الحلقة
الاولى
السؤال
الاول
ماذا
تعـرف عـن الاحواز تاريخيا قبل
الميلاد ؟
الجواب
ليس بخاف عـلى
المؤرخين فى العـالم عـن الدولة
العـيلا مية وعـظمتها وتاريخها
وملوكها وادوارها .. وان هذه
الدولة هى سامية وليست آريه وقد
ورد ذلك حتى فى اغـلبية التواريخ
الفارسيه وقد كانت عـاصمتهم
مدينه السوس - سوسيانا ، اي بلاد
الشرق - العـربيه فى الاحواز ولا
زالت آثار هذه المدينه باقيه
وموجودة حتى يومنا هذا .
يرجع تاريخ
الدوله العـيلامية الى اكثر من
خمسة آلاف سنة قبل الميلاد
ووقعـت الكثير من الحروب بينها
وبين الدولة الاشورية والبابلية
فتارة تستولى العـيلامية عـلى
الاشورية والبابلية وتارة
العـكس وقد تعـرض الاحواز
والعـراق الى عـدة غـزوات واسس
كورش مملمكته بعـد سقوط الدولة
الآشورية فى سنة 534 قبل الميلاد
متخذا عـاصمة العـيلاميين -
مدينة السوس - عـاصمة له وكان من
بين اهدافه اخضاع الدولة
البابلية وظلت الاحواز والعـراق
تحت الحكم الكورشى حتى جاء
الاسكندر المقدونى فى ثلاثينات
المئة الرابعة قبل الميلاد
غـازيا فاجتاح العـراق ثم
الاحواز كما اجتاح بلاد فارس
وضمها كلها الى امبراطوريته .
وفى القرن
الاول الميلادى حلت
الامبراطورية الرومانية محل
سابقتها الامبراطورية
المقدونية اليونانية .
فكان الاحواز
والعـراق واجزاء كبيره من فارس
نفسها ولايات وامارات رومانية
وبعـد اضمحلال روما وانقسام
امبراطوريتها عـاد الفرس
الساسانيون فغـزوا الاحواز
والعـراق فى القرن الثالث
الميلادى واتبعـوهما الى
امبراطوريتهم.
غـير ان هذه
الغـزوات كلها لم تبدل من طبيعة
الارض والسكان شيئا وكانت
الاحواز شأنها شأن شبه الجزيرة
العـربية وشواطىء الخليج
العـربى والعـراق وبادية الشام
، فظلت عـربية خالصة العـروبة
رغـم الحروب والصراعات
والامبرطوريات المتعـاقبة فى
الشرق والغـرب والشمال منفتحة
عـلى شبه الجزيرة برا وبحرا دون
عـائق هذا من جانب ومن جانب آخر
مغـلقه عـلى بلاد فارس بسلاسل
جبال زاجروس من الشرق والشمال
ولم تستطع اى امبراطورية من
الامبراطوريات القديمة ان تفرض
سيطرتها الفعـليه عـلى العـرب
لا فى شبة الجزيرة العـربية ولا
فى اطرافها الغـربية الشمالية
الشرقية اي الأحواز والعـراق .
وكانت كلها
عـلى السواء تكتفى منهم بالسلطة
الاسمية والولاء الرمزى شأنها
فى ذلك شأن الامبراطورية
العـثمانية فى العـهود المتأخرة
.
التحليل
السياسي
يتبين لنا لما
سبق ، ان الفرس منذ العهود
الغابرة ما قبل الميلاد تحديدا
منذ عهد كورش الاخميني ، وهم - اي
الفرس - يحالون ان يحتلوا
ويغـزوا الجزء الشرقي للوطن
العـربي الكبير المتمثـل ذلك
الجزء بالقطريين العـربيين
الشقيقين الأحواز والعـراق ،
بأعـتبارهما يشكلان معـا
جغـرافيا الجناح الشرقي للوطن
العـربي .
منذ تلك الازمنة ، يتبين ان
الفرس انهم قوة غـاشمة طامعة
استعـمارية ، يحاولون احتلال
الأحواز والعـراق وشبة الجزيرة
العـربية ليمدوا نفوذهم
وسيطرتهم عـلى عـموم الوطن
العـربي ، فهم يريدون بقوتهم
الغـاشمة تلك احتلال ارض العـرب
وتحقيق مكاسب جغـرافية عـلى
حساب العـرب لضمها الى
امبراطوريتهم الفارسية
الغـاشمة .
كما يتبن لنا وللمراقب السياسي
ونحن نستطرق التاريخ ومراجعـته
، ان الفرس ليس لهم الحق
التاريخي ولا الجغـرافي في
ادعـاءاتهم الباطلة التي يدعـوا
لها : ان الأحواز ارض فارسية .
لان تلك الادعـاءات لا تتفق مع
الحقائق التاريخية ولا
الجغـرافية ، فأختلاف الاحواز
عـن فارس اختلاف المانيا عن
اسبانيا ، حيث الأحواز ارض سهلية
منبسطة تخلو من الجبال ، اما
فارس فهي هضبة جبلية ، هذا من
جانب الجغـرافي ، اما من حيث
الجانب التاريخي فالأحواز
بتاريخها القديم والجديد هي
عـربية ، فهي عـربية بشعـبها
وبتاريخها وبجغـرافيتها ، منذ
كوش مؤسس الامبراطورية الاولى
لفارس . والدليل عـلى هذا انهم -
اي الفرس - كانوا غـزاة متجاوزين
عـلى الحقوق الشرعـية للأحواز
وشعـبها العـربيين وانتهاكا
سافرا عـلى ارض العـرب
واغـتصابا لحقوق الجيران وسلبها
بأسم القوة ومنطقها الاجوف
النابع من العـنصرية الشعـوبية .
ويبقى الشعـب الاحوازي العـربي
صاحب الارض والتاريخ الشرعي .
وتبقى احتلالات فارس المتكررة
للأحواز خير دليل عـلى انهم
غـزاة طامعـون بخصيب الاحواز
وخيراتها والمتشبثون اليوم بها
لما تزخر به من نفط ومعـادن
وموقع جغـرافي استراتيجي هام
مطلع عـلى أهم الممرات المائية
الاقتصادية في العالم ، الا وهو
حوض الخليج العـربي .
المراقب
السياسي في حركة التحرير الوطني
الأحوازي