شبكة الأحواز – الأردن :
هل تعلم أن النشيد الملحمي
بچینه الشط ما بچانه
الذي تم إنجازه في حادثة سيل الاحواز دُرِسَ في المعهد الموسيقي معهد تراث النيل في العاصمة الاردنية.
و اليكم نص التقرير
بقلم علي الجمعة الطرفي مقيم الاردن:
تم دراسة النشيد الاحوازي بکینا الشط ما بکانا تحت إشراف الملحن الفلسطيني الدكتور عباس السمكري و الشاعر الغنايي جودة كرم من الاردن و مهندس الازياء يوسف عمر التميمى من العراق و عدد من الفنانين و بعض طلبة المعهد، لمدة جلستين كاملتين، و هذا المشروع كان دراسة لأحد طلبة هذا المعهد هو أحمد عبدالله ابو ريشة أحد اصدقائي، علمأ أن هذا الطالب قد زار الاحواز سنة ۲۰۱۰ م.
بعد هذه الدراسة الأكادمية للنشيد الاحوازي الانف ذکره أصدر الطالب ابوريشة هذا التقرير التالي بناءاً على منافشات تلك الجلستين قد أهداهُ ابوريشة لاخوته في العروبة الاحوازيين:
أولاً: شعرياً
كان الشعر لهذه التحفة الفنية يعد من الاشعار الوطنية الحماسية التي يتجلى من خلاله روح التحدي و الصمود و الكبرياء و الاعتزاز بالارض، و هذا النمط من الشعر بصلابة كلماته و قوة مفرداته يكاد أن يزرع الانتماء للارض و الوطن، وزناً و ايقاعاً يصنف هذه الشعر، بالاشعار الثورية التي تهز المشاعر و الاحاسيس للمتلقي، لاسيماء جيل البراعم و الشباب و أيضاً مزجه بتركيبة رائعة سنية متنوعة من اُلاناث و الذكور يعطي للمشاهد روح المشاركة و العطاء و يزيد لدى المتلقي العزم في التضحية و الايثار.
ثانياً : البعد الفني
هذه الفعاليات البدنية الفريدة من نوعها المتوازنة الجميلة للفرقة بأكملها، لا نكاد أن نسميها رقصاً فقط، كانما أعضاء هذه الفرقة تدربوا في أكبر معهاهد العالم تحت إشراف عمالقة الرقص، حيث أن الأعضاء بجلهم منساقون و ذائبون و منسجمون، روحاً و جسماً و احساساً مع الشعر و اللحن و الاوتار، ترى هذه الكوكبة من الفنانين كبار و صغار، يكلمون القلوب و العواطف قبل الابصار و الاذان، الأجمل و الأروع هي الابتسامة التي و لو لحيظة مافارقت افواه أعضاء الفرقة و هذا نادراً مانراه في مثل هذه الأعمال الفنية. هذا اذا دل على امرٍ فهو يدل على روح الاخلاص و الإيثار و التحدي لاعضاء هذه اللوحة النادرة الاحوازية.
ثالثا : جانب الازياء والملابس
المصمم لهذه الازياء العريقة الرائعة، هو مهنيٌّ بمعنى الكمة و حرفيٌّ ماهرٌ، يعلم كل العلم بذوق شعبه و يحس بجماليات ابناء جلدته و يشعر باحساس أهله و كان الديدن الهام لهذا المصمم الذي تكلم مع شعبه و العالم لاسيماء العالم العربي، بأجمل لغة هي لغة الازياء و جمالیاتها فهو يهدف إلى غاية هامة ألَا و هي اثبات هوية قومه و تأريخ جغرافيته.
رابعاً :
من أهم مميزات هذا العمل المييز هو حضور الاطفال بنات وأولاد بصغر سنهم، الأروع والاجمل انهم لاسيماء البنات المليحات، سحرن المشاهد وجذبنه بقسریة فنيّة بريئة طفولية لامثيل لها.
تحية طيبة لجميع أعضاء هذه الفرقة لاسيماء لمخرجها الفذ.
تتمة
لمحة من زيارة أبو ريشة للاحواز:
أن الشعب الذي صاحبتهُ ولاقيتهُ وشاهدتهُ وسمعتهُ وكلَّمتهُ أي الشعب العربي الاحوازي هو من نوادر المجتمعات، هولاء محرومون من جميع حقوقهم، منها الدراسة بلغة الاُم، لكن شاهدت المستحيل من هؤلاء القوم، اذ شاعرهم ينشد بالضاد وكاتبهم يجر قلمه بالعربية السلسة، فتشاهد فنانهم ومطربهم يغرد بلهجة جميلة تجمع الجاهلية والفصحة وغيرها، فتسمع من خلال كلامهم اكثر من الحروف المعهودة العربية، إذ تدغدغ اذانك الگاف البادية وتحيرك بجمالها الژاء الشامية وتجذبك الچاء العراقية، وكأنك لغوياً تتجول في العصور القديمة في بابل وعيلام والسومر والسباء وحضرموت و …
عندما زرتُ مراسيم عزائهم تطلعاً في بيوت أحد الاحوازيين الكرماء سمعت صوت امرأة شجين وهي تنعى الفقيد والله قد ذرفت عيناي الدموع، وأخذني حزن أليم. وعندما حضرت مراسيم زواج لقبيلة العساكرة في الفلاحية لقد شعرت بأني في احدى المدن الشمالية للملكة الهاشيمة يا لها من مراسيم، بموسيقيتها بشعرها، بالرقص الفلكلوري، بالطعام الشهئ، وكان الشاي والقهوة بتقاليدها العربية حاضرة في كل حاضرةٍ ومأدبةٍ ومراسيمٍ فرح كانت أو ترح.
أعلم أن هذا المقال لايسع ما شاهدتهُ في زيارتي للاحواز، إن شاءالله، عند تخرجي من المعهد ساكتب كتاباً في هذا الصدد.
إخوتي الاحوازيين الشرفاء الاستاذ السمكري يوصيكم بثلاث:
۱-اعتزوا و احتفظوا بعروبتكم فهي الحصن الحصين لحفظ هويتكم.
۲- تمسكوا بالإسلام فهو المنهج القويم لمواجهة المؤامرات الخبيثة.
۳ اتحدوا و حافظوا على احوازيتكم فإنها هي الحزام القوي لرص صفكم.
عسى الله أن يوفقني بزيارة الاحواز مرة اُخرى.