضفة الغربية.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان يوم الأحد: “لن تجد الإدارة الأمريكية فلسطينيا واحدا يدعم هذا المشروع”.
وأضافت: “خطة ترامب هي مؤامرة القرن لتصفية القضية الفلسطينية”.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد دعا إلى عقد اجتماع طارئ مع القيادة الفلسطينية مساء الثلاثاء بشأن الخطة.
وقطع الفلسطينيون الاتصالات مع إدارة ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2017، بعد أن قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إلى المدينة من تل أبيب.
ومنذ ذلك الوقت، أوقفت الولايات المتحدة مساعدات للفلسطينيين ومساهمات منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد صرح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن الولايات المتحدة تخلت عن موقفها المستمر منذ أربعة عقود، وهو أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لا تتفق مع القانون الدولي.
وسوف تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا عاجلا يوم السبت المقبل.
ماذا كانت ردود الفعل؟
- ترامب يطرح خطته للسلام في الشرق الأوسط ويقول إنها ربما تكون فرصة الفلسطينيين الأخيرة للحصول على دولة
- ترامب: القدس الموحدة ستبقى عاصمة لإسرائيل.. ولن يُضطر أحد للخروج من دياره سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين
- ترامب: ستكون هناك دولة فلسطينية بشرط الرفض الصريح للإرهاب.. وسيكون هناك تجميد للبناء الإسرائيلي لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية
- ترامب: الخطة تشمل تقديم استثمارات تجارية كبيرة بخمسين مليار دولار في الدولة الفلسطينية الجديدة
- ترامب: أود أن أشكر سلطنة عمان والبحرين والإمارات على ما قاموا به من جهود ضخمة
- نتنياهو: ترامب أول زعيم يعترف بالسيادة الإسرائيلية في غور الأردن بما يمكنها من حماية نفسها وقضية اللاجئين يجب أن تحل خارج إسرائيل
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس: الصفقة “مؤامرة” لن تمر.. وحقوق الفلسطينيين ليست للبيع ولا المساومة.. والفلسطينيون لن يقبلوا دولة دون أن تكون القدس الشرقية عاصمتها
- عباس: أدعو الفلسطينيين لرص الصفوف وإسقاط مخطط تصفية المشروع الفلسطيني
- حماس ترفض خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط وتتعهد بإسقاطها
- المملكة الأردنية تقول إن السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط هو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 1967
- الخارجية المصرية: ندعو الطرفين المعنيين للدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام
- الخارجية السعودية: ندعم كافة الجهود لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ونقدر جهود إدارة الرئيس ترامب لتطوير خطة سلام بين الجانبين
- وزارة الخارجية التركية ترفض مقترحات ترامب وتصفها بخطة “ضم أراضٍ” تهدف لتقويض حل الدولتين وسرقة أراضي الفلسطينيين مقابل المال
- حزب الله اللبناني يقول إن خطة ترامب ترمي لإنهاء قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وسرقة حقوق الفلسطينيين في أراضيهم
- الأمم المتحدة: الأمين العام ملتزم بدعم عملية السلام بناء على القرارات الدولية ودولتين على حدود ما قبل 1967
- جرحى في صدامات بين متظاهرين رافضين لخطة ترامب والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
ما القضايا التي على المحك؟
من بين جميع النزاعات في الشرق الأوسط، كان الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الأكثر صعوبة. فعلى الرغم من أن الجانبين وقعا اتفاق سلام عام 1993، إلا أنهما ولأكثر من ربع قرن متباعدين أكثر من أي وقت مضى.
القدس: يتنافس كل من الإسرائيليين والفلسطينيين على المدينة. ففي حين تعتبر إسرائيل، التي احتلت الجزء الشرقي الذي كان يسيطر عليه الأردن عام 1967، القدس بأكملها عاصمة لها. يصر الفلسطينيون على أن تكون القدس الشرقية، موطن اكثر من حوالي 350 ألف فلسطيني، عاصمة لدولة مستقلة يأملون في الحصول عليها.
الدولة الفلسطينية: يريد الفلسطينيون دولة مستقلة خاصة بهم، تضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. وقد قبل رؤساء الوزراء الإسرائيليون علانية بفكرة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولكن ليست بالشكل الذي يريده الفلسطينيون. قال بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تعارض فكرة دولة فلسطينية تتمتع بحكم ذاتي لكن بشرط أن تكون منزوعة السلاح، بحيث لا تمثل تهديدا لإسرائيل.
الاعتراف بإسرائيل: تصر إسرائيل على أن أي اتفاق سلام يجب أن يشمل الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل “دولة قومية للشعب اليهودي”، معللين أنه بدون هذا الاعتراف سيستمر الفلسطينيون في الضغط على أحقيتهم في المطالبة الوطنية بالأرض، ما سيتسبب في استمرار النزاع. يقول الفلسطينيون إن ما تسمي إسرائيل به نفسها أمر يخصها، أما الاعتراف بها كدولة يهودية يعتبر تمييزا ضد السكان العرب من أصول فلسطينية من المسلمين والمسيحيين والدروز.
الحدود: لدى كلا الجانبين مواقف مختلفة اختلافا جوهريا عن الحدود التي من المفترض أن تكون حدود الدولة الفلسطينية المحتملة. ففي حين يصر الفلسطينيون على الحدود القائمة على اتفاقية خطوط وقف إطلاق النار التي فصلت بين إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة بين عامي 1949 و 1967، يقول الإسرائيليون إن هذه الخطوط لا يمكن الدفاع عنها عسكريا ولم يكن الهدف منها أن تكون دائمة. هذه الاتفاقية لم تذكر أين يجب أن تكون الحدود، باستثناء توضيح أن حدودها الشرقية يجب أن تكون على طول نهر الأردن.
المستوطنات: منذ عام 1967، شيدت إسرائيل حوالي 140 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، بالإضافة إلى 121 موقعا استيطانيا، مستوطنات بنيت دون إذن من الحكومة. لقد أصبحت هذه المستوطنات موطنا لحوالي 600 ألف يهودي إسرائيلي. تعتبر المستوطنات غير شرعية من قبل معظم المجتمع الدولي، رغم أن إسرائيل تعارض ذلك. يقول الفلسطينيون إنه يجب إزالة جميع المستوطنات حتى تكون الدولة الفلسطينية التي يطالبون بها قابلة للحياة. وقد تعهد نتنياهو بعدم إزالة أي مستوطنة ليس ذلك فحسب بل ستخضع جميع المستوطنات للسيادة الإسرائيلية.
اللاجئون: تقول الأمم المتحدة إن وكالاتها تدعم حوالي 5.5 مليون لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط (وتقول السلطة الفلسطينية أن العدد يصل إلى 6 ملايين)، بما في ذلك أحفاد الأشخاص الذين فروا أو طردوا من قبل القوات اليهودية التي أصبح تعرف فيما بعد بإسرائيل في حرب عام 1948 -1949. يصر الفلسطينيون على حقهم في العودة إلى ديارهم السابقة، لكن إسرائيل تقول إنهم لا يحق لهم ذلك، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة ستطغى عليها ديموغرافيا وستؤدي إلى نهايتها كدولة يهودية.
100 عام من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: محطات أساسية
نوفمبر/ تشرين الثاني 2019: قالت إدارة ترامب إنها لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة مخالفة للقانون الدولي، الأمر الذي وضع الولايات المتحدة في خلاف مع معظم المجتمع الدولي.
ديسمبر/ كانون الأول 2017: أعلن دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما دفع بالفلسطينيين إلى قطع العلاقات مع إدارة ترامب.
أبريل/ نيسان 2014: انهيار الجولة الأخيرة من محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية واتساع الهوة بين الجانبين.
سبتمبر/ أيلول 2000 – فبراير/ شباط 2005: انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
سبتمبر/ أيلول 1993: وقع الإسرائيليون الفلسطينيون اتفاق أوسلو للسلام، واتفقوا على إطار لاتفاق سلام نهائي. تلى ذلك 20 عاما من محادثات سلام تتعثر تارة وتتواصل تارة أخرى، مع استمرار العنف.
ديسمبر/ كانون الأول 1987 – سبتمبر/ أيلول 1993: انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي
يونيو/ حزيران 1967: اندلاع الحرب في الشرق الأوسط، إذ احتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وتلي ذلك سنوات من العداوة وسفك الدماء. مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصدر قرارا رقم 242 يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من “المناطق التي احتلتها في النزاع الأخير” ويعترف بحق “كل دولة في المنطقة في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها”.
مايو/ أيار 1948: إنتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان الدولة الإسرائيلية، والدول العربية تحرك جيوشها لحرب اسرائيل، وينتج عن الصراع 700 ألف لاجئ فلسطيني، وتطرد الدول العربية ويفر منها حوالي 800 ألف من اليهود العرب.
نوفمبر/ تشرين الثاني 1947: أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، يلقى القرار قبول القيادة اليهودية في فلسطين بينما يرفضه القادة العرب، ويؤدي ذلك إلى تصاعد العنف بين الجانبين.
يوليو/ تموز 1922: عصبة الأمم تعهد إلى بريطانيا كقوة إلزامية بتنفيذ بنود وعد بلفور.
ديسمبر/ كانون الأول 1917: القوات البريطانية تغزو فلسطين وتحتلها. ويعقب ذلك سنوات من ارتفاع وتيرة العنف بين اليهود والعرب
نوفمبر/ تشرين الثاني 1917: بريطانيا تحارب الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتصدر “وعد بلفور” الذي يمنح فلسطين “وطنا قوميا” لليهود بشرط عدم المساس بحقوق المجتمعات غير اليهودية هناك.
ما قبل عام 1917: تخضع منطقة الشرق الأوسط لحكم الإمبراطورية العثمانية بكافة مجتمعاتها اليهودية والعربية بما في ذلك المنطقة الجغرافية المشار إليها باسم فلسطين أو الأرض المقدسة أو (من قبل اليهود) أرض إسرائيل.