شبكة الأحواز (حوز) / المنظمة العربية لمواجهة العدوان الايراني
أمام كارثة بيروت، وهذا الحدث الجلل الذي شابه إلى حد كبير كارثتيّ “هيروشيما وتشرنوبل”, تصغر الكلمات وتعلو مشاعر الحزن والألم، لما حل بشعب لبنان الشقيق، الشعب البطل والمضياف الذي سطر أروع ملاحم الصمود والكفاح على مدار عقود، ضد أشكال مختلفة من الاستعمارات والاحتلالات.
إننا في المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني، إذ ننعى الى الأمة العربية والعالم شهداء كارثة إنفجار بيروت، نتقدم باسم كل أحرار الأمة العربية بأحر مشاعر المواساة وأصدق التعازي من الشعب العربي في لبنان، ومن عائلات الشهداء، راجين الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، متضرعين إليه بالشفاء التام والعاجل لجرحى الإنفجار الكارثي في بيروت، وأمل من الله بمعرفة وتحديد مصير المفقودين، وردهم لذويهم أحياء سالمين.
إن هذه الكارثة – كارثة لبنان، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ولا يمكن التعاطي معها كأي حدث أو حرب أو معركة، فهي تدمير شامل لعاصمة عربية عزيزة وغالية على كل حر في هذه الأمة، وعلى كل إنسان زارها أو سمع عنها في هذا العالم الكبير.
فبيروت هي الإسم الحركي للحضارة والجمال للكفاح والتضحية للصمود والمواجهة, بيروت كمال جنبلاط ومحسن ابراهيم ومعروف سعد وجورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني وسناء محيدلي وعلاء أبو فخر، وكل شهداء الكرامة والعروبة، الذين سطروا بدمائهم انتصارات بيروت للحق العربي وحرية الكلمة واستقلال القرار.
بيروت قلعة العروبة التي احتلها الصهاينة، واحتلها الفرنسيون، واحتلها الفرس، وصمدت وصبرت وقاومت، وسيطر على مقدراتها ومرافقها طبقة من الفاسدين التي ثار عليها الشعب اللبناني في تشرين الماضي عام 2019، ليصنع ثورة شعبية تطالب بالعدالة الاجتماعية والعيش بكرامة.
وتأتي كارثة بيروت اليوم، لتقرع ناقوس خطر بدماء اللبنانيين والسوريين والمصريين والفلسطينيين، شهداء الإنفجار، ناقوساً “يُسمع من به صمم”، ومن صم آذانه متعمدا، ولا هم له إلا مصالحه وأجندات أسياده ومشغليه.
فكارثة لبنان، التي بدأت مع اختطاف الدولة لصالح أجندات أحزاب وأجهزة إقليمية طائفية ومذهبية ومؤسسات فاسدة، بنت ثرواتها على أكتاف المواطن اللبناني البسيط والفقير، هذه المنظومة التي تطبق الخناق على لبنان، هي أسوأ من أي احتلال أجنبي, بل هي شكل من أشكال التبعية والسيطرة الأجنبية.
هذه الكارثة التي تضع كل مواطن عربي أمام مسؤوليته الوطنية والقومية والدينية والأخلاقية والإنسانية حيال لبنان، وحيال كل أرض عربية مستباحة, وانطلاقا من هذا فإننا في المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني نعلن ما يلي:
أولا: أي كان المسبب المباشر للانفجار، سواء كان عدو خارجي أو خلل تقني فإنه اعتداء آثم وجبان ومدان، ويجب محاسبة من وقف وراءه. ولكننا نحمل المسئولية الأساسية للجهات التي سمحت بتخزين مواد خطرة “نيترات الأمونيوم” في منطقة مدنية مأهولة من دون رقابة أو متابعة من الجهات صاحبة الاختصاص.
ثانيا: إن منطقة مرفأ بيروت تحت سيطرة الحزب الحاكم في لبنان، حزب إيران المسمى “حزب الله”، وعليه فإن المنظمة تحمل مسؤولية الإنفجار الكارثة لحزب الله ومن والاه وللحكومة اللبنانية، التي تغاضت وتواطئت مع سيطرة حزب الله على مقدرات الدولة، مما أدى إلى اختطاف الدولة ومؤسساتها من هذا الحزب الخادم للعدو الإيراني ومخططاته العدوانية ضد الأمة العربية ودولها.
ثالثا: إننا ندعو الشعب اللبناني البطل ومعه كل أحرار الوطن العربي والعالم، الى الثورة على هذه المكونات، وتحرير لبنان من حكم العصابات الطائفية ومافيات رأس المال والسلطة, فشعب لبنان شعب حر محب للحياة ثائر ومقدام شعب البطولات والملاحم ورواد الفكر والحضارة العربية على مدار حقب التاريخ.
رابعا: توجه المنظمة نداءها الى كل دول العالم والمنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية العربية والأممية، من أجل تقديم الدعم العاجل بكل أنواعه الى شعب لبنان العربي الشقيق وتدعيم صموده ليتجاوز هذه الكارثة.
خامسا: ندعو أحرار الأمة العربية للتكاثف والعمل لوقف اختطاف المنظمات الإرهابية لأوطاننا وفي مقدمتهم منظمة حزب الله، التي حظرها القانون الدولي واعتبرها منظمة إرهابية من جهة, كما تمادت هذه المنظمة واستُخدمت كذراع محتل لبعض الأقطار العربية، وأعملت الفساد والإجرام في سوريا واليمن والأحواز وفلسطين من جهة أخرى، واستخدمت لبنان قاعدة انطلاق لهذه الأدوار العدوانية ضد الأمة العربية.
سادسا: ندعو القوى الحية في لبنان والمؤسسات السيادية الى نزع سلاح حزب الله ومعه كل الميليشيات الطائفية والعصابات الخارجة عن القانون، وتحريم أي سلاح إلا سلاح الجيش العربي اللبناني وأجهزة الأمن اللبنانية، وبسط سيادة الدولة على كافة مناطق لبنان وتفكيك قواعد ومخازن الحزب وجيتوهاته في لبنان.
إننا إذ نتلاحم مع أهلنا في لبنان، نؤكد أن ألمنا وجرحنا واحد ومصيرنا واحد، نتمنى من العلي القدير أن يثبت شعب لبنان العظيم، الذي نثق بأنه سيتجاوز هذه الكارثة بإيمانه وإصراره وحبه للحياة, عاقدون عليه الآمال الكبيرة بأن يجدد ثورته الشعبية ضد كل المكونات الطائفية والفاسدة، والتي كان شعارها “كلن يعني كلن”، متمنين له التوفيق والإنتصار. ونحن معه في أي خيار يراه مناسبا. وسيبقى لبنان رغم الكارثة ورغم النكبة التي حلت به قلب العروبة وقبلة الأحرار، وسيصمد وسينتصر لأن شعبه شعب جبار عظيم يستحق الحياة.
المجد والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، والسلامة للمفقودين، والخزي والعار لكل الأيادي الآثمة التي تسببت بالكارثة.
المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني.