الشهيد عباس حنوش جعلوش

التاريخ الأحـواز السياسي

شهداء الأحواز

سجل الخالدين

شهداء عملية لندن

يا تاريخ اشهد

عـودة لصفحة التاريخ

شهداء الأحواز

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً

صدق الله العلى العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان سياسي حـول 21 عاما عـلى عـملية ابطالنا الاشاوس في اقتحام سـفارة العـدو الفارسي في لندن / بريطانيا
صادر عن حركة التحرير الوطني الأحوازي

يا جـماهـيرنا الاحـوازية في الأحـواز المحـتلة وفي المهجـر
يا ابناء امتنا العـربية الشرفاء
يا احـرار فارس واصحاب الضمائر الحرة
يا ابناء القوميات غـير الفارسية الواقعـة تحت نير الاحتلال الفارسي العـنصري
يا احـرار العالم

ونحن نستقـبل هذا اليوم ، يوم 30 ابريل / نيسان من كل عام ، انما نستـقبله يوما وطنيا في حياة الشعـب العـربي الاحـوازي ويوما قوميا في حياة امتنا العـربية المجيدة ويوما انسانيا في تاريخ الشعـوب والامم التي تناضل من اجل الاستقلال الوطني والتحرر من الاستعـمار والاحتلال وفق مشيئة وتطلعات واماني تلك الشعـوب الواقعة تحت نير الاستعـمار بكافة اشكاله ومظاهره ، وان المطالب الوطنية والقومية للشعـب الاحوازي تستند عـلى مبدأيين اساسيين في القانون الدولي وهما مبدأ حق تقرير المصير ومبدأ وقـوانين حـقوق الانسان وقضايا العـدالة والديمقراطية التي اقرتها منظمة الامم المتحـدة وقـبلها اعـضاءها و تتلخـص تلك المطالب الاحـوازية وفق القانون الدولي في الخلاص الوطني والتحـرير والاستقلال واقامة الدولة الاحـوازية العـربية وعـودة القطر الاحـوازي الى احضان الوطن العـربي ولا يتم ذلك الا بتصفية الاستعـمار والاحتلال الفارسي في الاحـواز وطرد الجيش الفارسي الذي يمثل صفة الغـزو والاغـتصاب ، لينهض الأحـواز بمسؤولياته ومهامه الوطنية والقومية تجاه شعـبه وامته العـربية وليشارك بألتزاماته الدولية تجاه العالم في صيانة الامن الدولي والمشاركة الفعالة في بناء صرح الامن والسلم العالميين بما يعـود للعالم بالخير والاستقـرار والتوازن في العلاقات الدولية واحترام حقوق الشعـوب والامم في حـقها في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي واحترام خياراتها بأعـتبارها خيارات سيادية .

وبمرور 21 عاما عـلى اقتحام مناضلي الأحـواز لمقر السفارة الايرانية في لندن ، كان الهدف الاساسي لهذ العـملية البطولية الجهادية ليس كما يدعي حكام فارس انها عـملية ارهابية ، بل هي رد فعـل طبيعي للظلم والاحتلال الفارسي الواقع عـلى الشعـب العـربي في الاحـواز المحتلة منذ عام 1925 أي منذ احتلال فارس لقطر الاحـواز ، ولتعـلم السلطة الفارسية في قـم وطهران ان الحـتمية التاريخـية والمصيرية في نهاية المطاف هـو النصر المبين والتحـرير الكامل للأحـواز وشعـبها بأذن الله عـزوجـل والخزي والعار لحكام فارس الظلمة امام الله والتاريخ .
حيث جاءت تلك العـملية لتكشف زيف ادعاءات فارس انها عـادلة وديمقراطية الاساليب في التعامل مع الشعـب العـربي الاحـوازي والقوميات الاخرى ، كما جاءت تلك العـملية التاريخية لتطالب بالمعـتـقـلين الاحـوازيين القابعـين في سجـون الاحتلال الفارسي والذين يتعـرضون الى ابشع انواع التعـذيب والارهاب ، والذين اعـدمتهم حكومة رجال الدين بعـد الانتهاء من عـملية احـتلال السفارة الايرانية في لندن حين خدعة المخابرات البريطانية المناضلين الاحوازيين بالمراوغات والادعاءات الكاذبة التي نسـقـتها مع جهاز المخابرات الايرانية في تلك الفترة ، ونتيجة للضمانات البريطانية وغـيرها التي اعـطيت الى مجـموعـة الشهيد محـيي الدين آل ناصر لانهاء العـملية سلميا من جانب المناضلين الستة الاحـوازيين ، خادعـتهم المخابرات البريطانية بأعـطاء اوامرها للكوماندوس بأقتحام السفارة الايرانية خـداعا لا مواجهة . واقدمت تلك فـرق الاقـتحام الكوماندوز بقـتل المناضلين الاحـوازيين ، في حين لم يكونوا الاحـوازيين قد ابدوا المقاومة ، ولكن هذه عادة بريطانيا في التعامل مع العـرب ، فـقـد قتلت الفلسطينيين في احدى عـملياتهم البطولية التي نفذوها في بريطانيا ، فأقسمت بريطانيا عـلى قتل كل منفذ عـملية مسلحة في اراضيها .
في هذه الذكرى21 لعـملية الشهيد محـيي الدين آل ناصر التاريخية ، نطالب المملكة المتحدة ( بريطانيا ) بالافراج عـن الاسير المناضل فوزي رفرف الفيصلي رهـين السجون البريطانية الذي يقضي ليومنا هـذا 21 عاما وهـو سجين لديها ، كما اننا نطالب بأسم الشعـب العـربي الأحـوازي بتسليمنا جثث شهدائنا الخـمسة التي قتلتهم بريطانيا مساء يوم الاثنين 5 / 5 / 1980 .

ايها الابطال الستة الاحـرار
يا مجـموعة الشهيد محـيي الدين آل ناصر
ايها الفدائيون السعـداء
يا توفيق
ويا جاسم
ويا شائع
ويا عـباس
ويا مكي
ويا فـوزي
بوركتم بما صنعـتم ولكم كل المجـد والفخار بما انجزتم ، فـقد صـفعـتم حكام فارس عـلى وجوههم ووهـبتم العـزة والكرامة لشعـبكم الاحـوازي الشريف ومنحتم القوة والشموخ والانطلاق لثورتكم الاحـوازية ، ولا زالت مدينة الضباب لندن تتذكر ايامكم الستة وشخـوصكم الستة وانتم تقتحمون سفارة حكام فارس الجـبناء اقـزام التاريخ وصلتم صولتكم العـربية بوجه فارس في عـقر دار حلفاء فارس في عام 1925 ، وبرهـنتم عـلى انسانيتكم وانتم تحتجـزون الرهائن وبرهـنتم للعالم عـلى انسانيتكم السامية وخـلقكم العـربي الرفـيع . وسـتبقى لندن كلما تتذكركم تطأطىء رأسها خجلا مما فعـله شرطتها الخائبون بتواطئهم مع حكام فارس السـفاحين في قتل الاحـرار وسفك دماء المطالبين بحـقوقهم العادلة ، وهكذا تضيف بريطانيا طعـنة جديدة في خاصرة الأحـواز بقتل احـرارها مجـموعـة الشهيد محـيي الدين آل ناصر .
فيا ابطال الاحـواز بوركتم وانكم والله سفراء الشهادة ، وانكم العـمالقة في التاريخ مخلدون فيه وان قاتليكم اقزام فيه ، ولكم من الله المجد والخلود وللمحتلين والخائبين الذل والعار .

عاشت الأحواز عـربية
المجد والخلود لشهداء مجموعة الشهيد محيي الدين آل ناصر
المجد والخلود لشهداء الأحواز والامة العـربية
الحرية الى المناضل الاسير السجين فوزي رفرف الفـيصلي .

وانه لجهاد وكفاح وثورة حتى النصر والتحرير
والله أكبر والمجد للامة والعـزة للعـروبة والاسلام

حركة التحـرير الـوطـني الأحـوازي

30 ابريل - نيسان 2001

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان سياسي
صادر عن حركة التحرير الوطني الأحوازي
بمناسبة مرور العشرين عاما على تنفيذ ابنائنا الابطال عملية احتلال السفارة الايرانية في لندن

ايها الشعب العربي الأحوازي
ايها الشعب العربي من المحيط الهادر الى الخليج العربي الثائر
ايها العرب في المهجر
يا اصحاب الاقلام العربية الحرة
ايها الشعب الفارسي
ايتها الشعوب غير الفارسية التي تقع تحت رحمة الفرس
ايها الشرفاء والاحرار في العالم

عندما قامت مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر بأقتحام السفارة الايرانية سفارة الأحتلال الفارسي العنصري الارهابي في لندن فأنها لم تقصد الاساءة الى الروح البشرية التي يقدسها ابنائنا الشهداء الستة الشرفاء ونحن من خلفهم ولا سيما اؤلئك الذين يعانون من الاضطهاد القومي المقيت مثل الشعب العربي الأحوازي ، ولم يكن هدف العملية الفدائية التي نفذها أبطالنا الاشاوس غير ان تسمع صوتها صوت الحرية والحق ، وان تلفت انظار العالم الى الممارسات المتجردة من الاخلاق والانسانية التي تواجه بها شعبنا العربي الأحوازي الأعزل ، ولقد تلخصت مطاليب هذه المجموعة البطلة فضلا عن ذلك في :

أطلاق سراح (91 ) سجينا سياسيا من رفاقهم المناضلين الذين يتعرضون الى التعذيب الجسدي والنفسي فضلا عن الممارسات الارهابية التي ترتكب بحق عوائلهم .

أعتراف فارس ( ايران ) بالحقوق المشروعة للشعب العربي في قطر الأحواز وايقاف عملية التصفية والابادة التي ترتكبها مجاميع الشقاة التي تسمى بالحرس الثوري .

تأمين طائرة خاصة لنقل المجموعة الفدائية والسجناء الى خارج المملكة المتحدة .

ولكن السلطات الايرانية كما اتضح أمام العالم كله وعلى لسان اكثر من مسؤول ايراني لم تأبه بهذه المطاليب ولم تعرها قيد أنملة من الاهتمام ، انما على العكس من ذلك راحت تهدد بقتل السجناء بدلا من أطلاق سراحهم مصرة على صلفها وعنادها وهذا وان دل على شيء فأنما يدل على :

ان الحكومة الايرانية هي التي استهانت بأرواح موظفي السفارة دون وازع من حسن انساني او خلق او ضمير ودون شعور بما يمليه واجب المواطنة ولا سيما مسؤولية الحكم .

ان النظام الايراني لم ينكر ان هناك اعدادا كبيرة من السجناء تغص بهم المعتقلات والسجون الايرانية لا بسبب الا لمطالبتهم بحقوقهم المشروعة في الحرية والمساواة التي ما ثارت الشعوب غير الفارسية والشعب الفارسي ضد نظام الشاه الا من اجل الحصول عليها بل ان النظام راح يهدد بقتل السجناء مستهينا بكل عرف وقانون ومن موقع المسؤولية الرسمية .

انه رغم الصبر الذي أبداه مناضلو العملية مرت ظروف قاسية ورغم استعدادهم الدائم للحوار فأن النظام الفارسي أصر على التضحية بموظفي السفارة أرضاء لنوازع الحقد واصرارا على الباطل والخطأ مؤكدا رغبته في استمرار الاحتفاظ بالسجناء ، والان وبعد ان نفذ ابطال العملية خطتهم بشرف وشجاعة نادرة فأننا نؤكد الحقائق التالية :

ان ابطال العملية كانوا يؤكدون دوما انهم لم يقصدوا حياة أحد الرهائن اذا لبيت مطاليبهم .

ان مجموعة العملية لم تكن تقصد المس بأي شكل من الاشكال بالمصالح البريطانية او بالشعب البريطاني او بأي فرد منافراد السلطات البريطانية .

وأنه رغم كثرة الانذارات والحرص على عدم اراقة الدماء كما اتضح من سير الاحداث التي أطلع عليها العالم أجمع فأن اعضاء المجموعة وضعوا في موضع الدفاع عن النفس مما أضطرهم لسلوك الطريق الذي لا طريق سواه بكامل الشعور بالمسؤولية .

جثث شهدائنا الاحوازيين التي قتلتهم بريطانيا
في مبنى السفارة الايرانية في لندن عام 1980

أننا من الوقت الذي نحمل مسؤولية الدماء التي اريقت على حكومة خميني ونشير الى الدلالات الواضحة لاستهانة هذا النظام بأرواح مواطنيه فأننا نحمل السلطات البريطانية مسؤولية المحافظة على حياة فوزي رفرف البطل.

المجد والخلود لشهداء العملية البطولية : الشهيد البطل توفيق والشهيد البطل جاسم والشهيد البطل شايع والشهيد البطل مكي والشهيد البطل عباس.
والحرية للمناضل البطل فوزي رفرف الفيصلي سجين بريطانيا الديمقراطية ولواء حقوق الانسان في العالم !!!!

المجد والخلود لشهداء الأحواز
المجد والخلود لشهداء امتنا العربية
عاشت الأحواز حرة عربية
وانه لجهاد حتى النصر
والله أكبر والمجد للأمة والعزة للعروبة والأسلام
حركة التحرير الوطني الأحوازي
30 ابريل / نيسان 2000

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون
صدق الله العلي العظيم

سفراء الشهادة

مع العملية الفدائية البطولية من ساعة الأنطلاق حتى ساعة الشهادة

ابنائنا أبطال العملية الفدائية التاريخية

اليوم الاول ( يوم الاربعاء 30/ 4/ 1980 ) :

في تمام الساعة الحادية عشرة ظهرا من يوم الاربعاء المصادف 30 ابريل / نيسان 1980 كان ستة من شباب الأحواز متلثمين بالكوفيات الحمراء يتازون الباب الخارجي لسفارة النظام العنصري الفارسي في لندن ويقيدون الشرطي البريطاني المرابط بباب السفارة ويحتجزون تسع عشرة رهينة ويعلنون للعالم ( نحن مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر جئنا من الأحواز .. نمهل الحكومة الايرانية مدة اربع وعشرين ساعة لتنفيذ مطاليبنا ) .

كانوا سته من ابطال الأحواز الشجعان هم :

توفيق ابراهيم ( قائد العملية )

جاسم علوان ( نائب قائد العملية )

شايع حامد ( فدائي )

مكي حنون ( فدائي )

عباس ميثم ( فدائي )

فوزي رفرف ( فدائي ) : أسير مسجون في سجون بريطانيا الديمقراطية !!!!

أما الرهائن فكان من بينهم :

القائم بالاعمال الايراني

الملحق الصحفي

الملحق الثقافي

تاجر ايراني

مجموعة من موظفي السفارة

مجموعة من البريطانيين

امرأة باكستانية تعمل في السفارة

وحين وجد أبطالنا ان هذه المرأة حامل بادروا وخلال الساعات الاولى لاحتلال السفارة الى اطلاق سراحها معبرين بذلك عن انسانيتهم وثوريتهم واخلاقهم السامية ، ثم أصدرت المجموعة الفدائية بيانا أعتذرت فيه للشعب والحكومة البريطانية على ما سببته من أزعاج لهم.
وخلال اليوم الاول كانت العلاقات تتوطد بين ثوارنا الابطال والرهائن .

اليوم الثاني ( يوم الخميس 1 / 5 / 1980 ) :

في الساعة الثانية عشرة واربعين دقيقة ، صرح ( توفيق ابراهيم - قائد العملية ) تليفونيا بلاغه التالي : ( سنمهل الحكومة الايرانية حتى الساعة الثانية من بعد ظهر هذا اليوم . ونحن لا نمدد فترة الانذار عن ضعف انما لدوافع أنسانية ، وبعد الساعة الثانية ، تتحمل الحكومة الايرانية كامل المسؤولية ، واذا اعترفت الحكومة الايرانية بانها تجري مفاوضات مع الحكومة البريطانية ، فسيكون من الممكن تمديد فترة الانذار ) .

وفي هذه الاثناء كان فريق نقل المعلومات من صحفيين ومصورين تلفزيونيين وسينمائيين ومراسلي الصحف والاذاعات العالمية بالاضافة الى عدد كبير من البريطانيين والايرانيين والعرب ومناطق مختلفة من العالم ينتشر حول السفارة بما يشبه الكرنفال ، مما دفع الشرطة البريطانية الى اصدار بيان حذرت فيه الصحافيين والاذاعيين من نشر أية تفصيلات تتعلق بأستعداداتها ( الشرطة ) حول السفارة لان ذلك سيقدم - حسب ادعائها - معلومات ثمينة للثوار .

ولكن في هذه اللحظات لم يكن باستطاعة الشرطة ان تتخذ القرارات الحاسمة وأنما كان ذلك منوطا بلجنة الحكومة السرية التي تعرف باسم ( كوبرا ) والتي تنعقد برئاسة وزير الداخلية وعضوية وزير الخارجية ووزير الدفاع وممثلين عن دوائر الامن كما يجتمع معها عشرون من كبار المستشارين المختصين ، أما المواجهة الظاهرية للأحتجاز ، فقد تركت للشرطة .

لقد أصبح واضحا منذ صباح اليوم الثاني ان هناك تألفا بين الرهائن والثوار ، فقد اجمع جميع الرهائن على ان مطالب ثوارنا مطالب حسنة يمكن التفاوض عليها ، وقد وافق كل الرهائن على وجهة نظر الثوار بأن امال العرب وتوقعاتهم في الثورة لم تتحقق ، بل جلبت لهم المزيد من البؤس والاضطهاد وقد اقترح الرهائن تخفيف مطالبهم ، لكن ثوارنا رفضوا قائلين ( ان ما طلبناه يمثل الحد الادني لحقوقنا القومية المشروعة ) .

وقد نشأ هذا التعاطف بين ثوارنا والرهائن بعد ان تأكد للرهائن ان عملية احتجازهم من قبل مناضلينا الأحوازيين لا علاقة لها بالرهائن الامريكيين المحتجزين في السفارة الامريكية في طهران فقد قال لهم جاسم علوان نائب قائد العملية بالحرف الواحد ( ليس هناك أية علاقة بين الحادثين ونحن نؤيد وندعم احتلال السفارة الامريكية في طهران ) .

وقد شكا ( توفيق ابراهيم - قائد العملية ) لكركوتي بان الشرطة تقدم المجموعة للعالم على أساس انها جماعة المجرمين وقال لكركوتي ( عندما تخرج ارجو ان تؤكد للعالم باننا لسنا مجرمين ، لقد اطلقنا سراح امرأة في اليوم الاول كما أطلقنا سراح رجل مريض في اليوم الثاني ) ويقول كركوتي ( وبهذا تحققت بانهم مثلي يحبون الحياة ) .

وقد رفع الرهائن بعد ظهر يوم الخميس التماسا لوزارة الخارجية الايرانية في طهران صرحوا فيه بأنه لا توجد فوارق حقيقية بين الرهائن والثوار واذا ما وافقت طهران على مطاليب الثوار العادلة فسينتهي الحصار بصورة سلمية وخلال ذلك كانت المجموعة تحاول استغلال كل دقيقة لاشغال العالم الخارجي بقضية بلادها فقد طلب توفيق ان يدعي سفراء الاردن والعراق والجزائر لتوفير طائرة تنقلهم خارج بريطانيا حالما تتحقق مطاليبهم . وقال انه يطالب من بريطانيا اذاعة بيان يشرح فيه المظالم والاهداف السياسية لشعب الأحواز .

وكانت المجموعة خلال يومي الاقتحام الماضيين تقوم بالاتصال على انفراد مع خارج السفارة بواسطة جهاز التلكس والتلفون علما بأن الشرطة كانت تحصي عليهم كل كلمة يقولونها ، ولكن مع حلول مساء يوم الخميس قطعت الشرطة الاتصال بواسطة هاتين الوسيلتين ، وقد اكتشفت المجموعة ذلك عندما حاول توفيق الاتصال بالسفراء العرب طالبا وساطتهم والمساهمة في توفير طائرة تنقلهم خارج بريطانيا ، ومن الان فصاعدا اصبح ثوارنا يعتمدون كليا على الشرطة في اتصالاتهم مع العالم الخارجي ، وكانت هذه العملية هي الخطوة الاولى في مخطط دنيء للشرطة البريطانية لمحاربة الثوار نفسيا .

اليوم الثالث ( يوم الجمعة 2 / 5 / 1980 ) :

وبحلول صباح الجمعة كانت المجموعة قد اتفقت على تنفيذ اول تهديد لها ، حيث آمر توفيق بنقل ( عزتي ) من الغرفة وترك للرهائن الانطباع الواضح بان الملحق الثقافي سيكون المرشح الاول لتنفيذ حكم الاعدام فيه ولكن ( كركوتي ) و ( لوك ) طلبا منه ان يكلم الشرطة ثانية .. وامتلأ ( عزتي ) هلعا ورعبا حين سحبه توفيق وقاده الى شباك في الطابق الارضي .. واعلن توفيق بان المجموعة ستقتل أحد الرهائن ، الا اذا سمح لها الاتصال بالوسطاء بالتلفون والتلكس مرة ثانية ولكن الشرطة أجابت بصوت مغرور ( مستحيل ) .

وارتمى ( عزتي ) كومة فوق الارض وهو يرتجف من الخوف والزبد يتطاير من فمه .. وعاد توفيق الى احدى النوافذ وطلب بصوت عال انه يريد التكلم مع موظف في هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي ) وقد وافقت الشرطة على طلبه ، وحتى هذه الاثناء فالمساحة الواقعة الى الغرب من ( اكسهبسن رود ) حيث ينعطف ( برنسس كيت ) أصبحت تشبه ساحة معرض وكان اكثر ما يلفت النظر ونشان ضخمان متحركان يرتفع كلاهما الى علو 100 قدم وتحتهما تختلط السيارات والعربات المقطورة باشكالها المختلفة ، كانت هناك ايضا أعمدة معدنية نصبت بسرعة لاقامة سرداق كبير خصص لرجال الصحافة والاعلام . والاشكال المحتشدة فوق الاعمدة والاشخاص الذين يئسوا من العثور على مكان مناسب لالتقاط الصور والصحفيين المتلهفين لتطورات الاخبار مهما كانت صغيرة لوضعها على الصفحات الاولى في صحفهم .

وكان مراسلو تلفزيون ( بي بي سي ) وجريدة ( الديلي اكسبرس ) وجريدة ( ديلي ميل ) وجريدة ( التايمز ) وجريدة ( الديلي ميرورو ) وشبكة ( ان بي سي ) ووكالة اخبار ( التلفزيون المستقبل ) ووكالة ( اي تي ان ) في منافسة شديدة فيما بينهم ساعين جهد الامكان للحصول على خبر مهما كان ضئيلا عن ثوارنا الابطال قبل بقية المراسلين واخيرا وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة احضر البوليس مدير تحرير اخبار تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية حيث تقدم من احدى نوافذ السفارة مصغيا الى توفيق ، وابلغه توفيق ان المجموعة تريد :

عربة تنقل المجموعة والرهائن وسفيرا عربيا الى مطار هيثرو .

يطلق سراح الرهائن من غير الايرانيين من مطار هيثرو .

ومن هناك طائرة تقل المسلحين ومن بقى من الرهائن والسفير العربي الى احدى دول الشرق الاوسط ولم يحدد الدولة حيث يطلق سراح الرهائن ويجرى التفاوض على كل ما تقدم بين الحكومة البريطانية وبين سفراء العراق والاردن والجزائر نيابة عن المجموعة . كما تريد المجموعة تسليم بيان يشرح فيه اهداف ومظالم الشعب العربي الأحوازي ويذاع في بريطانيا في اليوم نفسه .

وفي تمام الحادية عشرة والنصف مساء جاء في نشرة اخبار هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي ) خبر عن مطاليب المجموعة ولكن بصورة مشوهة اذ جاء في الخبر المذاع ان المجموعة تريد من السفراء العرب الثلاثة ان يتفاوضوا مع ايران لا مع الحكومة البريطانية كما هو مطلوب مما بعث الاستياء الشديد لدي المجموعة وامام هذه التطورات كان الرد الفوري للجنة ( كوبرا ) المجتمعة في غرفة تحت مكتب الوزراء غير مشجع على الاطلاق - اذ اجمعوا على عدم السماح للمجموعة بمغادرة البلاد مهما كانت الاسباب .

وقد اتخذ هذا القرار ، قبل ذلك بعشر سنوات في عام 1970 حين سمح ادورد هيث رئيس وزراء بريطانيا لـ ( ليلى خالد ) المناضلة الفلسطينية التي حاولت خطف طائرة بالعودة سالمة الى بلادها مقابل اطلاق سراح 160 رهينة كانوا محتجزين في الاردن .

وهذه هي العملية الثانية منذ عملية ليلى خالد عام 1970 التي يحتجز فيها مناضلون عددا من الرهائن لاغراض سياسية في بريطانيا .

اليوم الرابع ( يوم السبت 3 / 5 / 1980 ) :

أعلنت المجموعة الأحوازية المناضلة أن هناك بين الرهائن امرأة حامل سيطلق سراحها اذا ما اذيع البيان الذي ستقدمه المجموعة من اذاعة ( بي بي سي ) ولكن المجموعة اطلقت سراح المرأة قبل اذاعة البيان .

وفي تمام لساعة التاسعة سمع الجميع رئيس المخابرات في سكتلنديارد وهو يقرأ المطالب بدقة متناهية من خلال اذاعة بي بي سي .

نقسم بالله ونؤكد للشعب البريطاني والحكومة البريطانية بأنه لن يصيب الرهائن الانكليز والرهائن غير الايرانيين أي أذى اذا لم تقم الحكومة والشرطة الانكليزية بالاستخفاف بمطالب المجموعة واذا سارت الامور بأتجاه معاكس ، فلن يسلم أحد في البناية .

نطلب من سفراء الجزائر والاردن والعراق وممثل من الصليب الاحمر الدولي بان يباشروا المفاوضات بيننا وبين الحكومة البريطانية بهدف ضمان سلامة الرهائن وافراد المجموعة وانهاء العملية سلميا واذا لم يكن احد من السفراء المذكورين موجودا امكن استبداله بأي سفير عربي اخر .

لقد اتخذنا قرار القدوم الى بريطانيا وتنفيذ هذه العملية نظرا لما يلاقيه شعب الأحواز ، من ضغط واضطهاد على أيدي الحكومة الايرانية وحتى يصل صوتنا الى العالم الخارجي عن طريق بلادكم . مرة اخرى نعتذر لشعب وحكومة هذا البلد لما سببناه من ازعاج .

بعد لحظات من اذاعة البيان طلب كركوتي ومزوفي بدافع من مهنتهما الصحفية من توفيق أجراء مقابلة صحفية معه . وافق توفيق على الفور بعد ان كان يصدهما في المرات السابقة . كركوتي كتب الحديث أما مزوفي فسجله على شريط كاسيت وقد احترق الشريط عند اندلاع النيران في السفارة بعد ذلك . أما ملاحظات كركوتي فقد جاء فيها مايلي :

سؤال : من أنت ؟ وكيف وصلت الى هذه المرحلة من التدخل السياسي ؟
الجواب : اسمي عون او سليم او توفيق ، عمري 27 عاما ، ولدت لعائلة متوسطة مكنتني من الدراسة ومتابعة العلم في جامعة طهران واحمل شهادة في علم اللغات منها انخرطت في الكفاح السياسي خلال المرحلة الثانوية في الأحواز .. وفي الجامعة اشتركت في الكفاح السياسي للطلاب ضد الشاه المخلوع ، سجنت وعذبني عملاء السافاك ولا زالت أثار التعذيب بارزة في ظهري .. وانا لا زلت اعزبا .

سؤال : كيف تفسر العملية التي تنفذونها الان ؟
الجواب : أستطيع الاجابة بسرعة واقول بانها دفاع عن النفس . ولكن علي ان اوضح ماذا أعني بذلك . الدفاع عن النفس يعني اننا نواصل مقاومة تفريس الأحواز العربية الذي بدأ تنفيذه على يد الشاه عام 1925 وكان التفريس تحت حكم الشاه قاسيا وعنيفا جدا لدرجة ان 85 % من سكان الأحواز العرب اصبحوا اميين وبمعنى اوضح لا يعرفون اللغتين العربية والفارسية . كما صار العرب من الأحواز مصدرا للأيدي العاملة الرخيصة في ايران . ونسبة الموظفين العرب في الأحواز لا تتجاوز 5 % ونادرا ما ترى عربيا رئيسا لاحدى الدوائر . وبالاضافة الى ذلك فاعلى مرتبة قد يصلها العربي الأحوازي في الجيش الايراني لا تتعدى رتبة نقيب .

اليوم الخامس ( يوم الأحد 4 / 5 / 1980 ) :

صباح الاحد شعر الجميع بالفرح بعد سماع الاخبار التي بثت الشعور بالتفاؤل في نفس المجموعة . قالت الاخبار بان السفراء العرب أبدوا رغبتهم في المساعدة وان الصليب الاحمر على أتم الاستعداد للقيام بدوره .

وخلال ذلك كان ثوارنا يكتبون بعض الشعارات والمطاليب على جدران السفارة باللغة العربية والفارسية والانكليزية منها : ( عاش الشعب العربي في الأحواز ) و ( نريد تغييرات أساسية في الأحواز ) و ( الموت للأحتلال الفارسي ) و ( نريد التحرير، تحرير الارض والانسان في الأحواز والاستقلال الوطني من خلال اقامة دولة الأحواز العربية في الأحواز ) و ( يا عرب يا عالم كونوا معنا ومع عدالة ثورتنا العربية في الأحواز ) و ( يا عرب انصروا الثورة العربية في الأحواز ) و ( ان عمليتنا الفدائية هذه هي للفت انظار العالم لثورتنا وللظلم الفارسي على شعبنا العربي الأحوازي وفضح سياسات الاحتلال الفارسي في استعماره للأحواز ) ... وغيرها .

أما وزارة الخارجية البريطانية فقد أعلنت خبرا كاذبا مفاده ان السفراء العرب الذين اقترحتهم لا يرغبون في المساعدة ولكن سرعان ما تكشف ان السفير الكويتي والقائم بالاعمال الاردني قد وافقا على الفور في مناقشة الموضوع مع وزارة الخارجية البريطانية ولجنة الكوبرا وحدد اجتماع لهذا الغرض في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر نفس اليوم في وزارة الخارجية وفي تمام الساعة الثالثة والنصف حضر السفيران العربيان وبدأ الاجتماع وقد مثل الجانب البريطاني وزير الخارجية دوكلاس هيرو ومسؤول في لجنة الكوبرا والسفير البريطاني في ايران الذي دعى لمشاورته في مشكلة الرهائن والوكيل المساعد لشؤون الشرق الاوسط وقد تبين لسفراء العرب موقف بريطانيا المتصلب بشكل جلي حيث كان يتضمن :

اوضح هيرو موقف بريطانيا المتصلب وان المجموعة لن يطلق سراحها تحت اية ظروف ولن تخرج سالمة من بريطانيا .

الحكومة البريطانية قررت التضحية بجميع الرهائن عند الضرورة لكنها تريد من السفراء العرب كمحاولة اخيرة خدع المجموعة لاطلاق سراح الرهائن ( وهذه ثاني خدعة بريطانية بحق الأحواز ، الاولى عندما خدع البريطانيون الشيخ خزعل في يوم احتلال الأحواز عام 1925 ، والخديعة الثانية هي خدع المجموعة الأحوازية الفدائية في لندن 30 ابريل 1980 ) .

ومن الواضح ان السفراء العرب على اتم استعداد لبذل اي جهد ، حيث جرت بينهم اتصالات مكثفة لتدارس هذا الموضوع وكانت النتيجة هي ما عبر عنه القائم بالاعمال الاردني حيث قال :

يجب ان تكون الواسطة عربية تماما ونرغب في اضافة ثلاثة او اكثر من السفراء العرب ولا نريد ان نكون في الحالة التي اخترتمونا بها . واجاب وزير الخارجية البريطاني بأن هذه مشكلة ويمكن تسويتها .

يجب ان تتعهد الحكومة البريطانية بكل جلاء ووضوح بأن لا تستعمل القوة او تهديد باستعمالها او القيام بالمناورات العسكرية أثناء قيام الدبلوماسيين العرب بمهمتهم .
ولكن النقطة الثالثة التي اثارها القائم بالاعمال الاردني هي التي وصلت الى قلب الموضوع حيث قال :

اننا لن نذهب الى السفارة للأشتراك في حفلة اجتماعية ، المجموعة ستطلب منا بعض الطلبات وانا اعتقد بضرورة اعطاءنا صلاحية وعد المجموعة بخروج آمن من السفارة .
وهنا قاطعه وزير خارجية بريطانيا محتجا بقوله :
ولكن لن تذهبوا الى السفارة للقيام بمفاوضات ؟

فأجاب القائم بالاعمال الاردني باننا قد طلب منا ذلك . فالمجموعة تمثل شعبا عربيا مظلوما وقد اختارت هذه الطليعة للفت انظار الناس اليهم ، وهم الان مستعدون بعد ان أدوا مهمتهم ان يطلقوا سراح الرهائن بدون ايذاء ، اذا سمح لها بالخروج سالمين وهم يريدون من السفراء العرب ان يذهبوا معهم ضمانا لذلك .. فماذا يمكن ان يفعل الوسطاء اذا لم يكونوا أحرارا لتقديم هذا العرض ؟ واذا كنتم قد أتخذتم قرار على أعلى مستوى بعدم السماح للمجموعة بالخروج سالمة من السفارة فيمكن اعادة النظر على اعلى مستوى ايضا .

الكوماندوز البريطاني اثناء عملية الاقتحام

ولم يجب وزير خارجية بريطانيا على هذا التساؤل . وواصل القائم بالاعمال الاردني كلامه مطالبا بالشرط الرابع الذي يتعلق بتفاصيل خروج المجموعة بأمان من حيث الطائرة التي ستنقلهم وحق الطيران وتسهيلات الهبوط . وقد اعترض الجانب البريطاني على هذا الشرط ايضا . فقال القائم بالاعمال الاردني :
نحن لا نستطيع الموافقة على ان نكون مجر مراسلين . واذا تدخلنا فأننا سنحاول ان نصل الى نتيجة ناجحة وهذا يعني نهاية سالمة وأمنية للمشكلة مع ضمان حياة جميع الافراد فنحن لا نستطيع ان نذهب الى السفارة ونقول للمجموعة ( اننا سفراء الدول العربية ونطالبكم بالاستسلام ) يجب ان ينصب أهتمامنا على الناحية الانسانية وهذا يعني حماية ارواح الجميع ... هذا هو البند الأول ... ( وأما البند الثاني فأننا نرى انه ليس بأستطاعتنا التدخل الا اذا كان هناك أمل قوي بالنجاح ) أوصل هذا الاجتماع المشكلة الى جوهرها .. فالنجاح في مفهوم السفراء العرب معناه أطلاق سراح مجموعة الثوار الأحوازيين وهذا طبعا كان عكس ما تريده السلطات الانكليزية فالنجاح لديهم معناه قتل أعضاء المجموعة الأحوازية .

وفي ساعات ما بعد ظهر الأحد تحرك الصليب الدولي وأبدى استعداده للتدخل اذا وافقت جميع الاطراف وليس هنا من يشك في أن دوافع الصليب الاحمر انسانية ، ولكن عرض الصليب الاحمر للتدخل قوبل بالشك والرفض من قبل المسؤولين والبريطانيين .

ثم اجتمع وزير الخارجية البريطاني مع عدد آخر من السفراء العرب وحاول أقناعهم بوجهة نظر بريطانيا الا ان جميع السفراء أعتبروا أن قضية ثوارنا الأحوازيين هي قضية قومية ولكي يتعاونوا مع بريطانيا يجب ان تضمن بريطانيا حياة مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر .

الكوماندوز البريطاني يقتحم منافذ
السفارة

أما داخل السفارة فقد أصبحت حالة مصطفى كركوتي الصعبة سيئة ، اذ اصيب بالاسهال ونوبات من الحمى . وحوالي الساعة الثامنة مساء قاده ( توفيق قائد المجموعة الفدائية الأحوازية ) الى الطابق الاول لاطلاق سراحه حيث قال له : ( وجدنا انك لست على ما يرام في امس الحاجة الى رعاية طبية ) ثم طلب من كركوتي ان يبلغ الشرطة بضرورة الاتصال بالسفراء العرب والا فسيحدث أمر سيء . وظهر على ( توفيق ) تعب وارهاق شديد فقال لكركوتي باننا خططنا للعملية كي تستمر اربعا وعشرين ساعة او ثمان واربعين ساعة على الأكثر . وها هي تستمر على غير المتوقع اسبوعا كاملا تقريبا . ثم أخبر الشرطة بواسطة جهاز اللاسلكي بانهم سيطلقون سراح أحد الرهائن . وعندما فتح البطل ( شايع حامد السهر ) أحد اعضاء المجموعة الأحوازية باب السفارة عانق كركوتي توفيق وشايع وتمنى لهما النجاح في عمليتهما وخرج .

اليوم السادس ( يوم الاثنين 5 / 5 / 1980) يوم استشهاد ابطالنا الثوار:

أرسل قطب زاده وزير الخارجية الايرانية في صباح الاثنين برقية أثار فيها الرعب والخوف في قلوب الرهائن الايرانيين حيث جاء فيها مخاطبا الرهائن : ( أننا نشعر بكل ثقة انكم على اتم استعداد للموت شهداء في سبيل امتكم ) ، حيث تبين لجميع الرهائن ان الحكومة الايرانية تنوي التفريط بهم وليس في نيتها ان تبذل اي جهد في سبيل الافراج عنهم .

وفي تمام الساعة الحادية عشرة قال توفيق موجها كلامه الى لوك : ( انا ادرك ان الشرطة يدبرون امرا ) ثم فكر بأن الشرطة البريطانية في حاجة الى معرفة مكان الرهائن اذا ما أرادت مهاجمة السفارة والشرطة بكل تأكيد حصلت على هذه المعلومات من كركوتي الذي أطلق سراحه ولهذا قررت المجموعة نقل الرهائن الرجال في الحال من الطابق الثاني الى غرفة التلكس . أما النساء فبقين حيث كن في الغرفة المطلة على الحديقة الخلفية .

وخلال فترة الاقتحام الماضية كان ( عباس لواساني ) الملحق الصحفي في السفارة الفارسية هو الوحيد بين الرهائن الذي كان يعلن عدائه واشمئزازه وتطاوله على المجموعة . وفي هذه اللحظة كان المناضل فوزي رفرف يجلس قربه محاولا تهدئته ولكن لواساني نهض فجأة وشرع يطلق السباب والشتائم على العرب ويتهمهم بالهمجية والجهل والتهور ثم انهى شتائمه بقوله : ( لو كنت مكان أحمد مدني لما فعلت غير ما فعل .. بل ربما اكثر .. كم أكرهكم ايها العرب ) وفكر توفيق ( ربما يكون لواساني هذا هو الوحيد الذي يستحق حكم الأعدام بين الرهائن ) .

وقبل ذلك كانت الشرطة قد اخبرت المجموعة الأحوازية بانها اذا ما سمعت نشرة الاخبار القادمة فأنها ستتأكد بنفسها بأن الحكومة البريطانية مازالت تتشاور مع السفراء العرب .

ومرت نشرة الأخبار ولم تسمع المجموعة شيئا مفيدا فأتصل توفيق بالشرطة بواسطة اللاسلكي وقال لها انتهى عهد الكلام .. وأريد التكلم مع السفراء والافسأقتل أحد الرهائن بعد 45 دقيقة بعد الساعة الواحدة بقليل . أقتاد المناضل عباس ميثم لواساني الى غرفة في الطابق الارضي . وطلب توفيق من ( لوك ) ان يمسك التلفون ويشرح التفاصيل للشرطة .

ثم تناول المناضل توفيق التلفون مرة ثانية وقال : ( أذا لم توافقوا على طلبنا ، فلن يكون أمامي الا اطلاق النار عليه ) ، ولكن لم يسمع أي جواب . ثم سمع الجميع صوت اطلاق ثلاث عيارات نارية بعد ذلك تكلم توفيق مع الشرطة وقال : ( لقد قتلنا قبل قليل بأسم خمسمائة شهيد عربي في الأحواز أحد الرهائن ولا اريد التكلم معكم الا بعد مخاطبة السفراء العرب وانني ورفاقي الخمسة على أتم استعداد للأستشهاد ) ، لقد اصبح ابطالنا الاحوازيون يعانون من الاعياء بعد ستة ايام لم يذوقوا خلالها طعما للنوم او الاكل حيث عرفوا أن الشرطة البريطانية كانت تضع موادا مخدرة مع الوجبات التي كانت ترسلها للسفارة حيث اصيب معظم الرهائن بالاسهال والخدر وقد بقي الوضع على هذا الحال حتى الساعة العاشرة مساء ، حيث ازف موعد اعدام الرهينة الثانية ووعدت الشرطة من خلال التلفون المجموعة بتوفير طائرة تصل بعد دقيقتين وقبل ان يقول توفيق شيئا سمع صوت انفجار شديد في السفارة تبعه انفجار مماثل . وامتلأت السفارة بالغازات المسيلة للدموع وارتقى توفيق السلم الى الغرفة التي كان يجتمع فيها الرهائن . ثم دخل الغرفة جاسم علوان وشايع حامد وعباس ميثم ومكي حنون في حين بقي فوزي رفرف في الغرفة رقم 9 المطلة على الحديقة والتي كانت تشغلها النساء .

كان في يد كل عضو من اعضاء المجموعة الفدائية الأحوازية رشاش سريع الطلقات وقنبلة يدوية وقف المناضل توفيق وسط الغرفة وخاطب الرهائن : ( لقد هاجمت الشرطة البريطانية السفارة وليس بيننا وبين الموت سوى لحظات واستطيع الان ان القي القنبلة التي بيدي وتقتلون جميعا . ولكنني أرى ان لا ذنب لكم انتم في ذلك ، فقد لاحظت انكم تتعاطفون مع قضيتنا وتشعرون بمدى العنصرية التي يعاني منها شعبنا العربي في الأحواز . وأذا كانت الحكومة الايرانية قد فرطت بكم ولم تقم أي وزن لحياتكم وأرواحكم فأنني كعربي اشفق عليكم نريدكم اذا خرجتم من هنا ان تقولوا الحقيقة .. لاشىء غير الحقيقة ثم أعتقد اننا نجحنا في لفت انظار الرأي العام العالمي لقضيتنا .. ولا يهم ان نموت .. عاش الشعب العربي المناضل في الأحواز .. الخزي والعار للعنصريين الشاهنشاهيين الجدد .. ردد جاسم ومكي وشايع وعباس هذا الشعار بصوت عال .. ) ثم تعانق الجميع حين دخلت فرقة خاصة تابعة للقوات الجوية البريطانية الى الغرفة وفتحت سيلا من الاطلاقات على اجساد مناضلينا الابطال .. فسقطوا متعانقين .. ليضفوا اسطورة جديدة الى الاساطير الثورية العظيمة التي تسجل يوميا في الأحواز وفي تلك اللحظة بالذات في مكان اخر من العالم وفي بقعة محددة من الأحواز بالتحديد كان صراخ طفل ولد توا ينطق بعناد ليصم أذن أحد افراد جيش الأحتلال الفارسي .. انه الوليد الاول للشهيد مكي حنون يستنشق اول نسمة للهواء في الأحواز .. أما المناضل فوزي رفرف فقد اعتقل لاواخرج من السفارة مكبلا .. وهو الان في سجون بريطانيا يقضي حكما بالسجن مدى الحياة .

هذا شرح موجز لما جرى داخل السفارة الايرانية في لندن ومطاليب مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر ودوافع قيامهم بالعملية الجهادية وتأثيراتها الأعلامية .

ايها الابطال الستة
ايها الفدائيون السعداء
ياشباب مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر

ياتوفيق ويا جاسم ويا شايع ويا عباس ويا مكي ويافوزي ، بوركتم بما صنعتم ولكم المجد والفخار بما حققتم فقد سلبتم الراحة من الفرس العنصريين ، وقارعتم عمق طهران في لندن ووهبتم العزة والكرامة لشعبكم الأحوازي العربي ومنحتم القوة والشموخ والانطلاق لثورتكم ، ولازالت مدينة الضباب لندن تتذكر ايامكم الستة وشخوصكم الستة وانتم تقتحمون سفارة الجبناء الفرس وتحتجزون الرهائن وتعلنون انسانيتكم السامية وخلقكم العربي الرفيع . ولازالت مدينة الضباب لندن تتذكر فتطأطىء رأسها خجلا مما فعله شرطتها الخائبون بتواطئهم مع السفاحين الشاهات المعممة في قتل الأحرار وسفك دماء المطالبين بحقوقهم العادلة . فلكم ما صنعتموه من فخار وللجبناء والخائبين ما جنوه من ذل وعار .

العهد العهد العهد لكم ياقادتنا الشهداء الستة سنواصل نضالنا وجهادنا على طريقكم وعلى هديكم نحو التحرير والاستقلال ، وسنكون أمناء لمبادىء الثورة الأحوازية التي ضحيتم بكل ماتملكون من اجل تحرير الأحواز من براثن الأحتلال الفارسي . المجد والخلود لشهداء مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر والحرية لفوزي رفرف اسير سجون بريطانيا الديمقراطية وحقوق الانسان !!!!!

حركة التحرير الوطني الأحوازي

العملية البطولية على لسان شاهد عيان احوازي في عاصمة الضباب لندن

كانت عيونه مغرورقه بالدموع ولكنه كان يتعالى شموخا واعتزازا كلما استعرض موقفا جديدا من مواقف البطولة التى صنعها ابطال مجموعة الشهيد محى الدين ال ناصر فى لندن وبكل ذلك الشموخ والاعتزاز المطرز بقطرات الدموع تحدث المناضل الاحوازى فقال:-

تربطنى بالشهيد توفيق ابراهيم راشدى علا قه قويه تعود حلقاتها الى زمان الطفوله ولم تنفصل كل ايام الشباب وفى كل عهود العمل السياسى والنضال من اجل تحرير الاحواز ومنذ ما قبل ايام سقوط الشاه المقبور واستمرت حلقات ذلك الارتباط بعد سقوط الشاه وقيام حكم خمينى الدموى الظالم وعنداعادة تشكيل المجاميع الفدائيه وقيام المنظمات السياسيه فى الاقليم وكنت مع الرفيق ابراهيم نسير فى خط واحد ايام العمل السرى وسجنت بعد انكشاف اوكار عملنا فى مدينتى المحمرة وعبادان وضواحيها وبعد خروجى من السجن مباشرة كان بقائى فى الوطن مستحيلا فغادرت الاحواز الى لندن وبقى توفيق يتابع نضاله فى الداخل وانقطعت الاخبار فيما بيننا ولم يعرف الواحد منا شيئا عن الاخر .

مخطط لموقع السفارة الايرانية في لندن

وفى يوما من ايام لندن الصاخبه وكانت الساعه تقترب من الثانيه عشر ظهرا وكان الجوممطرا والهواء ثلجيا وكنت مدعوا لحضور مؤتمرالشبيبه الافريقيه فى لندن بأمل ان ينفسح لى المجال للتحدث باسم الاحواز, وانا فى طريقى الى المؤتمر شعرت بيدين تطوقنى وكان توفيق ... ومعه الشهيد مكى ومع لحظات السلام والاشواق وبين الاهات والعبرات قرأت الحماس والشجاعه فى اعين البطلين فأدركت لتوى بان الرفاق يخفون أمرا عظيما وافترقنا متفقين على الموقف وقتلت اثنين من المجموجه وجرحت اخرواسرت الباقى وفى بيان آخر رسمى اعلنت الحكومه البريطانيه ان القتلى من المجموعه خمسه وان السادس اسير ولم يكتف الشعب البريطانىبهذه الاعلانات الرسميه بل كان يصر على معرفة الحقيقه وهى ان المجموعة قررت انهاء العمليه وتسليم افرادها الى الشرطه البريطانيه ولكن الضغط الايرانى الوحشى اللاانسانى دفع حكومة بريطانيا رغم تطلعات شعبها الى ان ترتكب تلك الجريمه الشنعاء فى قتل السفراء الخمسه وانتهت العمليه .. واعلن الرأى العام البريطانى غضبه على الحكومه الايرانيه للطريقه الشنعاء التى عالجت بها تلك الظروف حتى ان بعض البريطانيين ادلى بأحاديث داخل المحكمه اعلن فيها بأن عمل الشرطه البريطانيه كان عملا لا ينسجم مع الخلق البريطانى العام خصوصا اذا جعلناه بازاء الانسانيه الفائقه التى تحلى بها افراد المجموعه .

ومرت الايام وبقيت جثث الشهداء رهن الحبس فى ثلاجات لندن وبقى البطل فوزى رهن التحقيقات المشددة فى سجونها . اما الاوساط البريطانيه الشعبيه والصحفيه فقد بقيت تتناول العمليه من مختلف الجوانب وتلقى اللوم على شرطة لندن حيث صدر مالا يقل عن اربع مطبوعات باللغه الانجليزيه بهذا الشان وقد اجمعت كل الاحاديث على شجاعة الاحوازيين وانسانيتهم وايمانهم بعدالة القضيه وان تلك العمليه كانت الفريده فى نوعها بين مختلف العمليات الفدائيه وانها كانت الاولى فى تاريخ بريطانيا الحديث .

وفى ختام اللقاء مسح الرفيق الاحوازى المتحدث دموع عينيه ورفع رأسه قائلا رغم الاسى لفقد الشباب فان مجموعة الشهيد محيى الدين ال ناصر ستبقى الدليل الذىيضعناعلىالطريق الصحيح من نضالنا ضد الاحتلال .

بيان
بمناسبة الذكرى العشرين على عملية احتلال السفارة الايرانية في لندن عاصمة بريطانيا ، التي نفذتها مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر البطلة

ايها الشعب العربي الأحوازي في كل بقاع العالم
يا ابناء امتنا العربية المجيدة
ايها الشعب الفارسي
ايتها الشعوب غير الفارسية الرازحة تحت نير الأحتلال الفارسي العنصري
يا احرار العالم وشرفاءه
ايتها الصحافة العربية والعالمية في الوطن والعالم

ان عملية مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر الفدائية البطلة ، كانت تستهدف فضح سياسات العدو الفارسي والمطالبة بالأفراج عن السجناء الأحوازيين الرازحين في سجون الأحتلال منذ سنين طويلة ، جاءت عملية ثوارنا الابطال في لندن لتعرية النظام الفارسي في ظل الشاهات المعممة والمتسترة برداء الأسلام ، والاسلام منها براء الى يوم الدين .
اننا اذ نقف اليوم وبعد مرور عشرين عاما على العملية الجهادية نقف موقف الاكبار والفخر والاعتزاز امام ابطالنا الشهداء الستة وهم يقتحمون سفارة العنصريين الفرس ويزلزلون عاصمتهم طهران من مدينة الضباب لندن ، اننا نزف تهانينا الثورية الوطنية لشعبنا العربي الأحوازي ولامتنا بأنتصار ابنائنا الابطال فيما حققوه من اهداف سامية لعمليتهم الجريئة لنشعر بالشموخ ونحن نرى نضال شعبنا العربي في الأحواز قد اصبح من القوة والوضوح بحيث تجاوز كل حدود الزمان والمكان الى حيث يصعب بل يستحيل على عدونا وعلى اية قوة مهما كانت واين كانت في هذا العالم ان تحد من عنفوان نضالنا وكفاحنا الملتهب بالثورية والعطاء الوطني والقومي ، وان البطولة التي حققها نخبة من مناضلينا في قلب لندن لهي الدليل القاطع على اصرار الشعب الأحوازي العربي في مواصلة مسيرته الكفاحية حتى تحرير الأحواز من براثن الأحتلال الفارسي واقامة دولته العربية على كامل التراب الوطني الأحوازي المستقل ، وان شعبنا مصرا في الاستمرار في تلك الديمومة الوطنية والقومية ، واننا لسائرون على خطى شهدائنا الابرار بأعتبارهم هم قادتنا نحو تحقيق ذلك النصر الأحوازي ، ونعاهد شهدائنا بأن نكون اوفياء لنضالهم وجهادهم وكفاحهم الذي استشهدوا من اجله وحراس أمناء على مبادىء الثورة الأحوازية التي تهدف لمبدأين اساسين هما:

تحرير الأحواز ،الارض والانسان .

اقامة دولة الأحواز العربية ذات السيادة المستقلة .

عهدا .. عهدا .. عهدا.. وللأبد عهدا يا توفيق ويا جاسم ويا شايع ويا مكي ويا عباس و يا فوزي افياءا لدمائكم الزكية التي سالت من اجل احوازنا .

شبكة الأحواز للأنترنت
المركز العربي الأحوازي للأعلام

ابطال العملية التأريخية في سطور

الشهيد توفيق ابراهيم الراشدي
قائد المجموعة

ولد سنة 1954 م في قرية المنيوحي على شط العرب من توابع عبادان في عائلة معروفة في المنطقة بعروبتها كان والده واسع الثراء وله ستة اشقاء أعدم العنصريون الفرس واحدا منهم هو الشهيد ناجي الذي ترأس مجموعة للنضال تحت راية القومية العربية.

استطاع ان يجتاز مراحله الدراسية العالية فحصل على شهادة ليسانس في اللغة الانكليزية سنة 1978 من جامعة طهران .

كانت فترة الدراسة هي الاساس الاول لوعيه السياسي القومي وبدء تفكيره في النضال ضد حكم الشاه العميل مما ادى الى تعرضه للسجن والتعذيب في ذلك العهد ولكنه بقي صامدا سائرا في طريقه .

وبعد مجيء خميني للحكم كان من ابرز مؤسسي المنظمة السياسية للشعب الأحوازي في المخمرة وخصوصا في عملية التثقيف والتنظيم وتنظيم المسيرات .

وبعد الهجوم الغادر على مقر المنظمة والقاء القبض على شقيقه الشهيد ناجي نقل نشاطه السياسي الى خارج الأحواز وأستمر في توجيه النضال والمساهمة في العمليات العسكرية وقيادة المجموعات داخل الأحواز .

كان ابرز مؤسسي تنظيم الطلبة الأحوازيين حيث انتخب نائبا للرئيس فيها ومسؤولا للعلاقات الخارجية فيه .

واخيرا أنتخبته مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر قائدا لعمليتها البطولية في احتلال السفارة الايرانية في لندن حيث استشهد مع رفاقه داخل السفارة مسطرا اروع قصص البطولات الثورية .

كان الشهيد يردد دائما : ( لسنا ضد نظام خميني فحسب ولكننا ضد أي نظام لا يعترف بحقوقنا القومية الشرعية ) وكان يردد ايضا : ( الفدائي قائد .. ويجب على كل قائد ان يكون فدائيا ) .

نعاهده على مواصلة طريقه

وصية الشهيد توفيق ابراهيم

مقتطفات من رسائل للشهيد وصلت الى بعض رفاقه وهو في طريق العملية

رفاقي أبناء وطني انا الان في طريقي لتنفيذ عملية كانت من أكبر أمنياتي منذ زمان فأذا حالفنا الحظ وغرد طير السعادة على رؤوسنا واستشهدنا في هذه العملية فأن رجائي الوحيد هو ان تحاولوا نقل جثماني الى ارض الأحواز وفي مقبرة مدينة عبادان بالذات لادفن الى جانب أخي الشهيد ناجي كما اني واثق بانكم جميعا ستواصلون السير في هذا الطريق مع باقي الرفاق الاعزاء واني ارجو ان لا تخلو منكم ارض المحمرة التي رسمت فيها دماء الشهداء فلا تدعوها تفقد لونها الاحمر يوما من الايام وفي الختام أملي بكم قوي في ان تداروا أمي العجوز لكونها مريضة وأن ترعوا أخي الصغير عبد الحسين حتى يكمل دراسته .

رفيقكم الشهيد توفيق ابراهيم
30/ 4/ 1980

الشهيد جاسم علوان الناصري
في سطور

ولد الشهيد جاسم علوان الناصري عام 1956 في قرية دور خوين التابعة لمدينة الأحواز في عائلة فلاحية فقيرة .

أكمل دراسته الابتدائية في دور خوين أما دراسته المتوسطة والاعدادية فقد أتمها في مدينة الأحواز .

كان يعمل مدرسا لاحد مراكز محو الامية في الأحواز .

انتمى الى صفوف الحركة الجماهيرية العربية في الأحواز عام 1978 وكان لجهوده المتواصلة الاثر الكبير في شد تنظيم الحركة ورص صفوفها بوجه الشاه المخلوع ومن ثم نظام خميني العنصري من خلال تنظيمه المسيرات القتالية في مدينة الأحواز .

ساهم في قيادة العديد من العمليات البطولية ضد افراد ومنشآت النظامين العنصريين الشاهنشاهي والخميني .

من مؤسسي المركز الثقافي العربي في مدينة الأحواز حيث كان لهذا المركز الفضل الاكبر في تجمع الشباب العربي هناك ورص صفوفهم وتكريس وعيهم القومي .

انتخب عضوا في الهيئة الادارية في تنظيم الطلبة الأحوازيين منذ تأسيس هذا التنظيم .

كان من اشجع المهاجمين لسفارة النظام الفارسي في لندن حيث أستشهد برصاص الغدر البريطاني هناك فضرب بذلك المثال الاسمى لمعاني الصمود والايمان والتضحية ، من أقواله التي يرددها دائما الشهيد : ( ان ليل الحاضر يجب ان لا يحول أنتظارنا عن فجر المستقبل ) .

نعاهده على مواصلة طريقه .

وصية الشهيد جاسم
كلمات اطلقها وهو يودع رفاقه

أذا استشهدت في هذا الواجب فأني اعتبر نفسي سعيدا لاني أستطعت ان احقق اكبر أمنية في حياتي وسوف أموت وانا واثق بأن الأحواز سوف تتحرر في يوم من الايام .

الشهيد شايع حامد السهر
في سطور

ولد سنة 1959 في قرية الغجرية قرب مدينة الأحواز وكان والده الشيخ حامد صالح السهر من رؤساء عشائر الزويدات والمعروف بكرمة ونضاله من اجل تحرير الأحواز .

كان والده من أبرز قادة الكفاح المسلح للشعب العربي في الأحواز في المحمرة وقد ناضل نضال الابطال داخل الأحواز بعد الهجوم الغادر على المحمرة وبقي يناضل حتى بعد ان صدر عليه حكم الاعدام .

نفذ العنصريون حكم الاعدام بوالد الشهيد وبشقيقه علي وبأبن عمه ونسيبه كما سجنوا الكثير من افراد عائلته نساء ورجالا .

على أثر ذلك انتقل مع شقيقه مع صدام وفالح الى خارج الأحواز مواصلين نضالهم ضد العنصرين الفرس .

كانت حالته المادية فوق المتوسط ولكن دراسته لم تتعد الثالث المتوسط نتيجة لملاحقته ومحاربته من قبل عناصر السافاك .

كان من اشجع المهاجمين اثناء احتلال السفارة الفارسية في لندن وكانت الشهادة اخر امنياته وقد تحققت .

نعاهده على مواصلة طريقه .

وصية الشهيد شايع
مقاطع من رسائل وصلت منه الى بعض رفاقه في الأحواز

اخواني واشقائي اوصيكم اولا بمواصلة الطريق والاستمرار في المسيرة التي تكافحون من اجلها وليست وصيتي هذه لكم وحدكم وانما اوصي كل شباب الأحواز بأن يناضل من اجل كرامته وحريته وعروبته ، أني اوصيكم يا اخواني باطفال كل الشهداء وان تكونوا يدا واحدة مع كل المناضلين وان لا تنسوا ان والدنا قد أستشهد دفاعا عن عروبة الأحواز وأخونا وابناء عمومتنا والكثير من ابناء وطننا قد سفكت دماؤهم في هذا الطريق ، سوف أموت وانا أذكر بيتنا المهجور المغتصب في الأحواز في مدينة الأحواز في شارع دانش برقم 24 .

اخوكم السائر في طريق الشهادة
شايع حامد السهر
30 / 4 / 1980

الشهيد مكي حنون
في سطور

ولد سنة 1959 في جزيرة الصلبوخ التابعة لمدينة المحمرة ، والده الحاج حنون هاتف من الرجال المعروفين بتحمسهم لقضية الأحواز .

وعلى الرغم من ان حالتهم المادية كانت جيدة فأن السلطات العنصرية لم توفر له اكثر من الحصول على شهادة السادس الابتدائي .

انتظم - شأنه شأن والده وأشقائه الكبار واعمامه - في صفوف الثورة الأحوازية في المحمرة .

غادر الأحواز مع والده وأغلب أفراد العائلة بعد الهجوم العنصري على المحمرة والحكم على والده بالاعدام .

حديث الزواج من ابنة عمه وعندما تطوع للمهمة البطولية كانت زوجته تنتظر وليدها الاول وقد اوصى والده بأن يحسن تربية ولده وا يزرع في وجدانة قضية الأحواز وان لا ينسي أن أباه أستشهد من أجلها .

ساهم في عدة عمليات بطولية ضد منشآت وأفراد حرس خميني .

وفي عملية السفارة شمخ كالطود واستشهد كما يستشهد الابطال اخر جملة قالها : ( الان فقط استطيع ان اموت مطمئنا لان زوجتي بانتظار وليدها ) .

نعاهده على مواصلة طريقه .

وصية الشهيد مكي
وصية موجزة التقطناها من بعض رسائل أرسلها الى اهله ورفاقه في الأحواز

أرجو من اخوتي ان يواصلون طريق النضال وان لا يكون أستشهادي سببا في اشغال ذهنهم عن القضية التي استشهدت من أجلها واذا رزقني الله الشهادة فعلا فرجائي من اخوتي ارسال زوجتي الى أهلها وارجو ان لا يؤثر استشهادي على والدي ووالدتي وان يكون استشهادي دافعا لهم على الاستمرار في التضحيات والنضال واخر رجائي اذا رزقني الله الطفل الوحيد فسموه الأحواز حتى لا ينسى قضية وطنه ويتذكر دائما ان والده استشهد من اجلها فيكون واحدا من جنودها ينتقم من اعدائها الذين قتلوا والده .

رفيقكم السائر في طريق الشهادة
مكي حاج حنون
30/ 4/ 1980

الشهيد عباس ميثم
في سطور

ولد سنة 1955 في منطقة الحويزة من ابوين فقيرين وله شقيقان اصغر منه سنا .

لم تسمح له اوضاع التحكم البهلوي بأن يتجاوز الصف الخامس الابتدائي في دراسته .

امن منذ نعومة اظفاره بشرعية قضية الأحواز .

انتضم مع الثورة الأحوازية في المحمرة .

انتقل مع عدد من المناضلين خارج الأحواز بعد الهجوم الغادر على المحمرة حيث واصل نضاله من هناك .

شارك في عدة عمليات فدائية ضد منشآت وافراد النظام الفارسي المحتل في الأحواز منها عملية تفجير المايكروويف في الأحواز .

واخيرا توج تاريخ نضاله الذهبي في التضحية الكبرى في لندن .

نعاهده على مواصلة طريقه .

وصية الشهيد عباس ميثم
كلمات مقتطفة من عدة رسائل ارسلها الشهيد الى وطنه الأحواز

ليكون الله عونا لكم في حزنكم علي يا أبي ويا أمي في جزيرة الصلبوخ - قرية الجومة - في الأحواز وأني في اخر ساعات حياتي اشكر كل من دلني على طريق النضال وعلمني سبل الشهادة وكل اعتذاري لرفاقي في التنظيم عما قد يكون بدر مني من تقصير او قصور في حقهم ، كما ارجو من رفاقي في عمليتنا البطولية التي نحن بصدد تنفيذها ان يغفروا لي كل خطأ وان يسامحوني على كل تصرف ربما يكون سيئا في نظرهم لانها التجربة الاولى أمارسها كواجب مقدس لتحرير الأحواز وفي سبيل كرامة الامة العربية وان اخر وصيتي للشباب العربي في الأحواز وفي كل الاقطار العربية بأن يعلموا بأننا سائرون في طريق التضحية واننا نضحي بأنفسنا دفاعا عن الحق واننا مقتنعون بقدسية هذه التضحية ونعلم ان الله معنا طالما نحن على حق ولا نطلب منكم ايها الرفاق داخل الأحواز الا ان تتذكروا دائما اخوانكم الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الأحواز ومن اجل الامة العربية وللقضاء على اثار اضطهاد الشاه وظلم نظام خميني لشعبنا واعلموا ان الذي يستشهد في سبيل أمته لن ينساه شعبه بل يعيش دائما في قلوب هذا الشعب ويبقى خالدا الى الابد واني أشعر بالحياة بعد الشهادة معكم في كل لحظة وفي كل ساحة وموقف ولن نفارقكم في زنزانات التعذيب ولن ننسى اخواننا الذين اعدموا من قبلنا والذين لا يزالون في السجون ولن ننسى اطفالهم وعوائلهم الذين شردهم الظلم الفارسي ونأمل ان يكون رفاقنا المناضلون قدوة لكل الشباب العربي الذي يضحي من اجل كرامته وحرية بلاده لان الامة اذا فقدت كرامتها فقدت هويتها واستقرارها وفقدت احترام العالم لها ومهما كانت الظروف فلن يضيع دم عربي ولا بد من اخذ الثأر ولو بقيت اخر قطرة من دمائنا وكما تضحون للأحواز فأني ارجو ان لا تنسوا قضية فلسطين وما عانى شعبها من حرمان وتعذيب سنين طويلة وكم قدم التضحيات لكسب حريته وتقرير مصيره على تراب وطنه المحتل فان ارض فلسطين كأرض الأحواز هي ارض العروبة وقضيتها قضية العرب جميعا فليكن نضال الفلسطنيين رمزا لنضالكم في سبيل تحرير ارضنا العربة .. وثورة حتى التحرير .

رفيقكم السائر في طريق الشهادة
عباس ميثم معتوق
30/ 4/ 1980

المناضل فوزي رفرف الفيصلي
في سطور

ولد سنة 1957 في منطقة الرويس التابعة لمدينة المحمرة وكان والده رفرف عمار من ابرز شباب عائلة الفيصلي التي تحتل مكانة مرموقة بين العشائر في الأحواز .

وبرغم العلاقات القوية التي كانت تربط بعض اعمامه برجال الحكم وبرغم اقتدارهم المادي المتفوق فانه لم يستطع لاكثر من الحصول على شهادة الثالث المتوسط دراسيا .

انتمى مع اغلب افراد عشيرته الى صفوف ثورة الشعب الأحوازي منذ تأسيسها وناضل من خلالها من اجل قضية بلاده .

غادر الأحواز بعد الهجوم الغادر على المحمرة واصدار حكم الاعدام على بعض عائلته .

ساهم في عدة عمليات ضد منشآت وافراد السلطة الفارسية .

ومع انه مؤمن بالشهادة في سبيل التحرير فقد ابدله القدر عن الشهادة بالوقوف امام حكام بريطانيا ليفضح تواطئهم ضد الشعب الأحوازي مع حكام طهران العنصريين وهو الان معتقل في بريطانيا بعد هجوم الشرطة البريطانية على سفارة فارس .

الحرية للمناضل فوزي رفرف والمجد لكل مناضلينا الابطال .

هكذا كان الغـدر البريطاني ، غـدروا بالشيخ خزعـل عام 1925 وغـدروا بأبنائنا الستة وقتلوهم غـدرا في لندن عام 1980

العودة الى صفحة الشهداء