التاريخ الأحـواز السياسي

من تاريخ الثورة الاحوازية

 
ثورة الغجرية 1943
ثورة الشيخ حيدر 1940
ثورة الحويزة
المحمرة تستصرخ
شكوى أحوازية الى كبار رجال الدين الشيعة 1925 م - 1344 هـ
ثورة الغـلمان 1925 م - 1344 هـ
مجزرة الشهيد حداد - حزب السعادة
1946 م - 1366 هـ
مجزرة المحرزي - فبراير 1967
مجزرة الابعاء السوداء
عملية لندن عام 1980
 

عـودة لصفحة التاريخ

من تاريخ الثورة الأحوازية

ايها الأحـوازي أعـرف قـضـية وطـنـك

الشهيد حداد - حزب السعادة
مجزرة عبادان
1946 م - 1366 هـ

نقلا عن شاهد عيان أحوازي لصحيفة اليقظة العراقية

تفاصيل هامة عن تصادم  الايرانيين بالعرب في عربستان في عبادان في الحوادث الاخيرة .

تلقى مراسل اليقظة الخاص في البصرة رسالة ذات شأن من صديق عربي في عبادان كان شاهد عيان لحادث التصادم الكبير الذي وقع على العرب من الايرانيين في الحوادث الاخيرة يصف فيها الاعمال الفظيعة التي وقعت للعرب ننشرها بحذافيرها نظرا لاهميتها :

تفاصيل الحوادث الاخيرة في عبادان

ان رجال اتحاد العشائر العرب عبادان كانوا قد قرروا ان يتظاهروا في يوم الاثنين المصادف 15 تموز 1946 في عبادان والحضور في بناية مركز الحزب لرفع العلم على بناية الحزب في ذلك اليوم وعقد الاجتماع السلمي والمذاكرة في شؤون الحزب .

لما علم رجال حزب تودا ( حزب شيوعي فارسي ) في هذا الامر واجتمعوا واهتموا كل الاهتمام وتشبثوا بكل وسيلة لاحباط هذه المساعي والتوصل الى فشل حزب العشائر ( حزب السعادة ) في هذه المهمة .

وفعلا فان حزب تودا مع الذين يحركونهم قد قرروا الاضراب العام لكي لا يتسنى لرجال العشائر العرب الحضور في عبادان لعقد الاجتماع الثوري عقده في يوم الاثنين ، وفعلا فانهم قد قاموا بالاضراب العام ونفذوه بالقوة والاكراه ومنعوا بالقوة المسلحة جميع المشتغلين في وسائط النقل من العمل في ذلك اليوم وسيطروا على جميع الطرق والشرايع والشوارع وبذلك قد شلوا الحركة تماما واصبح من المستحيل على العرب تنفيذ اجتماعهم الامر الذي جعل روساء العشائر العرب ان يكونوا مضطرين لالغاء اليوم المعين للتظاهر وهو يوم الاثنين ، وذلك لعدم وجود وسائط لنقل العشائر العرب وايصالهم الى عبادان ، وقالوا ذلك اليوم واخبروا رجال العشائر بانهم سيعينون يوما آخر لمثل هذا الاجتماع وانتهى الامر .

ولما كان مساء يوم الأحد هو ليلة النصف من شهر شعبان المبارك وهي ليلة ولادة صاحب الامر الامام المهدي عليه السلام فقد اراد البعض من رجال العشائر العرب الموجودون في عبادان ان يقيموا معالم الافراح والزينة في بناية الحزب في ليلة الاثنين المذكورة تيمنا وتبركا بولادة الامام المهدي عليه السلام  فقد اجتمعوا في بناية مركز الحزب قبل غروب الشمس وكانوا لا يريدون الخمسين شخص وهم عزل من السلاح وبينما هم كذلك مشغولون بعملهم المشروع واذا برجال حزب تودا الشيوعي قد فاجأهم من جهات متعددة وكان قسما منهم يركبون عشرات السيارات اللوري والباقون مشاة من جهات مختلفة وفيهم رجال اجانب لا نعرف هوياتهم من قبل . وقد اجتمعوا بالقرب من بناية الحزب وكانوا يقدرون بعشرات الالوف فاقتحموا بناية الحزب وجعلوا يضربون العرب ويقتلوهم داخل بناياتهم ثم صاروا معهم في معركة دموية هائلة ، وكان حزب تودا مستعدون لهذا الامر كل الاستعداد وقد نظموا رجالهم تنظيما عسكريا وجعلوا كل جهة جماعة بوظائف خاصة يمارسونها في القتال ، وقد استبسل العرب وجعلوا يدافعون عن انفسهم الدفاع الشرعي المستميت بما لديهم من اخشاب واثاث ( اذ انهم كانوا عزلا من السلاح ) في حين ان رجال حزب تودا كانوا مزودين بانواع الاسلحة المختلفة وجعلوا يقتلون العرب ويمثلون بهم ابشع تمثيل بصورة فظيعة تشمئز لها القلوب وتقشعر لها الابدان .

وسقط العرب بين قتيل وجريح وكان القتلى من العرب 17 شخصا والباقون جرحى ، وان تودا قد اعتبروا الجرحى كأسرى لديهم وجعلوا يجهزون عليهم واذا طلب احدهم الماء فلا يعطوه حتى مات البعض من الجرحى عطشا . ثم ان رجال حزب تودا جعلوا يمثلون بالقتلى ويقطعون اطرافهم واوصالهم ويسحبون جثثهم في الطرقات وقد نهبوا كل ما كان في بناية الحزب من المال والاثاث والادوات وحرقوا كل الاثاث وقسما من المسقفات وهدموا بعض جدرانه ثم جعلوا يدخلون بيوت العرب في عبادان ويقتلوهم ويذبحوهم بكل قسوة ووحشية ويعتدون على النساء والاطفال الابرياء وينهبون ما في البيوت والمخازن وجعلوا يشعلون النار في السيارات الخاصة للعرب بقصد اتلافها وقد عملوا اعمالا تسود وجه التاريخ من العنف والقسوة والوحشية المتناهية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الطغاة ، وكاد الوجيه العربي العربي التاجر المرحوم الحاج حداد ان ينجوا من القتل والذبح غير ان ان احد الضباط الايرانيين الذين كان بمساعدة رجال حزب تودا قد اطلق عليه رصاصة قضت عليه في الحال فخر صريعا يتخبط بدمه وقد تقدم نحوه الجلاد الوحش الاثيم علي بهلوان الذي كان يقوم في  وظيفة التمثيل في قتلى العرب وتعذيب جرحاهم والاجهاز عليهم وازهاق ارواحهم وجعل يمثل بجسمه افظع تمثيل ثم توجه رجال حزب تودا الى دار الحاج حسين كزي بقيادة الوحش علي بهلوان واقتحموا داره فجعل الحاج حسين يدافع عن نفسه فاطلق عليه احد افراد الشرطة الايرانيين النار فقتله ثم تقدم الجلاد علي بهلوان فذبحه ذبحا وقطع رأسه ومثل بجسمه وجعل يدور برأسه في الاسواق ويسحب جثث القتلى في الطرقات وقد جرى كل هذا بمسمع ومرأي من رجال الحكومة المحلية ( الشرطة والجيش الايرانيين ) والانكى من ذلك فان النارس قد شاهدوا الوحش الاثيم علي بهلوان بنية خيلاء ويتبختر في مشيته في صبيحة اليوم الثاني وقد منح مداليات ذهبية ومتنوعة تشجيعا لفعله المنكر وعمله الوحشي واثمه البربري وفي اليوم الثاني للحادثة جعل رجال حزب تودا يتجولون في شوارع عبدان ويقتلون كل عربي يجدونه في الطريق ويمثلون بجسمه ابشع واشنع وافظع تمثيل .

والان وقد مضت على هذه الحادثة المشؤومة اياما فان العربي لا يستطيع الدخول الى عبادان بتاتا واذا ما قدر لاحد العرب الذين لا يعلمون بالحادثة ان يدخل عبادان فانه يضرب ضربا مبرحا ويقتل ويقضى عليه في الحال ويمزق يمثل في جسمه تمثيلا فظيعا من قبل رجال تودا .

وان الحكومة المحلية الايرانية ( الشرطة والجيش الايرانيين) لم تعمل اي عمل يكبح جماح رجال حزب تودا ويردعهم عن غيهم ويعيد الامن الى نصابه وقد اصبح العربي ذليلا وحقيرا ومهانا في عقر داره وبين اهله وعشيرته ، يقتل ويذبح وتنهب امواله ، وتحرق داره وتذبح اطفاله وتهتك حرمته وتنهك محارمه .

وقد اصبح العرب الباقون في عبادان عرضة للخطر الشديد وهدفا للقتل والتمثيل والهلاك في كل لحظة وساعة ، وهم الان غير مطمئنين وخائفين على ارواحهم واموالهم واطفالهم وعائلاتهم من البغي والعدوان والجور والظلم والاعتداء ، وهم يطلبون تأمين حياتهم واولادهم وصيانة اموالهم واملاكهم وممتلكاتهم .

 هذه هي تفاصيل الحادثة التي وقعت في عبادان مساء يوم الاحد الموافق 14-7-1946 .

و فيما يلي قائمة باسماء قتلى العرب في عربستان :

الحاج حداد ومحسن الحاج حمزة ملا محمد عراقي  وجيان وصلال ومسلم وحبيب ومزعل الشيخ وادي رئيس كعب زارعيد عراقي وحاج عبد الرسول مع طفل عمره 3 سنوات وسعيد ناصر قبرسي وعسكر بغلاني وناصر الحاج عباس والامير جابر بن الامير عبدالله ودعفر وحاج حسين كزي .

صحيفة اليقظة العراقية في عددها رقم ( 111 ) تاريخ 26 - 7 - 1946 السنة الاولى :

هذه المجزرة نفذها النظام البهلوي بالتواطؤ مع حزب تودا ( الشيوعي) عام 1946 في عبادان بغرض قمع تطلعات الشعب الأحوازي في نيل حقوقه الوطنية المشروعة وتضاف هذه الحادثة الى سجل تاريخ الثورة الأحوازية التي جاءت رافضة للاحتلال الاجنبي منذ اليوم الاول من الاحتلال الايراني للاحواز  عام 1925 .

-------------------------------------------------------------

موضوعات ذات صلة :