التاريخ الأحـواز السياسي

من تاريخ الثورة الاحوازية

 
ثورة الغجرية 1943
ثورة الشيخ حيدر 1940
ثورة الحويزة
المحمرة تستصرخ
شكوى أحوازية الى كبار رجال الدين الشيعة 1925 م - 1344 هـ
ثورة الغـلمان 1925 م - 1344 هـ
مجزرة المحرزي - فبراير 1967
مجزرة الابعاء السوداء
 
 

عـودة لصفحة التاريخ

من تاريخ الثورة الأحوازية

ايها الأحـوازي أعـرف قـضـية وطـنـك

ثورة الشيخ حيدر
1940 م - 1359 هجـ

 بلغ الغضب العربي بعد الاوضاع الشاذة التي تعرض لها الشعب على أيدي السلطات الايرانية المحتلة ذروته ، وقد كان أحرار الأحواز يحرضون العشائر على الثورة ورفع الذل الذي نكس رؤوسهم طوال هذه السنوات .. وغسل عار استعبادهم . وبات البركان يغلي ، والشعب الأحوازي يريد الفرصة المواتية له حتى يظهر استياءه من الوضع ، ويعلن غضبة على التنكيل والتعسف اللذين يتعرض لهما ، والاحتقار والازدراء اللذين يلاقيهما من السلطات العسكرية الفارسية ، فهو صاحب الارض ولكن لا مكان لسكناه ، وهو صاحب الخيرات الا ان الجوع نصيبه .. وهو صاحب المجد الشامخ .. واذا بمجده يستعاب ويستهان به .. ومقدساته تداس .. وكرامته تحط .. وحقوقه تهدر .

وتفجر بركان الغضب ، وكانت منطقة الميناو محله ، وعشائر كعب العربية مفجرته ، ففي 1 شباط من سنة 1940 م ، أعلنت عشائر كعب ثورتها على الاستعباد ، وغضبها على سالبي حريتها وكرامتها وحقوقها ، وكان زعماء كعب قادة هذه الثورة الجبارة ومنهم :

  1. الشيخ حيدر بن طليل : وهو القائد الحقيقي للثورة ، لذا سميت باسمه ( ثورة الشيخ حيدر ) ، و ( طليل ) تصغير لكلمة ( طلال ) .

  2. مهدي بن علي بن عمير : رئيس عشيرة كعب منان .

  3. مسلم السلمان : أحد شيوخ كعب آل حاجي .

  4. كاطع الشذر : شيخ طوائف مزرعة العشائر العربية الموجودة في الميناو .

  5. داود الحمود : من شيوخ بني كعب .

  6. ابريج : شيخ خزرج .

كان هدف الثوار القضاء على حاميات الفرس الموجودة في المنطقة وفعلا فقد أزال الثوار الابطال بأسلحتهم البسيطة الخفيفة القديمة وبحرارة ايمانهم تلك الحاميات . وسيطروا على ثكناتها سيطرة كاملة وقد دامت السيطرة العربية مدة طويلة على المنطقة جاوزت الاربعة أشهر ، ثم وبأساليب ايران المتمثلة بالاموال الطائلة والخداع ، استطاعت سلطات الفرس أن تلقي القبض على الشيخ حيدر وجماعته ، وفور اعتقالهم نقلوا الى منطقة تدعى ( قلعة سهر ) حيث نصبت لهم محكمة عسكرية قضت باعدام الشهداء :

  1. الشهيد الشيخ حيدر طليل .

  2. الشهيد مهدي بن علي .

  3. الشهيد ابريج شيخ خزرج .

  4. اما الشهيد داود الحمود فقد استشهد في المعركة التي دارت بين قوات الاحتلال الفارسي وعشائر الميناو في اواخر هذه الثورة العربية .

ومن بين الشيوخ الذين أعدمتهم السلطات الايرانية في تلك السنة الشهداء :

  1. كوكز بن حمد من شيوخ قبيلة ( كنانة ) القاطنين على الضفة الشمالية من نهر الكرخة .

  2. مجان وهو أحد شيوخ ( بني سالة ) وكان من مدينة الخفاجية .

ان الدماء العربية الاحوازية التي اريقت اصبحت نورا تضيء درب السائرين على طريق الكفاح والنضال ونارا تحرق المستعمرين المستبدين الفرس .

لقد كانت هذه الثورة المعلم للشعب العربي الأحوازي ليقدم الضحايا والقرابين على مذابح الحرية ، ودروسا للمواطنين الأحرار ، علمهم بأن النفس والروح والدم كلها رخيصة تجاه الحرية والكرامة الأحوازية ، وان ذلك فرض يوجبه تحرير البلاد من الغزاة الطامعين بخصيب وطننا .

اسباب فشل الثورة :

تكاد أن تكون أسباب فشل ثورات الشعب وانتفاضاته ثابتة ان لم نقل هي نفسها اذ لم يستفد الثوار من الانتكاسات التي منيت بها الثورات السابقة ، ولم يبحثوا بواطنها وأسبابها ، فكان ذلك ان وقعت جميع الثورات في أخطاء واحدة وعوامل متشابهة أدت الى انتكاساتها .

واذا أردنا ان ندون هنا أسباب فشل هذه الثورة فأننا نؤكد على ان الاسباب تتلخص بما يلي :

  1. اقليمية الثورة :

ونقصد بذلك ان هذه الثورة والثورات التي سبقتها لم تمد لهيبها الى المناطق الاحوازية الاخرى لتشمل القطر بأكمله ، بل بقيت محصورة في منطقة انطلاقتها ، وهذا مما يسهل على العدو الفارسي أمر اخمادها والقضاء عليها ، واذ تستطيع سلطات الاحتلال الفارسي العسكرية جمع امكاناتها لاخماد الثورة ، وهذا ما حصل بالفعل ، اما لو كانت الثورة قد وجدت أصداءا لها في مناطق متعددة تؤيدها وتؤازرها وتعلن العصيان معها لكان وضع سلطات العدو الفارسي حرجا للغاية لا تدري الى أين تتجه ، وأي الثورات تخمد وهذا يؤدي بدوره الى جعل مركز السيطرة الايرانية يضعف في الأحواز ويتضعضع ويكون سيئا تقوضه أي ثورة قوية شاملة يشارك فيها عموم الشعب بجميع شرائحه رجالا ونساءا واطفالا وشيوخا ...

  1. الخيانة :

وهذه ظاهرة لازمت كل الثورات ، حيث ان السلطات الفارسية استطاعت بأموالها أن تحصل على أعوان ينفذون مخططاتها ويدافعون عن مصالحها في الأحواز المحتلة ، وفي كل ثورة ينخرط هؤلاء الخونة المرتزقة ويتصدرون المسيرة ثم يعملون على شلها وانهائها واجهاضها في عقر دارها ، وهؤلاء هم المنافقون الذين يتظاهرون كذبا ونفاقا بأنهم مع الأحواز وثورتها وهم في حقيقة الامر جواسيس عليها يعملون خدم للعدو الفارسي العنصري المجرم .

  1. استعمال الخداع :

كثيرا ما تلجأ السلطات العسكرية الايرانية ومخابراتها الى المراوغة والخداع ونصب الشباك ، فتزعم انها ستعطي مكاسبا لعرب الأحواز وبعض الحقوق لممارستها اذا رأت ان الثورة قوية وبقاءها سيؤدي الى امتدادها لمناطق أخرى .
فيثق الثوار بوعود ايران ، وعندما تتمكن سلطات الاحتلال الفارسي من اعادة الاوضاع الى نصابها واخماد الثورة العربية تنكث وعودها وتلقي القبض على الثوار وتسوقهم الى مشانق الاعدام ، وهذه الظاهرة تكررت غير انهم لم يستفيدوا منها بل ركنوا دائما الى تصديق دعوى ومزاعم ايران ، وقد كلفتهم هذه المراوغات العديد من الشهداء وتشريد المئات وسجنهم .

نتائج الثورة :

لم تأت هذه الثورة بنتائج مفيدة للشعب المستعبد ، بل تركت فيه جروحا لم تندمل مع الايام ، وهذه الثورة كسابقاتها لم تولد الا نتائج سلبية لابناء الأحواز ، حيث عمدت السلطات الفارسية بعد فشلها الى صب غضبها على العرب ، فساقت بطريقة عشوائية الشباب الأحوازي الى السجون مما اضطر الكثير منهم الى الهرب وترك موطنهم تخلصا من عنف ونقمة البطش والتنكيل الفارسي ، كما زاد العدو الفارسي من تعسفه وقسوته ظنا منه ان ذلك سيقتل روح الثورة في النفوس ويولد اليأس والقنوط والاستسلام ، ولكن غاب عن ذهن سلطات الاحتلال الفارسي ان هذا الشعب الذي قدم القرابين على مر الايام مستعد لان يقدم منها المزيد يوميا ، وهو مدرك ان ما يقدمه شيء زهيد اذا قيس بقدسية وعظمة معركته التي يخوضها من اجل تحرير الأحواز وطن الاباء والاجداد والاجيال كلها منذ فجر التاريخ الى يوم الدين . وان دروب الحرية ، وطريق الاستقلال مفروشة بالجماجم والدماء والاشلاء والضحايا شهداء ، وانه أقسم ان يتحدى الفناء بأسم عروبته التي يريد البقاء ، ولارضه الحرية والتحرير ، ولشعبه العربي العزة والكرامة ، وابدا يا فارس لن نركع ولن نطخ رؤوسنا الا لخالقها ، وان الحياة مع الظالمين برما ، ولنا العزة والشرف ان نموت شرفاء من اجل تحرير الأحواز ومن اجل كرامتها المستباحة ، متمثلا بقول الشاعر :

وطن تشيده الجماجم والدم  تتحطم الدنيا ولا يتحطم   

------------------------------------------------------------

موضوعات ذات صلة :